الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دعاء عبد القادر تكتب: لا تغضب

صدى البلد

أبدأ مقالي بحديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عندما جاءه رجل وقال له أوصني يارسول الله .. فقال صلي الله عليه وسلم " لا تغضب " وكررها ثلاثا وهذا يدل على اهميه اداره مشاعر الفر وكظم غيظ نفسه كما دلنا النبي صلي الله عليه وسلم علي وسيله تؤدي للتخلص من الغضب والتخفيف من آثاره منها قوله عند رؤيه رجل تملكه الغضب اني أعلم كلمه لو قالها لذهب عنه ما فيه من غضب ألا وهي " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " كما أشار النبي صلي الله عليه وسلم امته الي اهميه اللجوء الي الوضوء كعلاج لحاله الغضب اذ ان الغضب من الشيطان والشيطان خلق من نار والنار لا يطفئها إلا الماء وكذلك توجيهاته لنا الي تغيير وضعيه الجلوس  فمجلس اذا كان واقفا والعكس حيث تؤثر تلك الحركات علي حالته وتمنحه السكون والراحه التي تخلصه من مشاعره السلبيه ..
من هنا نتطرق لمعرفه ماهو الغضب الذى يؤدي الي خروج الإنسان عن شعوره وتحوله الى شخص آخر وقد رأينا خلال الفتره الأخيره من الاحداث المؤسفه التي ادت الي القتل بين بين الأزواج وتحولها لمآسي ونماذج سلبيه لمجتمعاتنا التي تعتبر احداث دخيله علي أخلاقياتنا فمجتمعاتنا العربيه ..
ومن هنا نتطرق لمعرفه ماهو الغضب ؟
الغضب هو انفعال وقيل هو تغير يحصل عند غليان دم القلب؛ ليحصل عنه التشفي للصدر. ويشمل التاثير الجسدي للغضب زيادة في معدل ضربات القلب وضغط الدم، ومستويات الادرينالين والنورادرينالين. بعضهم وضح الغضب كجزء من شجار أو حركة استجابة سريعة من المخ لتهديد محتمل من الضرر. ... يمكن أن يؤدي الغضب إلى أشياء كثيرة جسديا وعقليا وبعض العلماء عرف الغضب انه جزء من شجار او حركه او استجابه وشعور سائد سلوكيات وذهنيا وفسيولوجيا عندما ياخذ الشخص الإختيار الواعي لاتخاذ الإجراءات علي الفور من شأنها  وقف اى سلوك تهديدى من أي عوامل خارجيه. 
ويرى علماء النفس الحديث ان الغضب هو احساس اولي وطبيعي وناضج مارسه كل البشر فى بعض الأوقات علي أنه شيئا له قيمه ووظيفه من أجل البقاء علي قيد الحياة فى حين أن العديد من الفلاسفة حذروا من نوبات الغضب التلقائية والغير محكومة .
ومن هنا توجد ثلاث أنواع للغضب لابد من التطرق لها : 
اولا: " الغضب السريع والمفاجئ" : هذا النوع متصلا بباعث للحفاظ علي النفس وهو مشترك بين البشر والحيوانات ويحدث عندما يعذب او يحبس شخص . 
ثانيا : " المتأن أو  المتعمد " : وهو رد فعل عما نراه من ضرر متعمد أو  معامله غير عادله من قبل الآخرين هذين الشكلين من أشكال الغضب وهم أشكال عرضيه...
اما النوع الثالث والاخير من الغضب فهو " الترتيبي " اى مرتبط أكثر  بالمميزات الشخصية أكثر من الغرائز اوالادراك .. 
الغضب يمكن أن يعبئ الموارد النفسيه ويحولها إلى سلوكيات خاطئة ومدمرة عندما لا يجد متنفسه المناسب في التعبير عن غضبه فى شكلة القوى ويضعف من قدرة الفرد علي ممارسة السيطرة الفعلية علي سلوكة والشخص الغاضب يفقد حالته الموضوعيه ويفقد حسن التدبير والتفكير ويمكن أن يسبب ضررا للآخرين  والشخص نفسه ...
