الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انتكاسة مريرة .. هل يقضي ماكرون أيامه الأخيرة في الإليزيه ؟

فرنسا.. الانتخابات
فرنسا.. الانتخابات الإقليمية وفرص ماكرون في انتخابات 2022

انتكاسة ونتائج مخيبة للآمال، حققها حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال الدورة الأولى من الانتخابات الإقليمية، ما دفع وسائل إعلام فرنسية للتساؤل حول سيناريو الانتخابات الرئاسية الفرنسية 2022، وهل ستؤثر على شعبية الرئيس الشاب؟

 

لم يتخط حزب "الجمهورية إلى الأمام، الذي أسسه ماكرون في إبريل 2016، نسبة الـ10.6% خلال الدورة الأولى من الانتخابات الإقليمية التي جرت الأحد في فرنسا، بينما كان يسعى للحصول على 15% من الأصوات، في انتخابات تميزت بأدنى نسبة تصويت منذ تأسيس الجمهورية الخامسة.

بعد الهزيمة المريرة، فضل الرئيس الفرنسي أن يلتزم الصمت، حيث واصل نشاطه الاعتيادي وكأن شيئا لم يكن، حيث يسعى رجل الإليزيه القوي للتقليل من شأن نتائج هذه الانتخابات والنأي بنفسه عن معسكره المهزوم، وفقا لصحيفة "لوفيجارو" الفرنسية.

 

- كيف تؤثر النتائج على مسار الانتخابات الرئاسية؟

رسمت نتائج الدورة الأولى من الانتخابات الإقليمية الفرنسية، مشهدا سياسيا مغايرا في البلاد، مع تحقيق حزب "الجمهوريون" اليميني و"الحزب الاشتراكي" اليساري نتائج لافتة، وسط أداء ضعيف لحزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان.

بالنسبة لماكرون، كانت الانتخابات بمثابة نكسة صادمة، تثير شهية الجناح اليميني ومرشحي الرئاسة المحتملين الذين يتوهمون الآن بالتأكيد أن حظوظهم في السباق الرئاسي المقرر له العام المقبل، أفضل من أي وقت مضى.

أمضى الرئيس الفرنسي معظم شهر يونيو في جولات داخلية، على أمل إنعاش شعبية حزبه بعد خروج فرنسا السريع من الإغلاق المفروض بسبب جائحة "كورونا"، لكن الكارثة الانتخابية كشفت حدود حزبه الجديد ومدى نجاحه على الصعيد المحلي.

أما بالنسبة لمارين لوبان، زعيمة اليمين المتطرف والمنافسة الشرسة المتوقعة لـ ماكرون في الانتخابات الرئاسية، كان أدائها هي الأخرى أضعف من المتوقع.

وكانت مارين لوبان تأمل في الفوز بمجلس إقليمي واحد على الأقل، حيث تسعى لتعزيز شعبيتها قبيل الانتخابات، لكن حزبها تراجع بتسع نقاط عن نتائج انتخابات 2015.

ورغم ذلك، يحذر المحللون من التسرع في تحديد استنتاجات بشأن المنافسة الرئاسية العام المقبل، لا سيما استنادًا إلى استطلاعات الرأي المحلية.

وفقا لاستطلاع أجراه معهد IFOP، فإن 73% من الناخبين الذين أيدوا لوبان في الانتخابات الرئاسية لعام 2017، قاطعوا التصويت في الانتخابات الإقليمية، كما فعل 60% من مؤيدي ماكرون الشيء نفسه، بينما امتنع 44% فقط من الناخبين الجمهوريين عن التصويت.

ويرجح مراقبون احتمالية تكرار سيناريو 2017 في الانتخابات المقبلة، عندما تمكن ماكرون من استقطاب أصوات من اليمين واليسار إلى الوسط ليصل إلى الإليزيه، ملحقا هزيمة ساحقة مارين لوبان في الدورة الثانية، لا سيما أن الأحزاب التاريخية بدت غارقة في مشاكلها والصراعات بين قادتها.

 

وتقول كريستيل لاجييه الأستاذة المحاضرة في العلوم السياسية في جامعة أفينيون إن النتائج المخيبة التي سجلها حزب الجمهورية إلى الأمام، "لا تعني أن ماكرون لن يخرج فائزا في انتخابات 2022، موضحة "يجب التمييز بين انتخابات مرحلية وانتخابات وطنية بمرشحين يجب الفصل بينهما".

 

بدوره، قال أنتوان بريستييل من معهد جان جوريس إنه سيكون من الخطأ أن نعتبر أن هذه هزيمة حكما لمارين لوبان وأن الأمر سينعكس على حملتها لعام 2022، وتابع "لا  أعتقد أنه ينبغي الربط بين العمليتين الانتخابيتين.. لكل منهما دينامية مختلفة تماما".

 

ويعد ماكرون وعدوته اللدود لوبان، أكبر الخاسرين في تلك الجولة من الانتخابات، لكنها تفتح الباب أمام أحزاب اليسار لتجاوز انقساماتها ودعم مرشح واحد خلال الانتخابات الرئاسية المقرر لها في إبريل 2022.

 

كما تثير تقارير فرنسية الشكوك حول نجاح القاعدة الانتخابية الصغيرة لحزب ماكرون في حشد الدعم اللازم للانتخابات المحلية والرئاسية القادمة، متسائلة عن فرص التأهل في جولة ثانية ضد مارين لوبان، لكن في الحقيقة لا أحد يستطيع التنبؤ خاصة في ظل المستوى القياسي للامتناع عن التصويت الذي يجعل سيناريو  الانتخابات "ليس واضحا".