الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من الميلاد حتى الفطام.. باحث بـ القومي للبحوث: مكونات جديدة لتعزيز مناعة الأطفال في حليب الأم

القومي للبحوث
القومي للبحوث

قال الدكتور أحمد العليمي، باحث بالمركز القومي للبحوث المصري، وعضو الجمعية الدولية لأبحاث حليب الأم والرضاعة في أمريكا، إنه لا تزال الأبحاث العلمية تتواصل مؤكدة في أدلة قاطعة أن حليب الأم هو الركيزة الأساسية لتغذية الأطفال من الميلاد حتى الفطام؛ نظرا لفوائده المتعددة في النمو السليم وتحسين الصحة العامة للطفل والقضاء على أمراض عدة.


وأوضح أنه لاتزال المنظمات المعنية بطب الأطفال تنصح بشدة بضرورة الاعتماد الكلي على حليب الأم في التغذية لاسيما في الأشهر الستة الأولى من عمر الرضيع.

وأكد أنه في بعض الأحيان ربما لا تتمكن الأم من إرضاع طفلها نظرا لعدة عوامل، منها قلة الحليب المنتج، أو الإصابة بمرض ما، أو انشغالها بظروف العمل لساعات طويلة خارج المنزل، لذا تستعيض الأم عن الرضاعة الطبيعية بتغذية طفلها بالحليب الصناعي البقري.

وأشار إلى أنه قد وجد الباحثون أن 81% من الأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية يتناولون الحليب الصناعي خلال السنة الأولى من أعمارهم، وبسبب إحلال الحليب الصناعي محل الرضاعة الطبيعية فقد تزايدت حالات إصابة الأطفال باضطرابات في الجهاز الهضمي وانخفاض المناعة، مما ترتب عليه الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي. 

وأوضح أنه يعزى ذلك إلى أن حليب الأم يحتوي على العديد من المكونات الأساسية لتقوية مناعة الطفل التي تحميه من الأمراض خلال فترة حياته، وفي تطور علمي جديد، وجد الباحثون مكونات في حليب الأم تسهم بشكل رئيسي في تطور مناعة الطفل، ومنها سكريات الأوليغو، والميكروبيوم، والحمض النووي الريبوزي الصغير أو الرنا الصغير، وهي مكونات لا تتوافر في الحليب الصناعي البقري.


وتابع : "سكريات الأوليغو هي سكريات قليلة التعدد، تحتوي على خمسة أنواع من السكريات الأحادية، وهي الغلوكوز، والغلاكتوز، والغلوكوز أمين، والفوكوز، وحمض السياليك. ويحتوي الليتر الواحد من حليب الأم على 5-15 غراما من سكريات الأوليغو، وهي بذلك تعتبر ثالث أكبر مكون في الحليب بعد سكر اللاكتوز والدهون.  واكتشف الباحثون أكثر من 150 نوعا من سكريات الأوليغو في حليب الأم".

وأستكمل: "أما الحليب الصناعي البقري فيحتوي على تركيز وتنوع أقل في سكريات الأوليغو مقارنة بحليب الأم، إذ يحتوي على 0.1 غرام و50 نوعا فقط من سكريات الأوليغو. وهذا الفرق الكبير يؤدي دورا مهما في انخفاض مناعة الأطفال الذين تستعيض أمهاتهم عن حليبها الطبيعي بالحليب الصناعي البقري. وتكمن أهمية سكريات الأوليغو في أنها تحمي الأطفال من الميكروبات المرضية التي قد تستوطن القناة الهضمية، وذلك عن طريق مجموعة متنوعة من الآليات".

وأردف إلى أنه تظهر نتائج دراسات حديثة أن إضافة سكريات الأوليغو إلى الحليب الصناعي البقري قد تحمي الجسم من الإصابة بالميكروبات الضارة التي تسبب اضطرابات عدة في القناة الهضمية كالإسهال الشديد. ولذلك فقد تم مؤخرا إضافة سكريات الأوليغو المعزولة من حليب الأم إلى الحليب الصناعي البقري لزيادة المناعة لدى الأطفال الذين لم يتمكنوا من الحصول على الرضاعة الطبيعية.

 

وأضاف أن هناك ما يسمى ميكروبيوم الحليب، حيث يحتوي حليب الأم على البلايين من الخلايا الميكروبية التي توجد بصورة طبيعية في الحليب فيما يعرف بالميكروبيوم. وتشكل هذه التجمعات الميكروبية في الحليب النواة الأساسية لوجود الميكروبات النافعة في القناة الهضمية للطفل، ومنها البيفيدوبكتريام بريفي، واللاكتوباسيلاس غاسيري، والأستربتوكوكاس ساليفاريس، وغيرها من الميكروبات النافعة التي تحد من نمو الميكروبات الضارة المسببة للأمراض في القناة الهضمية للطفل الرضيع.

 

وأشار إلى أنها تسهم هذه الميكروبات النافعة في تدريب الجهاز المناعي للطفل على التعرف إلى الميكروبات الضارة التي قد تهاجمه، وعلى كيفية التخلص منها عن طريق إنتاج العديد من مكونات الحماية في دم الطفل. وتساعد الميكروبات النافعة على التئام جروح القناة الهضمية – إن وجدت- بما يسهم في رفع كفاءة عمل الجهاز الهضمي وتحسين الحالة الصحية العامة.

 

وأستكمل : "على الرغم من الدور الفعال لميكروبيوم حليب الأم فمازال العلماء يبحثون عن إجابات للعديد من الأسئلة المهمة التي قد تساعد على فهم آلية عمل الميكروبيوم في حليب الأم، ومن هذه الأسئلة: كيف تنتقل تلك الميكروبات من الأم إلى الحليب أثناء الحمل وتصنع الحليب في الغدد اللبنية بالثدي؟ ما مدى إسهام الميكروبات الموجودة خارج الثدي في تكوين ميكروبيوم الحليب ومنها الميكروبات الموجودة على جلد الأم وفي فم الطفل أو الموجودة في البيئة المحيطة بالأم والطفل؟ ما العلاقة بين ميكروبيوم الحليب والمكونات المناعية والغذائية الأخرى في الحليب، وكيف يمكن أن يؤثر كل منها في الآخر بما ينعكس على صحة الطفل؟ وغيرها العديد من الأسئلة التي يتوقع أن تجيب عنها الأبحاث مستقبلا".