الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سهلة المدنى تكتب: من حق المرأة في الإسلام طلب الرجل للزواج

صدى البلد

من حق المرأة في الإسلام طلب الرجل للزواج، فالسيدة خديجة طلبت الرسول -صلى الله عليه وسلم- للزواج وقبل الزواج منها، والنظر للعادات والتقاليد وجعلها هي من صميم الدين وفي واقع الأمر نحن من خلقنا وجودها وجعلنا منها واقع وجزء من الدين، وهي بعيدة كليا عنه وليس لها به أي صلة، وفي زمننا الرجل يعاني من هذه العادات والمرأة أيضا تعاني منها، وهناك من خسر حياته بسببها كل ذلك يجعل الرجل يشرب السم بسببها والمرأة أيضا، وتموت ضحايا بسببها ونخسر الكثير وإلى يومنا هذا نخسر وسنستمر في خسارتنا إذا لم نغيرها ونستبدلها بما أمر الله به، وما قاله ما ينطق عن الهوى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وعليه أفضل الصلاة والسلام، والجميع وما زال إلى يومنا هذا يعتقد أن الإسلام أعطى الحق فقط للرجل بأن يتقدم لخطبة فتاة والواقع عكس ذلك كليا، الرجل الذي هو أصبح ضحية لاختيار شريكة حياة ليست فيها كل الصفات التي يتمنى، ويهرب من ذلك من خلال دخول في علاقات خارج إطار الزواج، وبعضهم تزوج من تحب غيره وخانته مع عشيقها وقتلته بمساعدته لكي تستحوذ على ممتلكاته وتتزوج عشيقها بعد موته، وهذه بعض نماذج الرجال الذين فقدوا شرفهم وحياتهم بسبب عادات خارجة عن الدين، ونحن من صنعنا وجودها، ونساء لم يجدوا الأمان معه ولم تكن حياتهم سعيدة وذلك دفعهم للخيانة والدخول في علاقة نهايتها حزينة لكلا الزوجين، وبعضهم طلبت الطلاق وكانت حياتها كلها تنتهي بالطلاق لأنها لم تستطيع أن تخونه ولا تستطيع قتله لما تملكه من قيم وأخلاق تجعلها لا تفعل ذلك، لذلك من حق كل امرأة رأت رجل مناسب لها أن تطلبه للزواج وتتقبل ظروفه التي يعيشها إذا كانت تريده أن يكون زوج لها سواء كان مرض يعاني منه أو كان متزوج واي كانت ظروفه، والإسلام لم يمنع المرأة من ذلك مثل ما أعطاها الحق في أن تقبل أو ترفض الزواج أيضا أعطاها الحق أن تخطب لنفسها الرجل الذي تراه مناسب لها، وفي السنة النبوية تؤكد ذلك كما روي عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: (( كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأقول: أتهب المرأة نفسها؟ فلما أنزل الله تعالى (( ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك )) قلت: ما أرى ربك ألا يسارع في هواك )).

ففي زمن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كانت بعض النساء تعرض عليه نفسها للزواج ويقبل، وحديث الذي ذكرناه عن عائشة رضي الله عنها زوجة الرسول صلى عليه وسلم أكدت ذلك، وفي القرآن الكريم وقد استند عليه بعض الفقهاء في قوله تعالى: ﴿ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأحزاب: 50].

فالإسلام كرم المرأة والرجل ووضع لهم قوانين في الحياة الزوجية وفي اختيار الشريك المناسب لهم، ومع ذلك لم ينظر لها كلا الطرفين بل كانت طي الكتمان منهم، وغرسوا عادات وتقاليد في المجتمع الإسلامي وهي لا تمت له بأي صلة، وجعلوا من المرأة مكبوتة ومحرومة من حقها في أن تختار الرجل الذي تريد العيش معه، وجعلوا ذلك اما أن يلعب الحظ لعبته وتكون مع من تحبه أو مع من تكره اللحظة التي تنظر له فيها، فهي أيضا لها مشاعر وقرارات مثلها مثل الرجل، بل هي أكثر تمسك بها منه وأكثر قدرة على جعلها ترى النور وتتجاهل المجتمع بأكمله لأنها تعيش حياتها إرضاء لخالق الكون ثم لها، الموت والخيانة والشعور بالملل وعدم القدرة على تحمل مشاكل الحياة الزوجية كل ذلك سببه أنها لم تختار من تريد أن تكون له، بل من حولها هم الذين قاموا بهذه المهمة بدل منها. وننتظر أن تقف المرأة بقوة ولا تلجا للعلاقات خارج إطار الزواج لكي تجد السعادة فيها، لأن مابني على باطل فهو باطل ولن تجد معه غير تأنيب الضمير والشعور بحزن أكبر مما تشعر به، ويجب أن يدرك الرجل إن سعادته معها تكمن في اختيارها له وليس لأنه اختارها فهو يحتاج لمن يفهم ما في داخله ويتقرب منه، ويتقبله بكل أحواله وتغير مزاجه الذي هو تارة هادئ وتارة عصبي لا يقبل أي حوار معه، ويدرك أن العادات بعضها من البشر ولم تخلق في الإسلام، ومن وضعوها ماتوا منذ زمن بعيد وأصبح ضحيتها المجتمع الذي لا زال متمسك بها، فالغرب يعتقدوا بأن المرأة المسلمة لم يعطيها الإسلام الحق في أن ترتبط برجل تحبه ويكون زوج لها يعتقدوا بأن هذا من حق الرجل المسلم وليس من حق المرأة المسلمة, وهذا خطأ كبير نحن من ساهمنا بفعله ولم نفعل ما في حوزته من حقوق حفظ بها حق المرأة في الإسلام، ونحن النساء تجاهلنا ذلك وركضنا خلف نظرات المجتمع والنتيجة أن نسبة الطلاق انتشرت في المجتمع بكثرة ولم نعد نستطيع السيطرة عليها، ومن حق المرأة في الإسلام طلب الرجل للزواج وهذا لا يسقط حقوقها وحقوقه ولا يقلل من قيمته وهيبته ولكن الإسلام كرم الرجل والمرأة بذلك وأعطى لكلا الطرفين الحق في أن يبادر هو أو أن تبادر هي.