الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طوكيو 2020.. الرياضة سلاح ناعم لمواجهة قضايا مجتمعية.. لاعبون أمريكيون يرتدون أقنعة وردية ضد التحرش.. والصحة النفسية والمساواة بين الجنسين أزمات كبرى وجدت حظها في الأولمبياد

أولمبياد طوكيو 2020
أولمبياد طوكيو 2020

- لاعبو منتخب الشيش الأمريكي يرتدون أقنعة وردية ضد زميلهم المتهم بالتحرش

- انسحاب سيمون بايلز يلقي الضوء على أزمات اللاعبين النفسية

- طوكيو "نقطة تحول" للمساواة بين الجنسين في الألعاب

 

تعد دورة الألعاب الأولمبية المقامة بالعاصمة اليابانية طوكيو استثنائية، ليس فقط لأنها أقيمت وسط استمرار تفشي فيروس كورونا المستجد بعد تأجيل دام لمدة عام، بل لتسليطها الضوء على عدد من القضايا التي تشغل العالم، خاصة الاجتماعية منها، لتعكس بذلك أهمية الرياضة كأداة مؤثرة في المجتمعات، فضلا عن دورها في التركيز على ملفات مهمة بعينها.

 

وفي طوكيو 2020، استطاع عدد من اللاعبين واللاعبات، تبني مواقف وآراء تسلط الضوء على عدد من القضايا الاجتماعية دون الحاجة إلى الإشارة لها بالكلمات، نستعرضها في التقرير التالي:

 

أقنعة وردية ضد التحرش

ارتدى 3 أعضاء من فريق الشيش الأولمبي الأمريكي، أقنعة وردية في مباراتهم الافتتاحية بأولمبياد طوكيو 2020، بعد انضمام زميل لهم، متهم بالاعتداء الجنسي.

 

وحسب صحيفة "جارديان" البريطانية، ارتدى كل من جيك هويل وكيرتس ماكدوالد ويسر راميريز، الأقنعة الوردية، بينما ارتدى زميلهم المتهم بالاعتداء الجنسي، آلان هادزيتش، قناعًا أسود قبل مباراتهم الافتتاحية أمام اليابان.

 

وانضم هادزيتش إلى فريق الرجال لمبارزة الشيش في أولمبياد طوكيو 2020، بمايو الماضي، برغم تقدم 3 نساء باتهامات ضده بارتكاب اعتداءات جنسية من قبله في الفترة من 2013 إلى 2015، لكن اللاعب ومحاموه أنكروا بشدة تلك الادعاءات.

فريق سلاح الشيش يرتدي أقنعة وردية

وقال مايكل بالما محامي هادزيتش لصحيفة "نيويورك تايمز"، إن اللاعب بريء من جميع الادعاءات، لكن مع بدء التحقيقات، تم إيقافه من قبل المركز الأمريكي للرياضة الآمنة، ولكن بعد ذلك نجح لاعب الشيش البالغ من العمر 24 عامًا، في تعليق هذا الحظر بعد أن لجأ إلى القضاء.

 

وبعد ذلك، سافر هادزيتش إلى طوكيو للمشاركة في الأولمبياد، منفصلا عن باقي أعضاء فريقه، وأجبر على الإقامة في فندق بعيدا عن القرية الأولمبية، بالإضافة إلى منعه من التدرب مع زميلاته.

 

وأكدت كاثرين هوملز، إحدى زميلات هادزيتش، أن ما فعله زملائه الثلاثة من ارتداء أقنعة وردية يعكس توبيخهم الواضح له ورفضهم للاعتداء الجنسي بالنساء، لافتة إلى أنها جمعت توقيعات إلكترونية من كل عضو في فريق الشيش يعترض على انضمام هادزيتش إلى الأولمبياد.

 

المساواة بين الجنسين

في أول دورة ألعاب أولمبية أقيمت عام 1896 في أثينا، لم تكن هناك امرأة واحدة مشاركة بها، لكن بالنظر إلى أولمبياد طوكيو 2020، يوجد ما يقرب من نصف الرياضيين المتأهلين من النساء.

 

ووفقا لشبكة "إيه بي سي" نيوز الأمريكية، قال المنظمون إن طوكيو تمثل "نقطة تحول" للمنافسة الرياضية الدولية النخبوية باعتبارها أكثر الدورات الأولمبية مساواة بين الجنسين في تاريخ هذه الألعاب، حيث تمثل النساء ما يقرب من 49٪ من 11090 رياضيًا، والذي ارتفع  من 45٪ عن عام  2016 في أولمبياد ريو، و 23٪ في ألعاب 1984 في لوس أنجلوس، و 13.2٪ في دورة ألعاب 1964 بطوكيو، و 2.2٪ في ألعاب 1900 في باريس.

