الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عمر عاقيل يكتب: مؤشر السقوط

صدى البلد

 

كشفت لنا الجولة الأولى للمنتخب المغربي أمام السودان برسم إقصائيات كأس العالم، تراكم سلبية الأداء للمنتخب الوطني، وعن افتقاره الثبات على التشكيلة الأمثل، التي كان من المفترض على خليلوزيتش أن يستغلها خلال مبارياته السابقة لتعميق أفكاره الفنية وصولا إلىةالوقوف على الأسلوب الأنجع الذي يمكن من خلاله الدخول في معترك الإقصائيات العالمية، ونهائيات كأس أفريقيا للأمم، وعلى الأرجح فأن ما كان يعاني منه فريقنا الوطني في مباراته الأولى أمام السودان أنه افتقد إلى الروح الجماعية في الكثير من دقائق المباراة، وهو مؤشر إن دل على شيء، إنما يدل على أن الفريق الوطني بحاجة إلى بناء نفسي صحيح وارتقاء في الفكر وهو ما يجعلنا ننظر بنوع آخر على مباراة غينيا القادمة، على أن تكون مباراة يرفع فيها شعار تصحيح الأداء مع تحقيق الإنتصار كونها مباراة أخرى تبنى عليها الآراء وتعزز القدرات وزيادة الثقة التي يحتاجها لاعبونا في مباراتهم شريطة أن تكـتمل عوامل الثبات على التشكيلة في نهايتها لتكون الصورة أوضح في الأداء العام للمنتخب.

من كل ذلك نستنتج بما لا يقبل الشك أن المنتخب مازال يعاني أنواع العلل وغير قادر على مجاراة إيقاع أقوى منتخبات القارة، فهل هناك أنصع من هذا الدليل الواضح الضعيف المهزوز بتفاصيلة وهو الأساس الأول لبناء المنتخب، فإذا كان الأساس رخوا مريضا، كيف لنا أن نترجى البناء المتين الصلب؟

أعتقد أن المدرب وحيد استخلص كل الوقت، ولم يعد يملك منه إزاء هذه المعادلة شيئا يذكر سوى إفراغ الشحنات الصاعقة التي يجب تفريغها والتنفيس عن الجماهير بشيء يذكر، وربما دفع ثمن ذلك أحدهم ممن لا يؤثر ولا يستأثر بشيء كما يقال أن الجامعة تقوم بخطوات جادة للنهوض بواقع المنتخب الوطني والحقيقة هي غير ذلك بالتأكيد فلا المدرب ولا اللاعب المحترف ولا التحضير بشهور قدما لنا مشروعا على أن الأسود الجريحة قادرة على المنافسة، لأن السبب أعمق وأشمل من هذه الأطروحات، خلاف ذلك فإننا سنطوي سجل الفشل ونرضى بمهدئات العلل الجامعية التي يجري تحضيرها اليوم بمختبراتهم البائسة لﻹستهلاك الإعلامي فقط، وعلينا أن ننتظر موجات أخرى من الفشل الفني والإداري ونودع معها تحقيق منجزات أخرى، فتذهب معها كل النداءات أدراج الرياح وتصبح المسألة أشبه بالقول “قد اسمعت لو ناديت حيا لكن لا حياة لمن تنادي”.

هي قراءة تجسدت بالتأكيد أمام الجميع نظرا لكثرة الأخطاء المتواصلة، ومجموع مباريات المنتخب مع المدرب خليلوزيتش، وصلت بنا إلى ذات النتيجة والأخطاء المستنسخة في قراءات المدرب التي لم تعد تغني عن شيء ولن تجلب لنا في قادم الأيام بهذه المجموعة، وكثرة التغييرات حتى بطولة أفريقيا للمحليين مع هذا العقم في الأداء والطريقة الرتيبة في التعامل مع مجريات اللعب حسب دقائق المباراة.

ليست دعوة للتشاؤم ولكن ضمان نجاح المدرب الصربي مع المنتخب منذ توليه المهمة، يعتمد على مدى قدرته على إحداث التغيير وإقناع الشارع الرياضي المغربي، بواقع محصلته الحالية من جهة وما هي التطلعات المستقبلية، وهي مهمة ليست بالسهلة نظرا للجهد المضاعف من أجل عملية ترميم الإصلاحات قبل الدخول في غمار الكأس الإفريقية، ومن أجل ضمان تجاوزها بأمان لابد من الحكمة والتحكم بالأفعال والأقوال، والإستعداد لجميع الإحتمالات الممكنة والتعاطي معها كأمر واقع، وإذا كان التخطيط للنجاح والسعي للفوز بالكأس والوصول إلى كأس العالم من الأهداف الإستراتيجية، فيجب أن تكون مرادفات النجاح حاضرة، وأن يكون هناك استعداد للتعامل معها عند الخسارة أو الإخفاق، تفاديا للسقوط والتقليل من الخسائر وسرعة الوقوف من جديد، لأن مجرد الحديث عن أحلام وأمنيات التتويج بالكأس القارية، والوصول إلى المحفل العالمي يجب أن يكون على أسس ومقاييس واقعية لا وهمية، تفاديا للتلاعب بمشاعر المغاربة ومن تم الوقوع في المحظور.

وإذا كان تشاؤمنا هذا نابع من قناعة ما قدمه خليلوزيتش ضد السودان والذي يمكن اعتباره محكا رسميا ومدى استفادته من المباريات الودية، فهذا لا يعفينا من القول بأن الناخب الوطني مازال أمامه عمل كبير يتمثل في خلق الإنسجام الكبير بين العناصر والحرص بشكل خاص على الجانب المعنوي الذي لابد وأن يكون على أعلى درجة من اﻹرتفاع لتفادي الخوف والتخوف من أسلوب اللعب الإفريقي لدى منتخبات أقوى التي لها أسلوب مغاير عما عرفته اللقاءات الودية إلى جانب ضراوتها في القتالية ولياقة وقامات لاعبيها التي لابد أن يحسب لها الحساب ناهيك عن ظروف المناخ واﻷجواء داخل الأدغال الإفريقية التي يجهلها العديد من اللاعبين المعتمد عليهم.