EN 
«إحنا داخلين جامع والا معبد فرعوني؟».. بهذا السؤال توجه أحد أهالي قرية النزلة التابعة لمركز يوسف الصديق بالفيوم، لجاره الذي يرافقه أثناء التوجه إلى المسجد، الذي شُيد على الطراز الفرعوني، ليشبه مدخل وباب المسجد المعابد الفرعونية، إضافة إلى الأعمدة التي تُشبه أعمدة المعابد، وزينت قمتها برسومات ونقوش فرعونية، واتخذت شكل زهرة اللوتس، ما دعا أهالي القرية إلى مهاجمة المهندس الذي صمم وبنى المسجد بتبرعاتهم.
الأوقاف: إزالة النقوش والرسومات الفرعونية
أوضح الشيخ دهمان أحمد، مدير أوقاف الشواشنة، الذي يقع المسجد في دائرة اختصاصه، أن المسجد مقام منذ 2009، ويجري تجديده في الوقت الحالي، وأن عملية دهان المسجد وإعادة تطويره تجري بجهود ذاتية، ولم يتدخل فيها مسئولو الأوقاف، مضيفا أنه جار محو الرسومات الفرعونية واستبدالها بالنقوش الإسلامية المتعارف عليها، وأنه استدعى عمال تابعين لإدارة أوقاف الشواشنة لأزالة تلك الرسومات ومساءلة المسئولين عن تنفيذها.
فيما قال الشيخ خالد محمود، مدير عام الدعوة بمديرية الأوقاف بمحافظة الفيوم، أنه جرى فتح تحقيق مع المهندسين الذين أجروا تصميمات المسجد، لمعرفة أسباب وضع هذه التصميمات، وهل تم تقديم رسم يوضح بناءه على الطراز الفرعوني من عدمه، فإذا تم تقديمه والأوراق سليمة سيتم استكمال بناءه، وفي حالة المخالفة سيتم إحالة الواقعة للشؤون القانونية لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
الدكتور حسنى أبو حبيب وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة الفيوم، أعلن عن انتداب لجنة عاينت المسجد، وخلال يومى السبت والأحد سيتم طمس كافة الرسومات، لتتناسب مع المسجد، مؤكدا أن المسجد ليس أثريا، بل مسجد تابع لوزارة الأوقاف، وتم ترميمه حديثا بالجهود الذاتية بهذا التصميم.
مهندس التصميم يدافع عن وجهة نظره
قال المهندس أحمد السيد زكي، المسئول عن تصميم المسجد، إن التصميم مستوحى من الطراز الفرعوني ببصمات إسلامية، حيث يرمز الشعار الموجود في المسجد لمعتقدات الفراعنة الدينية، التي كانت تربطهم بعبادتهم، حيث ترمز زهرة اللوتس للخير، والصقر المنقوش على المسجد أعلى طائر مقدس لدى الفراعنة، وينقل الدعوات إلى الله، مشيراً إلى أنه ليس رجل دين ويرى أنه ليس مخالفا لتعليم الدين.
وأضاف زكى، أن المسجد كان مصمما على نموذج النجمة الثمانية كرمز للدين الإسلامي، على مساحة ١٠٠٠ متر مربع، لكن عدم موافقة المتبرع جعلته يغير التصميم، حيث تضاءلت مساحته إلى ربع المساحة ولم يكن ذلك مناسبا أيضا فقرر أن يبتكر مزيج في التصميم الجديد ما بين الطراز الفرعوني والتصميم الإسلامى، مضيفا أنه يتعجب من الجدل المثار حول المسجد، حيث أنه لا توجد أى رمزيات أو دلالة على الوثنية، حيث إنه يعتز بالتاريخ الفرعوني، وقرر أن يطبقه في تصميم المسجد مع الحفاظ على الطراز الإسلامي كنوع من التجديد، مستشهدا بمسجد عمرو بن العاص الذي اقتبست تصميماته من العمارة المصرية المرتكزة على الطراز الفرعونى.
حملة سخرية من التصميم على السوشيال ميديا
لم تمر واقعة مثل تصميم المسجد الفرعوني من أمام رواد السوشيال ميديا ونشطائه، حيث شن العشرات من رواد موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، حملة سخرية واسعة من المهندس الذي صمم وبنى المسجد على طراز المعابد الفرعونية، وزين جدرانه وواجهته وأعمدته بالنقوش الفرعونية.
وكتب أحد النشطاء، إنّ المهندس الذي صمم المسجد على طراز المعابد الفرعونية، تسبب في حالة من الغضب بتصميم المسجد الغريب، مشيرا إلى أنه تعمد وضع رموز ونقوش الفراعنة، وكان من الأولى أنّ يشيده على الطراز الأموي أو الأندلسي أو العثماني، فيما كتب آخر أنّ المسجد له قدسيته، وأنّ الدين لا يجوز فيه المراوغة، موضحاً أنّ المهندس أخطأ في حق نفسه وحق دينه حينما صمم مسجدا على الطراز المعابد الفرعونية، خاصة إذا كان مُسلماً، لأنّه يعلم أن التراث الإسلامي والعمارة الإسلامية لها مكانتها.
