الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المصالح التجارية أم العلاقات عبر الأطلسي.. ما مصير ألمانيا بعد ميركل؟

أنجيلا ميركل
أنجيلا ميركل

تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن، باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عندما قال في اجتماعهما، الأسبوع الماضي، في واشنطن بشان خط أنابيب نورد ستريم 2 "سنري"، متحدثا باسمة وباسم ميركل. ويبدو أن كلمة بايدن حفرت في أذهان معظم سياسيين دول عبر الأطلسي وروسيا، بينما تشرع ألمانيا في الانتقال السياسي الأكثر أهمية منذ عقود.

 

ووفقا لمجلة "ذي ناشونال انترست" الأمريكية، سيكون لهذا الانتقال السياسي من المستشارة ميركل إلى مستشار غير معروف حتى الآن تأثير كبير على العلاقات الألمانية ودول عبر الأطلسي وروسيا. 

 

ولعبت المستشارة ميركل دور أوروبا الأساسي تجاه روسيا، وإن كان ذلك بأسلوب السياسة الخارجية المتردد لألمانيا. وكانت هي التي، على الرغم من المجموعة المؤيده لروسيا في كل من الداخل وبين بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، فرضت العقوبات الأوروبية على روسيا. 

 

وكانت ميركل رائدة في اتفاقيات مينسك التي احتوت صراع دونباس في أوكرانيا. ولكن لسوء الحظ، حالت المصالح الأمنية الأوروبية على استيعاب أسعار الغاز الاستهلاكية في ألمانيا، على حساب العقوبات الأمريكية، التي رفعها الرئيس بايدن مؤقتًا. ولعبت المستشارة ميركل دورًا أساسيًا في العلاقات عبر الأطلسي، وفي كثير من الأحيان سد الفجوة الأطلسية بين الأوروبيين المتشككين في أمريكا، والرؤساء الأمريكيين.

 

ولكن السؤال الأكثر أهمية في السياسة الخارجية الأوروبية الذي أثير مع مغادرة أنجيلا ميركل في سبتمبر هو "روسيا". 

ويبدو لدى المرشحين الألمان المفضلين رؤيتين مختلفتين بشكل كبير لكل من روسيا وأوروبا. إذا أصبح مرشح الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU) أرمين لاشيت مستشارًا ، فيمكن أن نتوقع أن تكون سياسة برلين تجاه روسيا أكثر تساهلاً مع المصالح الاقتصادية لألمانيا، وبعبارة أوضح، سياسة نورد ستريم 2 الألمانية. والمرجح أن يساهم المستشار لاشيت في انقسام أكبر عبر الأطلسي من خلال تعزيز المصالح التجارية الألمانية مع كل من روسيا والصين ، والتي تتعارض مع الولايات المتحدة المنخرطة في منافسة القوى العظمى وتنشيط التحالفات الديمقراطية.

 

ومن ناحية أخرى، فإن مرشحة المستشارة أنالينا بربوك تؤيد سياسة خارجية قائمة على القيم بشكل كبير. لكن بربوك كمستشار يعني أكثر بكثير من مجرد موقف أكثر تشددًا تجاه روسيا. داخل أوروبا، وسيكون لقيادتها تأثير كبير على الاتحاد الأوروبي بشكل عام.

 

وفي عهد المستشارة ميركل، بذلت بروكسل قصارى جهدها لإغلاق أعينها في مواجهة الميول غير الليبرالية في المجر وبولندا والإصلاحات الضعيفة لمكافحة الفساد في بلغاريا ورومانيا وأوكرانيا، مع الحفاظ على تماسك الأوروبيين بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. 

 

وفوز بربوك تعني مزيدًا من العناد في برلين وبروكسل، الأمر الذي قد يؤدي في النهاية إلى اتحاد أوروبي مختلف، وأوروبا شرقية مختلفة تمامًا عن اليوم. ومع ذلك ، فإن أصبحت بربوك المستشارة الألمانية، سيؤدي ذلك أيضًا إلى مجتمع عبر الأطلسي أكثر إحكامًا مما رأيناه منذ عقود.

 

وفي هذا الصدد، تتداخل سياستها، مع السياسة الخارجية للرئيس بايدن مع الحاجة إلى نظام عالمي قائم على القواعد والنظام.

 

ولكن السؤال الأهم، كيف سيكون مصير ألمانيا؟.. وما مصير سياساتها الخارجية في حالة فوز أي من الرشحيين. و هل ستؤثر علي سياسة الأتحاد الأوروبي؟.. ويبدو أن الولايات المتحدة وروسيا والصين أشد المتابعين للأنتخابات الألمانية.