الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي جمعة: الخاطر الشيطاني يريد فتنة الإنسان بأي وسيلة

الخواطر
الخواطر

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق إن أهل الله قسموا الخاطر على أربعة أنحاء: خاطر رحماني (من الرحمن ) ، وخاطر ملكي ( من المَلَكْ) ، وخاطر نفساني (من نفس الإنسان) ، وخاطر شيطاني ـ والعياذ بالله تعالى ـ على سبيل " الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ " .

 

وأضاف علي جمعة، أنه عندما يكون الخاطر بصورة طيبة وفيه بشرى، وفيه تعليم للأدب مع الله، وفيه فتح ، يكون من الرحمن "خاطر رحماني ".

 

وأشار إلى أنه عندما يكون الخاطر فيه طمأنينة ، فيه سلام، فيه روحٌ وريحانٌ وجنة نعيم، فيه سعادة ، فيه انبساط فهو من المَلَكْ "خاطر ملكي".

الفرق بين الخاطر النفساني والخاطر الشيطاني 

وأوضح أنه عندما يكون الخاطر مني (من نفس الإنسان) فقد يكون طيب ، وقد لا يكون كذلك ، والخاطر إذا كان مني تكرر يعنى بعد ما هذه الصورة كانت عندي سواء أكانت ملكية أو كانت شيطانية -لأن النفس عندها الطريقان الخير والشر- ، فقد يتصور أنه نفساني فيكون من عندي ، وقد تكون خيراً وقد تكون شراً. لكن إذا ذهبت وزالت وعادت مرة أخرى ثم زالت وذهبت ثم عادت مرة اخرى ثم ذهبت وعادت مرة اخرى أعرف أنها من نفسي ، لأن الشيطان وسواس خناس يوسوس ويذهب ، أما النفس التي بين جنبي فهى تكرر وتلح فهى أمارة - تأمر مرة بعد مرة بعد مرة بعد مرة- فالتكرار يفيد أنها من النفس "خاطر نفساني" لا من الشيطان ، وعدم التكرار يفيد أنها من الشيطان وليست مني .

 

وتابع: أما "الخاطر الشيطاني" فهو يريد الفتنة بأي وسيلة . في هذا المقام يحكى لنا الشيخ عبد القادر شيئاً يفيدنا في طريقنا إلى الله.

يقول إنه كان فى الخلوة ـ وعرفنا ما الخلوة مثل غار حراء , مثل قضية الاعتكاف ، خلوة يذكر فيها ربه وتقل فيها الأنام والمنام والكلام والطعام - ، فإذ بالخلوة تمتلئ نورًا ما رأيتُ أجمل منه ، وَسَمِعَ صوتا قال : ما سَمِعْتُ أحلى منه من قَبْل ـ سمع صوت جميل وملأ كيان الخلوة ـ ، قال : يا عبد القادر. قال : لبيك ربى لبيك، قال : يا عبد القادر لقد قَرَّبْنَاك وأحببناك، قال : فشعرتُ أنني أذوبُ كما يَذُوبُ الْمِلْحُ في الماء، قال : يا عبد القادر أحللنا لك الحرام - بعض الناس عندما يرى مثل هذه التُرَّهات يعتقد أنه قد أُسْقِطَ عنه التكليف -، قال : اذهب يا لعين – عرف أن هذا من تلبيس إبليس ، وأن الشيطان يفعل هذه الأفاعيل للسالك في طريق الله حتى يصده عن ذلك الطريق أو يشوش عليه -. فانطفأ النور. وسمعتُ صوتا لم أسمع أقبحَ منه من قَبْل وهو يقول عِلْمُكَ نَجَّاكَ يا عبدَ القادر .. أَخْرَجْتُ بها سبعين وليا من ديوان الولاية ــ هذا يعني أن هناك أُناس والعياذ بالله يُطيعون هذه التُرَّهات-.

إذًا الخواطر منها شيطاني ولذلك يجب أن لا نستجيب إليها وأن نتعلم من أسيادنا الأكابر(اذهب يا لعين) فلو كان مراد الله أن يسقط التكليف لأسقطه عن سيد الأولين ﷺ الذى قال فيه { وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} يعنى حتى يأتيك الموت .

الخاطرإذا جاء طيباً فإنه مفيد أسعدني وجهني علمني ، وإذا كان غير ذلك آلمني ضايقني ، ويجب عليّ أن لا أتمادى في تلك الخواطر غير الطيبة .