الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى رحليه| زين العابدين بن علي رئيس قضت عائلته على أحلامه

بن علي
بن علي

يوافق اليوم 19 سبتمبر ذكرى رحيل الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام 2019، بعد 8 سنوات قضاها في المنفى.

وحكم زين العابدين بن علي تونس لمدة 23 عاما قبل أن يجبر على التنحي والهروب خارج البلاد في يناير من العام 2011 بعد انتفاضة شعبية ضده، والتي لم تكن تونس قد شهدت مثيلا لها من عقدين على الأقل.

ورغم أن البعض يحيل لحكم بن علي مرحلة من الازدهار الاقتصادي التي مّرت تونس فيها، انقلب التونسيون عليه، في نهاية المطاف، بسبب قمع الحريات، والفساد السياسي، والإمساك بالحكم بقبضة من حديد.

زين العابدين بن علي 

ولد زين العابدين بن علي في مدينة حمام سوسة في 3 سبتمبر 1936، وعندما كان طالبا في ثانوية سوسة انضم إلى صفوف المقاومة الوطنية ضد الحكم الفرنسي على تونس، مما تسبب في طرده من المدرسة وأدخل السجن. 

وأكمل بن علي الدراسة الثانوية وتخرج من المدرسة العليا متعددة الأسلحة في سان سير ومدرسة المدفعية في شالون سور مارن والمدرسة العليا للبحوث والأمن بفرنسا.

وتدرج في المناصب الإدارية، وتولى رئاسة الأمن العسكري (المخابرات العسكرية) في وزارة الدفاع التونسية من 1964 الى 1974، بحسب سيرته الذاتية الرسمية التي نشرت في 2010.

وفي بداية الثمانينيات شغل منصب السفير التونسي لدى وارسو وكان قبل ذلك تنقل في مسؤوليات عدة بوزارة الداخلية من مدير عام للأمن الوطني، إلى كاتب دولة للأمن الوطني، ثم وزير للأمن الوطني، إلى وزير للداخلية.

حكم بن علي لتونس

أصبح بن علي رئيسا للوزراء في العام 1987، قبل وقت قصير من انقلابه الطبي على حبيب بورقيبة (1956-1987)، الذي أعلن آنذاك أنه غير قادر على الحكم بسبب مرضه.

وبعد خروج الحبيب بورقيبة من أروقة الحكم، أصبح زين العابدين بن علي رئيس الجمهورية التونسية منذ 7 نوفمبر 1987 إلى 14 يناير 2011، وهو الرئيس الثاني لتونس عقب استقلالها عن فرنسا عام 1956.

وأرسى بن علي نظاما وصف بـ السلطوي، واتهم محيطه بالفساد واستغلال النفوذ، وفي الانتخابات التي جرت في العام 1989 و1994، فاز بن علي من دون مواجهة سياسي حقيقي، بناء على وعود قدمها، بـ العبور بالبلاد إلى الدولة الديمقراطية.

في العام 1999، فاز بن علي أيضاً في الانتخابات الرئاسية وبعد ذلك تم تعديل الدستور مرتين بغية بقائه في الحكم، وفاز في الانتخابات الأخيرة في العام 2009 بعد أن حصد أصوات أقل من 90% من الناخبين بقليل.

الثورة ضد حكم بن علي

شهدت تونس في فترة حكم بن علي نموا اقتصاديا وكان البعض يكيل له المديح بسبب مواقفه «التقدمية» من المرأة والإصلاحات الاقتصادية، وكانت تونس آنذاك إحدى أبرز الوجهات السياحية للسياح الغربيين.

ومع ذلك بقيت نسبة البطالة مرتفعة خصوصاً في الوسط الشبابي، وكانت هناك فئات كبيرة من المجتمع التونسي مهمشة، ما أثار غضب الشعب عليه، ولذا، منذ ما قبل الثورة بسنوات، شهدت تونس احتجاجات شبه دائمة، واقترنت صورة الرئيس بها.

وكان رد السلطة على تلك الاحتجاجات قوياً، واتهم النشطاء السياسيون المشاركين فيها، وكذلك المجموعات الحقوقية الإنسانية، بتنفيذ اعتقالات تعسفية، وسوء معاملة الخصوم السياسيين.

ويكليكس يطيح ببن علي 

نشرت ويكيليس في العام 2010، وثائق متعلقة بالفساد المتغلغل في النخبة التونسية المحيطة بن علي، ما عزز شعورا من النقمة عليه، وفي آخر 2010، أضرم محمد البوعزيزي النار في جسده احتجاجا على مصادرة السلطات «مصدر رزقه».

الحادثة أثارت غضب التونسيين الذين خرجوا إلى الشوارع. وفي أول ردة فعل من بن علي، جاءت نبرته عالية، واتهم الإسلاميين بالوقوف وراء المظاهرات، ثم تراجع بعد ذلك واعداً بإجراء إصلاحات كبيرة، ولكن ذلك لم يضعف من زخم الاحتجاجات.

وفاة بن علي في المنفى

وبعد أيام من المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن في الشوارع التونسية، غادر بن علي إلى المملكة العربية السعودية، بعد أن رفضت دول أوروبية، منها فرنسا، استقباله، حيث توفي في مدينة جدة في مثل هذا اليوم عن عمر يناهز 83 عاما.