الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

احترام المنهجية.. الحبيب الجفري: الفتاوى الطبية يجب الرجوع فيها للأطباء

الحبيب علي الجفري
الحبيب علي الجفري

قال الحبيب علي الجفري، الداعية الإسلامي، ورئيس مؤسسة طابة للدراسات الإسلامية، إن الله تعالى أمرنا بالأخذ بالأسباب، وألا نصدر فتوى شرعية في مسألة لها تخصص طبي أو بيئي أو غير ذلك إلا بعد الرجوع إلا أهل الاختصاص من العلماء في هذا العلم، ومَنْ يفتي في ذلك دون الرجوع لأهل الاختصاص فهو مخالف لأمر الله تعالى.

 

وأوضح «الجفري» في تصريح لـ«صدى البلد»: أن مسألة الفتاوى المتشددة المُتعلقة بكورونا فهي مثال لما نعيشه من مآسي فوضى الفتاوى، فنحن نعيش بين تطرفين خطرين، تطرف يجعل من الفتوى وسيلة للتسلط على الناس واستغلالهم وتوجيههم نحو البغضاء والكراهية والإقصاء والإكثار والتفجير.

 

وأضاف: «وفي المقابل تطرف آخر ينطلق من نفس المشكاة، مشكاة الفوضى، وهو التطرف الذي يدعو إلى نبذ مفهوم الفتوى من أصله، واعتبار مفهوم الفتوى نوعا من التسلط بالمطلق، وجعل الكلام أن كل واحد يأخذ الذي يعجبه ويسير.

 

وتابع: لا شك أن الله تعالى أعطى الإنسان حريته في اختياره، ولكن إذا جِئنا نتكلم عن فهم دين الله -عز وجل- فهو لا شك أنه تخصص وليس حِكرًا على أحد إلا أنه يطالب صاحبه بأنه يعطيه حقه من الدراسة والتخصص والأخذ والتلقي.

 

وواصل: «ضياع هذا المفهوم بدعوى رؤية حداثية للإسلام تقوم على أساس الفلسفة الفردية الغربية المحضة، لاشك أنه نفس النواة التي صدرت عنها التنظيمات الإرهابية التي تطرفت بعد ذلك، لأنه مُتمرد على مفهوم المنهجية والانضباط بدعوى الحرية، فالحرية شيء والفوضى شيء آخر، وذاك أيضًا بدعوى الاستقلالية بالدين ونصرة الدين، هي نفس الفكرة التي انطلق بها من قال بالحاكمية والجاهلية والاستعلاء، حتمية الصدام هي انطلقت من نفس فكرة عدم الاحترام للمنهجية».

 

ولفت العلامة الحبيب الجفري، إلى مقولة مشهورة قالها سيد قطب -الإخواني- في بعض كتابته، قائلا: «إنني عندما كنت اقرأ القرآن في الكُتّاب -أثنا الطفولة- كُنت أجد له حلاوةً، فلما قرأت قرآن العلماء أي الذي بُني على ما استنبط من القرآن من منهجية أصولية وفروعية في العقيدة والفقه قال -سيد قطب- فقدت الحلاوة التي كنت أجيدها للقرآن، فلما عدت لقرآن الكُتّاب عادت لي الحلاوة».

وعلق «الجفري» على مقولة سيد قطب السابقة قائلاً: «هذا الكلام في ظاهره فيه شيء من الجمال الأدبي لكن في حقيقته العملية هو تخلص أو تفلت عن المنهجية، أدت بصاحبها إلى تكفير المجتمع  والحكام والدعوة إلى الفوضى والقتل والدمار هي نفسها اليوم تأتي في ثوب آخر بدعوى الحداثة والتحرر والفردية».

 

وأكمل: هذه الحالة من الفوضى انعكست على كورونا والفتاوى التي جاءت في كورونا، فرأينا التطرف الذي يرفض كل الإجراءات الطبية الوقائية لمواجهة الفيروس والذي يتمرد على شيء أمرنا الله تعالى بالأخذ به وهو الأخذ بالأسباب وأمرنا ألا نصدر فتوى شرعية في مسألة لها تخصص طبي أو بيئي وغير ذلك إلا بعد الرجوع إلا أهل الاختصاص من العلماء في هذا العلم.

وأكد أن هناك شيئاً من التطرف الآخر الذى يُشعِر المشاهد أو المستمع بعدم المبالغة بفرائض الله والمسجد والصلاة في الوقت الذى نرى فيه التجمعات الأخرى متاحة بأشكالها وألوانها الجيد منها وغير الجيد، فالاعتدال فى كل الأمور مطلوب.