الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الجزائر تقطع علاقتها بالمغرب .. متى يترفع العرب عن الصغائر فيما بينهم؟

البرلمان العربي -
البرلمان العربي - أرشيفية

تعيش البلدان العربية توترات وصراعات لا تتوقف، فلا يكاد يمر علينا صباح أو مساء إلا ونسمع عن أزمة جديدة تضرب بلدا عربيا سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو صحية.

بعض الأزمات يكون الضالع فيها طرف خارجي له أهداف غير محمودة، يسعى لتمزيق الأمة وزيادة تشتتها وتشرذمها والبعض الآخر يكون بفعل الأشقاء أنفسهم، أبناء الدم الواحد «عربية - عربية».

آخر تلك الأزمات الأزمة الجزائرية المغربية، حيث أعلنت وزارة الخارجية على لسان وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، قطع العلاقات الدبلوماسية الجزائرية مع المغرب.

الأزمة الجزائرية المغربية

أعلن وزير الخارجية الجزائرى، رمطان لعمامرة، قطع العلاقات الدبلوماسية الجزائرية مع المغرب، ومن المفترض أن يدخل القرار حيز التنفيذ اعتبارا من الثلاثاء 24 أغسطس.

وكان المجلس الأعلى للأمن الجزائري قد قرر، الأربعاء الماضي، إعادة النظر في العلاقات بين الجزائر والمغرب، وذلك خلال اجتماع استثنائي بقيادة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.

ومن جانب المغرب، أعربت الخارجية المغربية عن أسفها عن قرار الجزائر بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب.

وقالت الخارجية المغربية في بيانا لها، أنها تأسف على هذا القرار غير المبرر تماما والمتوقع - في ضوء منطق التصعيد الذي لوحظ في الأسابيع الأخيرة - ويأسف كذلك لتأثيره على الشعب الجزائري. المغرب يرفض رفضًا قاطعًا الذرائع المغلوطة، وحتى العبثية، الكامنة وراءه.

التدخلات الدولية في الأزمة الجزائرية المغربية

وفي هذا الصدد قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن توتر العلاقات بين الجزائر والمغرب أدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية من الجانب الجزائري، وأعلنت الجزائر مبرراتها وكان من أهمها التدخل في الشؤون الداخلية الجزائرية ومحاولة الإخلال بقواعد العمل الدبلوماسي بين الدول.

وتابع فهمي في تصريحات لـ «صدى البلد»، أن سبب الأزمة بين البلدين قضية الصحراء الغربية والموقف الأخير منها، بالإضافة إلى موقف الجزائر للتأكيد على أن الحل في يد القوى الدولية، لأن التقارب الإسرائيلي المغربي أدى إلى اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء وأدى إلى تغيير الوضع القانوني لـ جبهة البوليساريو.

وأضاف أن «السعودية أعلنت تدخلها وأيضا الأمين العام للجامعة العربية أعلن أنه يسعى في هذا الإطار، ولكن المطلوب الآن أن نعالج هذا الصدع في توتر العلاقات والحرص على عدم وصولها إلى حائط صد».

وأشار إلى أن «هناك عوامل إقليمية وعوامل دولية جعلت العلاقات تتوتر بين البلدين، منها اقتراب المغرب من إسرائيل ورفض الجزائر هذا التقارب، كما أن المغرب يطور علاقته بجبهة البوليساريو والجزائر لديها علاقات كبيرة مع الجبهة وتدعمها، والمغرب اكتسب السيادة المباشرة على الصحراء الغربية بعد الاعتراف الأمريكي الإسرائيلي بأحقية المغرب للصحراء، ومسعى الجزائر لتطويق إسرائيل في الإتحاد الأفريقي بصفة مراقب، وقام وزير الخارجية الجزائري بجولة في القارة الإفريقية للحشد ضد إسرائيل».

واختتم: «المطلوب الآن أن يحدث تدخل من الجامعة العربية وأن يقوم الأمين العام بجولة إلى البلدين لتحريك المياه الراكدة ويوقف قطع العلاقات».

جذور الخلافات بين الجزائر والمغرب

ومن جانبه قال أكرم ألفي، الكاتب الصحفي والخبير في الشؤون الدولية، إن الخلافات بين الجزائر والمغرب لها جذور تاريخية بعيدة، وتشمل الاتهامات والخلافات حول قضية الصحراء المغربية والحدود والتدخلات في الشؤون الداخلية في الدولتين، وتهدأ ثم تعود مرة أخرى.

