الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مهمة لإطفاء الحريق وعصا سحرية مفقودة.. هل ينجح نجيب ميقاتي فيما فشل به سعد الحريري؟

رئيس الوزراء اللبناني
رئيس الوزراء اللبناني المكلف نجيب ميقاتي

"لا أملك عصا سحرية" هو أول ما صدر عن السياسي اللبناني نجيب ميقاتي بعد تكليفه بتشكيل الحكومة اللبنانية الاثنين الماضي، مضيفًا أنه يعوّل على تضافر الجهود للنجاح في مهمة "إخماد الحريق المتمدد في لبنان"، حسب وصفه.

وجاء تكليف نجيب ميقاتي بتشكيل الحكومة اللبنانية بعد تسعة أشهر من الجمود السياسي بين الرئيس ميشال عون وزعيم تيار المستقبل سعد الحريري.

وكان رئيس الوزراء حسان دياب، قد استقال من المنصب في أغسطس الماضي في خضم تداعيات انفجار مرفأ بيروت، وبقي منذ ذلك الوقت يترأس حكومة تصريف أعمال في وقت يشهد فيه لبنان تدهورا متواصلا للأوضاع المعيشية والاقتصادية.

وقال ميقاتي إنه سيعمل على تشكيل حكومة لإنهاء الأوضاع المتردية سياسيا واقتصاديا في لبنان، وتنفيذ المبادرة الفرنسية التي تهدف إلى إنقاذ البلاد من الأزمة المالية.

وأوضح "لوحدي لا أملك عصا سحرية ولا أستطيع أن أصنع العجائب، نحن في حالة صعبة جدا، وقد سألني أحد الصحافيين الآن لماذا أنا حزين؟ طبعا المهمة صعبة ولكنها تنجح إذا تضافرت جهودنا جميعا وشبكنا أيدينا معا".

ونقلت وكالة "سبوتنيك" عن الناشط المدني اللبناني أسامة وهبي إن تكليف نجيب ميقاتي برئاسة الحكومة خلفًا للرئيس سعد الحريري، جاء باعتباره أحد أعضاء نادي رؤساء الحكومات السابقين، والتي ينتمي إليه الحريري.

وأكد وهبي أن الرئيس عون لم يتنازل لـ ميقاتي عن الأشياء التي لم يعطها الحريري له، وكذلك ميقاتي لا يستطيع أن يتنازل للرئيس عون عن الأشياء التي تمسك بها الحريري، ليتم الاستثمار في نفس النهج والعقلية والمعايير.

وتابع: "نحن أمام السيناريو ذاته والواقع نفسه، ونفس سياسات التعطيل والمناكفات والنكايات، ولم نصل إلى نتيجة، ومن المتوقع أن نذهب لنهاية العام بدون حكومة".

وبدوره اعتبر قاسم هاشم، عضو مجلس النواب اللبناني، أن الظروف الصعبة بكل مستوياتها فرضت نفسها على مرحلة التكليف فحدث شبه تفاهم محلي وإقليمي ودولي على شخصية تتطلبها المرحلة.

ويرى هاشم أنه مهما كانت الآمال والأحلام تبقى الأمور في خواتيمها، لأن الأصعب هو مسار التأليف، إذا صدقت النوايا وتخلى البعض عن مصالحهم الشخصية والطائفية فإن مسار التأليف سيسلك طريقه لتأخذ الحكومة دورها الإصلاحي الإنقاذي، وبمواكبة ومساعدة الحريصين على استقرار وطننا من الأشقاء والأصدقاء.

من جانبه، يرى أستاذ القانون الدستوري بالجامعة اللبنانية، الدكتور عصام إسماعيل، أن ميقاتي لديه قدرات وخبرات في العمل الإداري والسياسي، ويمكن أن يتعاون بمرونة مع كل الأطراف.

وقال إسماعيل لصحيفة «الرؤية» الإماراتية، إن ميقاتي قضى فترتين في رئاسة الحكومة، ولديه علاقات دولية يمكن استثمارها في تخطي الأزمة الاقتصادية، مؤكداً أن الأمر الأكثر أهمية هو التعامل الداخلي والانفتاح على مختلف القوى والأطياف السياسية.

وأشار الفقيه الدستوري إلى أن الإجراءات الإصلاحية التي تطالب بها القوى الدولية، مطلب أساسي ينتظره اللبنانيون، ولكنه ليس سهلاً، وقبل المطالبة بقوانين إصلاحية يجب تطبيق القوانين الموجودة.

ويعتبر ميقاتي أغنى رجل في لبنان وواحد من أغنياء الشرق الأوسط، حيث تبلغ ثروته 2.7 مليار دولار وفقا لمجلة فوربس.

ولد ميقاتي في 24 نوفمبر 1955 وأكمل دراسته في الجامعة الأمريكية في بيروت وتابع دراسته العليا في فرنسا وجامعة هارفارد في الولايات المتحدة.

بدأ ببناء شركته في مجال الاتصالات في خضم الحرب الأهلية في لبنان من 1975 إلى 1990. وباع حصته في شركة الاتصالات الخاصة به لمجموعة إم تي إن للاتصالات في جنوب أفريقيا مقابل 5.5 مليار دولار عام 2006.

وفي عام 2007 أسس مجموعة إم 1 التي لها تملك وتدير استثمارات متنوعة. كان آخرها، شراؤها، هذا الشهر، للحصة التشغيلية لشركة الاتصالات النرويجية تيلينور في ميانمار مقابل 105 ملايين دولار.

تسلم ميقاتي منصب رئيس الحكومة مؤقتا في أبريل من عام 2005 بعد اغتيال رفيق الحريري وسحب القوات السورية من لبنان. وتولى هذا المنصب لمدة ثلاثة أشهر للإشراف على الانتخابات النيابية التي فاز فيها التحالف الذي يقوده تيار المستقبل بزعامة الحريري.

وعين في المنصب تفسه - رئيسا للوزراء - مرة أخرى في يونيو 2011 واستقال في مايو 2013 وسط استقطاب عميق بين المعسكرات السياسية في البلاد بسبب الصراع في سوريا ، حيث أدى الاقتتال الداخلي في حكومته إلى مأزق سياسي معقد. وظل في المنصب بشكل مؤقت حتى فبراير 2014.