 

وحسب الشبكة الأمريكية، فعندما تقام دورة الألعاب الأولمبية في باريس عام 2024، من المتوقع أن يكون هناك تكافؤ كامل بين الجنسين، ويكون عدد اللاعبات المشاركات نفس عدد اللاعبين المتأهلين.

 

يأتي هذا الإنجاز في الوقت الذي فتحت أولمبياد طوكيو 2020 نقاشًا حول احتياجات الأمهات على وجه الخصوص، فيما يتعلق بأماكن الإقامة خاصة في حال الحمل والرضاعة ورعاية الأطفال، فضلًا عن الفضائح التي تنطوي على إساءة معاملة ومضايقة الرياضيات لا تزال تعصف بالرياضة على مستوى العالم.

مشاركون في الأولمبياد

لكن اللجنة الأولمبية الدولية أعلنت أنها تعمل على تحقيق المزيد من المساواة بين الجنسين فيما يتعلق بجداول الرياضيين وبرمجة الأحداث.

 

وقال المدير الرياضي للجنة الأولمبية الدولية، كيت ماكونيل، إن اللجنة كانت "متعمدة جدا" بشأن العمل مع الاتحادات الرياضية الدولية المسؤولة عن إجراءات التأهل، لزيادة عدد الرياضيات في عام 2020.

 

وأضاف: "لقد خفضنا العدد الإجمالي للرياضيات من ريو إلى طوكيو، ولكن حتى في خفض العدد الإجمالي، قمنا بزيادة عدد اللاعبات المشاركات".

 

يذكر أن منظمي أولمبياد طوكيو، منحوا استثناءً للرياضيات اللواتي يرضعن بأخذ أطفالهن إلى الألعاب "عند الضرورة"، لكن لا يُسمح لهؤلاء الأطفال بالبقاء في القرية الأولمبية، وسيتعين إيواؤهم في أماكن خاصة مثل الفنادق.

 

الصحة النفسية للاعبين

جاء قرار البطلة الأمريكية الأولمبية سيمون بايلز، بالانسحاب من نهائي المسابقة الكاملة للفرق بعد قفزة واحدة فقط، صدمة للعالم، خاصة أنها واحدة من أبرز نجوم الجمباز، حيث فازت بـ 4 ميداليات ذهبية وبرونزية في أولمبياد ريو 2016.

 

وعللت سيمون بايلز، الانسحاب بوجود مشاكل في "الصحة النفسية، إذ بدت تكافح من أجل الحفاظ على تركيزها الذهني، قبل أن تعلن انسحابها من المسابقة الجماعية، وعدد من المسابقات الفردية في الأيام التالية.

 

وعلى الرغم من الجدل الذي أثير حول انسحابها، إلا أن هذا القرار أعاد الحديث عن الصحة النفسية للاعبين، لذلك أعلن الاتحاد الأمريكي للجمباز عن دعمه لانسحابها، معربًا عن إشادته بشجاعتها في إعطاء الأولوية لرفاهيتها، وفقًا لما ذكره بيان نقلته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

سيمون بايلز

فيما قالت سيمون بايلز: "الصحة الذهنية.. يجب أن أفعل ما هو مناسب لي وأن أركز على صحتي النفسية وألا أعرض صحتي وحياتي للخطر".

 

وأضافت: "لم أعد أثق بنفسي كثيرا.. خلال يومين نشر الجميع تغريدات على تويتر وشعرت بثقل العالم ملقىً عليّ.. نحن لسنا رياضيين فقط. نحن بشر. وأحياناً ما علينا سوى التوقف والرجوع خطوة إلى الوراء".

 

وحسب دراسة نُشرت مؤخرًا من قبل باحثين في جامعة تورنتو الكندية، فإن انتشار الأعراض المرتبطة بالاضطرابات العقلية يكون متزايدًا بين الرياضيين مقارنة بالمواطنين، إذ يعاني هؤلاء اللاعبين من الاكتئاب والقلق واضطرابات المعدة.

 

وعلقت كاثرين تامنين، إحدى علماء النفس المشاركين في الدراسة قائلة: "أعتقد أن نتائج دراستنا جديرة بالملاحظة لأن البيانات تم جمعها قبل بدء ظهور فيروس كورونا".

 

وأضافت أن تفشي كورونا وإجباره على تأخير دورة الألعاب الأولمبية بطوكيو لمدة عام، وتغيير إجراءات التدريب، وعزل الرياضيين، يمكن أن يكون لهم تأثيرات سلبية أكثر وضوحًا.

 

يذكر أن لاعبة التنس اليابانية، نعومي أوساكا، كانت خير مثال أيضًا للتعبير عن أزمة اللاعبين النفسية، إذ أعلنت في مايو الماضي، الانسحاب من بطولة فرنسا المفتوحة لحماية صحتها النفسية، في خطوة حظيت بدعم كبير من الرياضيين.