الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انسحاب مخز ومستقبل غامض| ماذا ينتظر أفغانستان بعد خروج الأمريكان؟

مطار كابول بعد انسحاب
مطار كابول بعد انسحاب القوات الأمريكية

أعلن البيت الأبيض اليوم، اكتمال انسحاب قواته من أفغانستان، وسحب آخر جندي أمريكي، لتنتهي بذلك أطول حرب خاضها الجيش الأمريكي على الإطلاق، دامت 20 عاما من الكر والفر.

وبعد انسحاب الجندي الأمريكي الأخير من مطار العاصمة الأفغانية كابول، زحفت حركة طالبان إلى المطار معلنة انتصارها، وسط تعهدات من قادة الحركة بتأمين البلاد، وإعادة فتح المطار بسرعة منح العفو للمعارضين السابقين.

مستقبل غامض

وأحاطت وحدة النخبة العسكرية التابعة لحركة طالبان بزعماء الحركة، كنوع من استعراض القوة والسيطرة أثناء سيرهم على المدرج بعد ساعات من انسحاب الجيش الأمريكي، لتطرح تساؤلات جديدة حول السيناريوهات المتوقع تطبيها في أفغانستان، هل يمكن أن تشهد استقرارا على يد طالبان، أم ستكون هناك نزاعات كبيرة وتنمو قوة داعش خراسان وتصبح البلاد بؤرة إرهاب في وسط أسيا.

ثوابت الوضع

في هذا الصدد قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية وخبير العلاقات الدولية، إنه توجد ثوابت في المشهد الأفغاني قبل توقع السيناريوهات السياسية والعسكرية التى ستحدث وهذه الثوابت كالتالي:

  • حركة طالبان لن تتمكن من تحقيق الاستقلال والاستقرار في الحكم رغم كل ما يجري حاليا.
  • ستكون هناك تدخلات دولية وإقليمة في الملف الأفغاني ولن تتراجع.
  • الخيار العسكري سبق كل الخيارات السياسية.
  • توجد توقعات بموجة إرهاب جديدة تنطلق من خراسان للدول المجاور عن طريق داعش.

سيناريوهات سياسية

وأضاف فهمي خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن السيناريوهات السياسية المتوقعة تتمثل في 3 توقعات، السيناريو الأول وهو مطروح بقوة أن تنجح حركة طالبان في تشكيل حكومة لإقناع العالم بأنها تستطيع تيسير العمل، وقد بدأت بالفعل في تطبيق هذا السيناريو، موضحا أنه يقابل هذا السيناريو واحد آخر وهو أن تشكل الحركة حكومة لا يعترف بها أحد، وتكون حكومة ضعية في ظل المعارضة التى يتزعمها أحمد مسعود شاه الموجود في شمال شرق أفغانستان.

وأشار إلى أن السيناريو الثالث هو أن تشكل حركة طالبان حكومة شكلية لا يكون لها تأثير في ظل سيطرة أعضاء المكتب السياسي والمؤثرين في الحركة على مقاليد الأوضاع.

سيناريوهات عسكرية

أكد أن المشهد العسكري وما ينتظره، فإن كل السيناريوهات والاحتمالات مطروحة فمن المتوقع دخول أطراف في الداخل على خط الصراع، بجانب دخول أطراف دولية مثل بريطانيا وروسيا والاتحاد الاوروبي والصين برغم انكارهم التدخل، ولكن هناك اعتبارت متعلقة بمصالح كل طرف منهم.

ولفت إلى أن حلف الناتو سيعيد تشكيل قوات في أفغانستان إذا تدهورت الأوضاع الأمنية وتدخل داعش خراسان في هذا المشهد، وبالتالي ستتدخل أمريكا عن طريق الحرب الاستخباراتية والعناصر الخاصة للتعامل مع داعش خراسان.

انسحاب مخز

ولكن بعيدا عن السيناريوهات فمن المؤكد أنه برحيل القوات الأمريكية، أصبح ما يخشاه العالم واقعا بسقوط العاصمة الأفغانية كابول بكامل أراضيها، في أيدي مقاتلي حركة طالبان بعدما نجحت الحركة في إحكام سيطرتها على البلاد.

لم يكن امام الرئيس الأفغاني أشرف غني ، إلا أن يحذو حذو الولايات المتحدة الأمريكية واتباعه سياسة الهروب، وترك البلاد فريسة في أيدي مقاتلي الحركة الذين انقضوا عليها كالأسود مستغلين ضعف القوات الحكومية وعدم قدرتها على المواجهة.