الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السيسي واستنفار همم العراقيين ..ماذا فعل الرئيس بمؤتمر «بغداد للتعاون والشراكة»؟

الرئيس السيسي ووزير
الرئيس السيسي ووزير الخارجية ومدير المخابرات العامة

عقد بالعاصمة العراقية بغداد اليوم السبت، مؤتمر «بغداد للتعاون والشراكة»، والذي يهدف لدعم ومساعدة بلاد الرافدين لعبور ما تشهده من أوضاع صعبة سواء أمنية أو أقتصادية.

وشهد المؤتمر مشاركة كبيرة من قبل دول جوار العراق أو الدول الفاعلة والمؤثرة في المنطقة ومنها؛ «فرنسا - مصر - تركيا  - إيران - قطر - السعودية - الإمارات - الكويت» بالإضافة إلى «الجامعة العربية - سفراء دول العشرين - مجلس التعاون الخليجي - منظمة التعاون الإسلامي - وممثل عن الاتحاد الأوروبي»، بينما غابت سوريا عن المشاركة.

احترام سيادة العراق

ومثل مصر بالمؤتمر الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث أكد الرئيس السيسي خلال كلمة له بالمؤتمر «استمرار مصر في دعم ومساندة الحكومة العراقية، وأن مصر تقف مع العراق وترفض كل التدخلات الخارجية في شئون العراق والاعتداءات غير الشرعية على أراضيه».

ودعا الرئيس السيسي كل الدول إلى احترام سيادة العراق، مشددا على أن «مصر ترفض كافة التدخلات الخارجية في شؤون العراق، والاعتداء غير الشرعي على أراضيه».

ووجه الرئيس السيسي رسالة إلى الشعب العراقي قائلا: «لكم في مصر إخوة حريصين على نهضتك، مرحبين بنقل تجاربهم وخبراتهم في مجالات مختلفة إيماناً بوحدة المصير والهدف لنسير معاً على طريق المستقبل الذي تضيئه إرادتنا وثقتنا في قدرتنا الصلبة على اجتياز الصعاب أياً كانت».

مكانة خاصة للعراقيين

وفي هذا الصدد قال أحمد ناجي قمحة، رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية، إن «العلاقة بين مصر والعراق تحظى بأهمية ومكانة خاصة في السياسة المصرية منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة البلاد في 2014».

وأضاف قمحة، أن «مصر حريصة على تمكين الدولة العراقية من مواجهة التحديات المختلفة سواء الاقتصادية أو القضاء على الإرهاب»، لافتا أن «الرئيس السيسي أكد على الثوابت المصرية في صون وحماية استقلال الدول في مقابل التدخلات الخارجية».

وأكد أن «كلمة الرئيس السيسي للشعب العراقي بها استنفار للهمم، فضلا على إنه يؤكد على ضرورة تحمل الشعب العراقي مسؤوليته تجاه بلاده».

مواجهة خطر التطرف 

من جانبه قال الكاتب الصحفي أكرم ألفي، خبير العلاقات الدولية، إن القاعدة العامة تنص على أن «السياسة تقوم على المصلحة»، لافتا أن «ما جمع المشاركون في مؤتمر بغداد هو مصلحة وليس المصلحة أي هدف محدد».

وتابع ألفي أن «مصلحة المجتمعون كانت حول مواجهة ما هو قادم من خطر ونراه بأعيننا عقب سيطرة حركة طالبان على أفغانستان وزخم الجماعات الإرهابية وما حققته عقب انتصار طالبان على الجيش الأمريكي والقوات الحكومية الأفغانية».

وأضاف: «كان لا بد من وجود تنسيق بين المجتمعون لمواجهة الخطر القادم وصعود الجماعات المتطرفة بعد الانتصار الذي حققته طالبان».

الاستفادة من التجربة المصرية 

والتقى الرئيس السيسي على هامش مشاركته بـ مؤتمر «بغداد للتعاون والشراكة»، مصطفى الكاظمي، رئيس وزراء العراق.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن «مصطفى الكاظمي رحب بأخيه الرئيس السيسي ضيفاً عزيزاً على بلده الثاني العراق، مؤكدا تقدير بلاده للجهود المصرية الداعمة للشأن العراقي على كافة الأصعدة، والتطلع لتعزيز أطر التعاون مع مصر، سواء على المستوى الثنائي أو في إطار آلية التعاون الثلاثي مع الأردن».

وتابع: «وذلك للاستفادة من تجربة النجاح المصرية الملهمة على صعيد بناء مؤسسات الدولة وتحقيق التنمية المستدامة والمشروعات القومية ونقلها إلى العراق، خاصةً في مجال البنية التحتية والطاقة الكهربائية، فضلاً عن تعزيز مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، مع تثمين الدور المصري الداعم للعراق، والذي يمثل عمقاً استراتيجياً لبلاده على المستويين الإقليمي والدولي، لا سيما فيما يتعلق بمواجهة التحديات المشتركة، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية».

القاهرة تشكر بغداد

وقال الرئيس السيسي في كلمته «أخي دولة رئيس الوزراء السيد/ مصطفى الكاظمي، رئيس وزراء جمهورية العراق الشقيق أصحاب الجلالة، والفخامة والسمو ملوك ورؤساء وأمراء الدول الشقيقة والصديقة»

وأضاف الرئيس السيسي: «يشرفني أن أعرب عن خالص الشكر والامتنان لدولة رئيس الوزراء العراقي/ مصطفى الكاظمي لمبادرته بالدعوة لعقد هذا المؤتمر المهم، وإنه لمن دواعي سروري أن أتواجد اليوم مجدداً في العراق، بلاد الرافدين، إحدى قلاع العروبة ومراكز الحضارة في العالمين العربي والإسلامي، الأمر الذي يجسد المستوى غير المسبوق لعلاقات الشراكة مع أشقائنا العراقيين، والرغبة الصادقة في تدشين مرحلة جديدة من التعاون البناء عبر آليات فعالة ومتعددة سواء على الصعيد الثنائي أو الثلاثي المصري العراقي الأردني، أو في الإطار الإقليمي الأوسع، وبما يمكننا سوياً من أن ننطلق نحو آفاق أرحب من الشراكة والتعاون على نحو يلبي تطلعات ومصالح شعوبنا استناداً إلى علاقات وروابط قوية وممتدة وقائمة على مبادئ راسخة، لا نحيد عنها لتحقيق المصالح المتبادلة، وصون أمن واستقرار المنطقة بأكملها».

حروب جلبت المعاناة 

وتابع الرئيس: «أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي، لقد واجه العراق إلى جانب دول وشعوب عربية أخرى على مدى السنوات الماضية التأثيرات بالغة السلبية لإرهاب وحروب جلبت المعاناة لشعب شقيق وارتدت بتداعياتها على شعوب الجوار في سياق شهد تدخلات خارجية متنوعة، وذلك في وقت يواجه عالمنا تحديات ذات طابع عالمي تعنى بها شعوب البشرية جمعاء، وتتصاغر أمام خطورتها الصراعات الدولية أو العرقية أو المذهبية التي تعرفها منطقتنا العربية».

وأردف الرئيس: «فحين نرى ما يلحقه فيروس كورونا، أو تغير المناخ بالعالم من أهوال وما يمكن أن يمثله من تهديد للأجيال القادمة فإن علينا أن نتوحد في مواجهة ما يهدد مستقبل الشباب من شعوبنا باعتماد سياسات تنموية حقيقية تحفظ لنا كوكبنا وبيئتنا».