وتابع في تصريحات لـ «صدى البلد»، أن مركز الصراع الأساسي هو نقل الصراعات الداخلية إلى الصراع الخارجي، بمعنى أن كل دولة تجد نفسها في أزمة سياسية داخلية تقوم بتصدير أزمة خارجية.

ولفت أن «الأزمة بين البلدين تصاعدت منذ 4 شهور، وكان هناك خلاف كبير في مجلس الأمن بسبب بيان الجزائر حول دعم المغرب لجماعة وصفتها الجزائر بالإرهابية، ورفضت المغرب هذا البيان واختلفت مع الدول التي قامت بفتح قنصليات أو سفارات داخل مدن الصحراء المغربية ودعمت جبهة البوليساريو».

وأضاف أن «الأزمات الداخلية في العالم العربي تتحول إلى صراعات بين الدول العربية، ولن تنتهي هذه الصراعات إلا باستقرار للأنظمة العربية، لأن الأنظمة المستقرة هي انظمة قادرة على حل قضاياها وأزماتها الداخلية بعقلانية».

وخلال التقرير التالي يستعرض «صدى البلد» بعض الأزمات التي ضربت عددا من الدول العربية مؤخرا ..

أزمة سياسية عاصفة في لبنان

يعاني لبنان من أزمة سياسية منذ أغسطس من العام الماضي عندما قدمت حكومة حسان دياب استقالتها إثر انفجار مرفأ بيروت والذي في مقتل أكثر من 200 مواطن لبناني وإصابة الألاف وتكبيد بيروت وحدها خسائر قدرت بـ 15 مليار دولار أمريكي.

ومر أكثر من عام ولم تتفق الأطراف اللبنانية على تشكيل الحكومة، ما أحدث حالة من الفراغ السياسي داخل البلد العربي وتسبب له في أزمات اقتصادية هي الأقوى منذ خمسينيات القرن الـ19.

وفي هذا الشأن قال الدكتور طارق البرديسي، أستاذ العلاقات الدولية، إن الازمة اللبنانية لا يشارك فيها المواطن اللبناني، وإنما هي قائمة من خلال الأطراف الإقليمية النافذة إلى الداخل اللبناني خاصة المعسكر الإيراني الداعم لحزب الله، موضحا أنه «بمجرد رفع تلك الأيادي الخارجية وتعيين حكومة مستقلة ونجاح الحريري في تشكيل حكومته ستنطلق لبنان إلى التقدم».

جماعة الحوثي واليمن

منذ عام 2011، وتشهد اليمن صراعات وانقسامات سياسية بالداخل، وتصاعدت حدة الصراعات ووصلت إلى حالة الحرب الأهلية بسبب تدخل الأطراف الإقليمية لمساندة الحوثي ضد الجيش اليمني، بما زاد من حدة التوترات في المنطقة المطلة على مدخل البحر الأحمر الجنوبي، وتأزمت على إثرها الأوضاع السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية باليمن.

وفي هذا الصدد قال الدكتور طارق البرديسي، أستاذ العلاقات الدولية، إن «الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح هو الذي تسبب في الأزمة اليمنية في البداية فقد قدم السلطة على طبق من فضة للحوثيين بما فتح الباب للتدخلات الإيرانية في اليمن، وظلت تلك الازمة عالقة حتى الأن ولم تنتهي، كما ويوجد مزيد من التعقيدات والمشاكل التى تمنع من تقارب الأطراف الإقليمية لحلحة تلك الأزمة».

انفجار الوضع في تونس

تعيش تونس أزمة سياسية واقتصادية كبرى يرجع السبب فيهما لـ القرارات الخاطئة لحركة النهضة التونسية، حيث يمر الاقتصاد التونسي بفترة عصيبة وغير مسبوقة جعلته ينكمش بنسبة 8.8% عام 2020، وبنسبة 3% خلال الشهور الأولى من العام الجاري، وسجلت تونس أيضا عجزا ماليا للعام الماضي قدر بنحو 11.5% من الناتج المحلي.

وقال الدكتور طارق البرديسي، أستاذ العلاقات الدولية، أن «الأزمة الداخلية التونسية ناتجة عن عدم قدرة الدولة التونسية على إنقاذ الاقتصاد التونسي من عثراته، حيث تعاني تونس من اقتصاد متدني بسبب الأوضاع الصحية والخلافات السياسية بين الفرقاء التونسيين، ولكن ما يهم المواطن التونسي في المقام الأول هو تحقيق المكاسب الاقتصادية وتعديل أوضاعه بغض النظر عن الأوضاع السياسية التونسية».