الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تعمل منذ نعومة أظافرها .. حكاية فتاة عشرينية مع مهنة السباكة .. فيديو

مي جمال - سباكة
مي جمال - سباكة

بملامح طفولية وجسم هزيل وايادي ذات ملمس خشن، وملابس محتشمة وحجاب مربوطا بطريقة عشوائية، تقف مي شاردة الذهن من داخل عملها ماسكة بين أناملها عدة أدوات، واليد الأخرى أدوات صحية إما من داخل دورة مياه، أو من داخل مطبخ في شقة منزلية، تلك هي المهنة التي تكسب منها مي بالحلال لتكسر حاجز مهن للرجال فقط وهي السباكة.


بدأت الحكاية منذ أكثر من 15 عامًا أي منذ طفولة مي وكانت تبلغ 8 أعوام، لتمسك بأناملها الصغيرة في أيادي والدها وهو ذاهب للعمل، "كان نفسي اتعلم صنعة من وانا صغيرة، عشان كده كنت بحب اروح مع بابا الشغل اتعلم، لحد ما بقى عندي 16 سنة وبدأت امسك شغل السباكة لوحدي"، لتنهي كلماتها بالدعاء لوالدها المتوفي لتعليمها مهنة لكسب قوت يومها بالحلال.


تستيقظ مي صباح كل يوم في تمام الساعة 9 صباحًا، تقوم بدورها كزوجة وأم في البداية، لتدخل المطبخ الخاص بها لتحضر الفطور لأطفالها أصحاب العامين والـ 8 شهور، ثم تميل يمينا ويسارًا لترتيب المنزل البسيط بمدينة العبور، ثم تتجه نحو شنطة العدة لتلقي عليها النظرة الأخيرة لتمم على جميع الأدوات المستخدمة في السباكة، وتتجه نحو باب المنزل الخشبي ثم الحديدي وتتوكل على الله.


تودع مي جمال أطفالها من منزل والدتها، أو تترك طفلا وتحمل الأخر لتخفيف الحمل على والدتها واشقاءها الثلاث، وتضع قبلة على رأس ابنها صاحب الـ 8 شهور، ثم تركب التروسيكل الخاص بها بكل عزم بمساعدة شقيقها الأصغر سنا منها.


تصل صاحبة الـ 23 عامًا إلى مكان عملها وتفرش الأدوات في الأرض بجانب طفله، وترفع أكمام البلوزة لتتجنب المياه أثناء العمل، وفي همة ونشاط تنتهي مي من إصلاح وتركيب الأدوات الصحية ثم تحمل طفلها مع الأدوات مرة أخرى وتنتقل لمكان اخر وهكذا وتعود الى منزلها بعد غروب الشمس.


"نفسي في تروسيكل وادوات".. بهذه الكلمات تمنت مي جمال السباكة أن تمتلك تروسيكل وأدوات سباكة خاصة بها، بدلًا من إيجارها من أحد المحلات، وعن سؤالها عن عمالة أطفالها في مهنة السباكة، رفضت رفضًا شديدا، قائلة "اتفقت مع جوزي انهم هيتعلموا ويشتغلوا بشهادتهم".