التاثير الفسيولوجى   علي الشخص الغاضب يشمل زيادة فى معدل ضربات القلب التى تعد الشخص للتحرك وزيادة فى تدفق الدم إلى اليدين التى تعدهم للضرب ، وزيادة نسبه التعرق ..
توجد كتابه شائعة عن الغضب أود ذكرها فى المجال الفسيولوجى وهى " سائل ساخن فى وعاء " هذا أكثر تصور وتشبيه لحاله الشخص الغاضب . 
والكثير منا يريد خطوات واضحة  وبعض النصائح للتحكم فى الغضب هنا ننوه عن بعض الخطوات التى تساعدنا على إدارة الغضب : 
اولا : " فكر ثم تحدث " :
أثناء الغضب من السهل قول أشياء ممكن الندم عليها لاحقا من هنا لابد من الإنتظار لحظات ثم التحدث .
ثانيا: "إهدأ ثم عبر عن غضبك ": 
عبر عن غضبك واحباطك بطريقة حازمة ولكن ليس بطريقة تصادمية واذكر احتياجاتك للطرف الآخر دون جرح مشاعرة أو محاولة السيطرة عليه فهى ليست حرب بل هى تفاهم. 
ثالثا : " ممارسة بعض التمارين الرياضية ": وهذه من أجمل واحسن الحلول التى يمكن للفرد الاخذ بها لما لها من نتيجة إيجابية وتفريغ لكل الطاقات السلبية للفرد .
رابعا :" استرح " : فتره الإستراحة مهمة جدا عند الإحساس بمشاعر سلبية أعط نفسك استراحات قصيرة خلال اليوم قد تساعدك هذه الأوقات على الشعور بالتحسن وتستطيع بعدها أن تتعامل مع الوقت دون الشعور بالازعاج والغضب . 
رابعا: " اختر حلول للمشكلة" :  بدل من تركيزك على غضبك فكر فى حل للموقف والمشكلة التى تواجهها ، ذكر نفسك بأن غضبك لن يحل شيئا وربما يزيد الأمر سوءا .
خامسا: " ابتعد عن كلمه انا " : لان الانا من الأنانية استخدم العبارات الإيجابية  عند التحدث عما يدور بداخلك مثل أشعر بالحزن من كذا وكذا...... 
سابعا : " تسامح " : لاتحمل الضغينة للطرف الآخر لأنك لو سمحت للغضب والمشاعر السلبية بالسيطرة عليك فسوف تقوم بطرد كل مشاعر الحب والإحترام التى تكنها للطرف الآخر. 
ثامنا : " استخدم الفكاهة لتخفيف حدة التوتر " : وهى أن تأخذ  الأشياء والأمور ببساطة وذلك لنزع فتيل الغضب . 
تاسعا : " ممارسة مهارة الإسترخاء " :  
وهى تمارين النفس العميق أو  تخيل مشهد الإسترخاء وكرر كلمات وعبارات مهدئة لنفسك مثل " هون عليك " أو استمع للموسيقى أو اكتب يومياتك أو قم بأداء بعض تمارين اليوجا . 
عاشرا : " اطلب المساعدة " : ممكن أن يكون التحكم فى الغضب أمرا عسيرا على الجميع من هنا تستطيع طلب المساعدة من أشخاص مقربين لك إذا كان غضبك خارج عن نطاق السيطرة مما يؤدي إلى فعل اشياء قد تندم عليها أو تؤذى من حولك .
واخيرا اختم كلماتك بوصف الله سبحانه وتعالى للمتقين بأنهم يغفرون إذا غضبوا بقولة تعالى " وإذا ما غضبوا هم يغفرون " 
تخيل الإنسان للحاله التي يكون عليها من ندم وحزن على مافعلة أو أقدم عليه وتذكرة للصبر وكظم الغيظ يصنع فى نفسه العجائب ويشعرة بلذة وقرب من الله تعالى وعفوة عن الناس ومقابلة السيئة بالحسنة .