الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وفاء أبو السعود تكتب: بدل فاقد

صدى البلد

هم شرائح متعددة ، أسراب وجماعات  منهم مجموعات مجهولة الهوية ، ومنهم من يبحثون لأنفسهم عن ادوار في غياب الوعي والثقافة  ويجلسون على كل الموائد.
هناك  اناس يظهرون بعكس حقيقتهم ، متباهين بانجازات وهمية ليس لها وجود إلا في أعماقهم  ، انجازات لا تراها  الا أعينهم ، ولا تسمعها الا آذانهم 
اطلالات تنبهر حينما تراها من  بعيد وإن تعمقت فما وجدت الا صرح هش تذهب به تيارات الهواء وتُشتت جمعه.
هناك رجال بصور مغايره للطبيعة البشرية يرتدون ملابس نساء وهناك فتيات بشعر قصير متشبهات بالرجال.
هناك مجموعات شبابية تتبرأ من دينها  وتشتت مسيرتها وتسير في ركب المُلحدين   ، وهناك مجموعات تندفع  بقوة  في  ركب عالم الشهوات والماديات  ،،  وهناك عالم افتراضي ليس له وصف  أطل علينا بروؤس الشياطين  بظواهر لم نكن نتخيلها يوما ما بعوالم  التيك  توك و الفيديوهات واليوتيوب والبث المباشر  حتى ان احدهم يدعي المرض ليستقطب المتابعين والمعجبين    ، أسراب وجماعات يصعب تصنيفهم.
وفي المقابل تجد أسراب أخرى  من الآفات المجتمعية  المتعددة منها الظاهر ومنها الخفي  موجهة  في الأساس للمجتمعات العربية و للشباب العربي لما لهذه الشريحة الكبيرة من أهمية بالغة في مستقبل الأوطان  ولا تعلم ايهما سبق الاخر  وايهما كان انعكاس للاخر.

واقع غريب اثر وبشكل كبير  في سمات الشخصية العربية ،  واقع يتضح منه  اضطراب الرؤيه  وتشتت  الوعي  ويتبعها  اضطراب السلوك البشري  وصفات دخيلة على مجتمعاتنا العربية  انتشرت وتأصلت لتحل محل الجينات العربية الأصيلة  لتُظهر السلوك الانساني الحالي والمغاير للسلوك الإنساني الطبيعي والذي يخضع  لمعايير محددة وشروط مقبولة وأعراف  تأصلت منذ القدم وأصبح من يخرج عنها يتسم بالشذوذ عن تلك الشروط والأعراف.

ان العرب  هم اصل الحضارات والتاريخ  ووصلوا من العلم ما لم يصل له غيرهم من قبلهم ، كان هذا حينما كان يتمسك كل عربي بهويته ويتفاخر  ويُباهي بها   ،، ثم ظهرت بعض النعرات التي تناست تاريخها وذهبت تبحث عن مجد خارج الإطار في تقليد ومحاكاة لغيرهم من الدول الغربية ظنا منهم انهم  اكثر تقدما ورقيا.

الغريب في الامر ان باب  التمرد على مثل هذه السلوكيات  قد تم اغلاقه باقفال مؤصدة تحت صيحة البحث عن الحريات وحقوق الانسان .

حينما تخلينا عن جذورنا وتخلينا عن ثقافتنا العربية واخلاقنا ، حينما تخلينا عن تعاليم ديننا وتاريخنا ، اختلطت الموازين واصبحنا مسخ ومزيج من الأفكار والسلوكيات الغير محددة الهوية و المغلوطة. 
أصبح هناك من يسخر من ثقافة بلده  ومعتقداته الدينية  والقيم المتوارثة التي نشأ عليها  ، قمنا بتفريغ المناهج التربوية و الدينية  من مضمونها  بل وحذفها اصلا كاسلوب من اساليب التعليم  فاصبح هناك جيل خاوي  لايعلم عن الدين الا صفته  كمسلم ، او مسيحي.

علينا جميعا أن نسعى  ونوصي بضرورة الاهتمام بالتنشئة الدينية  السليمة وتعليم الطفل منذ الصغر  والرجوع إلى قدوات التاريخ  التي تقشعر منها الابدان  حينما تتذكر تلك الشخصيات التي تحللت اجسادهم في التراب ولا تزال ذكراهم  خالدة الي ابد الابدين ، فكل منهم استوعب الرسالة وأدرك سبب وجوده  وعلم مواطن قوته وحافظ عليها وعلم كذلك مواطن ضعفه وسعي لتلافيها  و تقويتها من خلال الاهتمام و التشبث  بالدين و بقيمة الأخلاق.

شبابنا  هم عماد الامة الاسلامية  وطليعة المستقبل ومن اجلهم  افنينا اعمارنا ونتحمل  من أجلهم  الكثير حتي يكونوا علي الطريق الصحيح ، كان الماضي من أجلهم ، ونعيش حاضرنا بهم و مستقبلنا وهبناه لهم. 
ضياع الهوية يعني ضياع أجيال عاشت عمرها ساعية لترسيخ  وإرساء مبدأ ما  ، ضياع الهوية يعني ضياع جهود وسنوات مضنية أمضاها أصحابها أملا في مستقبل آخرين.

ونحن  رغم أوجاعنا الحالية  إلا أننا صناع التاريخ، و اهل الدين والشريعة ، ونأمل ألا نيأس و لا نستسلم  ونسعى للملمة  شتاتنا، وعلينا  باليقظة ليل نهار  فهناك من يتبنى  المسار التخريبي لعقول الشباب  بسهامه  المسمومة الموجهة في عالم  مفتوح على مصراعية  كبيت ليس له ابواب ولا سقف ويظن كل منا أنه في مكان  آمن.

لم يعد لدينا عالم الحقيقة الواحدة ، فلا يوجد فقيه في  الدين   لم يتُشكك بعلمه ، سعوا لضرب القدوة عبر التاريخ ، ابواق الكذب فتحت وبكل قوة لتدخل كل بيت وتزلزل اذان كل عربي  حتى تصبح تلك الأكاذيب هي الحقيقة التي لا تحتمل أي شك أو كذب.
إن غياب  الحقيقة عن عمد و وغياب القدوة ، و تعمد تغييب الوعي الديني و غياب قيمة العمل الحقيقية المبني على بذل الجهد واتخاذ كل الطرق المشروعة والسعي  والمثابرة على ذلك  وتحقيق ثروات طائلة  بدون اي جهد  من  خلال  بث فيديوهات تافه وسفيهه  و التكسب السريع  من اغاني المهرجانات  دون بذل أي جهد  ، وتسيد لاعبي الكرة  ونجوم الفن  على الأطباء والمهندسين واتباع اخر صيحات الموضه واعتبار العري من أحدث تلك الصيحات  ساعد كثيرا على تغيير الهوية العربية . 

باب إفساد الهوية فُتح على مصراعيه  بشتى جوانبه، وعلينا التصدي لذلك وبكل قوة 
علينا ان ندرك خطورة الأمر  ونسعى للحفاظ  على هويتنا المصرية والعربية  والوقوف ضد هذه الظواهر  الدخيلة على مجتمعاتنا العربية  وتكاتف كل الجهات للقضاء عليها.  ويكون ذلك ضمن أي استراتيجية تتبناها الدولة  لوضع  قواعد ومعايير وقوانين  تحد من تلك  الظواهر في بدايتها وقبل انتشارها حتى لا تضيع معتقداتنا مع ادراج الرياح ويزداد الأمر سوءا.