الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب المسجد النبوي: من ضاعت في البطالة أيامه فالحسرة في القبر مقامه

خطيب المسجد النبوي
خطيب المسجد النبوي

قال الشيخ صلاح بن محمد البدير، إمام وخطيب المسجد النبوي، أن من ضاعت في البطالة والجهالة أيامه وكثرت في صحيفته أوزاره وآثامه أن مقام الحسرة غداً في القبر مقامه، إلا أن يرحمه أرحم الراحمين.

 

وأضاف البدير، خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، قائلاً: فكم هلك من أموات ولم تزل تجري عليهم السيئات، وكم مضى من أموات ولم تزل تجري عليهم الحسنات، فأيّ حال لمن انقطعت أنفاسه ولم تزل تجري عليه أرجاسة، وأي حال لمن انقطعت حياته ولم تزل تجري عليه حسناته.

 

لا تسيروا في ركاب الهابطين

 

ونصح: فلا تسيروا في ركاب الهابطين، ولا تقعوا في حبائل الساقطين، واستعيذوا بالله من نخسات الشياطين، والتجئوا إليه فإن الاعتصام بالله واللجأ إليه هو العَمدة في الهداية، والعُدّة في مباعدة الغواية، محذرًا من مغبة الارتهان إلى الدنيا وملذاتها والغفلة عن الآخرة وحسابها، والمرء الفطن العاقل لاتغرّه الدنيا ونعيمها، ولاتشغله عن طاعة ربه ويتمسّك بأداء واجباته الدينية واجتناب المعاصي والآثام.

 

وأوضح أنه تمرّ علينا الغدايا والعشايا، وتخطفنا الآجال والمنايا، وتكدّر عيشنا المصائب والبلايا، فلا تركنوا إلى دنيا، نوالها زوال، ودوامها محال، وغاية أمرها انتقال وارتحال، فكم من غنيّ ثريّ كان يلبس الفيء اللين من ثيابها، ويأكل الطريّ الناعم من طعامها، ويركب الهنيّ من دوابها حتى برك الزمان عليه بجِرانه، ووقع عليه البلاء بأثقاله.

 

التفكر في يوم الحساب

وأكدعلى ضرورة التفكّر في يوم الحساب وأهواله وأحواله، وتذكّر زمن النقلة وساعة اللقاء والعرض، ويوم الحساب والتوفيَه، قائلاً : تذكروا نشر الصحائف فيها مثاقيل الذرّ، ومثاقيل الخردل، تذكّروا يوماً لا ينفع فيه الأب الشفيق ولا الأخ الشقيق ولا الصديق ولا الرفيق، تذكّروا “يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيه”.

 

وتابع : يا له من شغل شاغل، وخطب هائل، لا يلتفت فيه أحدٌ إلى قرابته ولا إلى صحابته كلٌ شأنه الفرار والاعتذار لعظم الأهوال، وتغيّر الأحوال، قال عكرمة: يلقى الرجل زوجته فيقول لها: يا هذه، أي بعل كنت لك ؟ فتقول: نعم البعل كنت وتثني بخير ما استطاعت، فيقول لها: فإني أطلب إليك اليوم حسنة واحدة تهبينها لي لعلّي أنجو مما ترين، فتقول له: ما أيسر ما طلبت، ولكني لا أطيق أن أعطيك شيئاً أتخوّف مثل الذي تخاف، وإن الرجل ليلقى ابنه فيتعلق به فيقول: يا بني، أي والد كنت لك؟ فيثني بخير فيقول له: يا بني، إني احتجت إلى مثقال ذرة من حسناتك لعلي أنجو بها مما ترى فيقول له: يا أبت، ما أيسر ما طلبت، ولكني أتخوف مثل الذي تتخوف، فلا أستطيع أن أعطيك شيئاً.