الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السر في الطبيعة.. سموم الأشجار تمثل علاجاً ناجحاً لبعض الأمراض

نبات العليق الذي
نبات العليق الذي ينمو في صحراء سيناء

يكمن السر في الطبيعة ذاتها، فبعض الأشجار تحمل أوراقها وأغصانها وجذورها سموماً تقضي على بني البشر، وتعرضهم للإصابة بمرض السرطان، بينما العلم الحديث يرى عكس ذلك، ويعتقد أن كل مادة ضارة سواء للانسان أو الحيوان من شأنها ان تعطي تأثيرات ايجابية وذات فائدة للإنسان لذلك تحولت السموم التي تحتويها بعض الأشجار اليوم إلى علاج ناجح للانسان.

 

وتعتبر سموم  التاكسول علي سبيل المثال منتج مضاد لمرض السرطان، وظهرت نتائج في الولايات المتحدة تشير إلى أنه يعمل بفعالية لا مثيل لها في علاج سرطان المبيض وفق التجارب العلمية الناجحة التي أجريت حول هذا الدواء المستخلص من سموم الأشجار.
 

وفي أسوأ الاحتمالات يستطيع التاكسول ان ينقذ أكثر من 30% من النساء المصابات بمرض سرطان المبيض.


وأكد الدكتور جان بيير، ان مادة التاكسول ذات فعالية مؤثرة في علاج سرطان الثدي وسرطان الحنجرة والبلعوم، اما التاكسوتير فهي مادة أخرى مشتقة من التاكسول المستخرج من أشجار العليق تم اكتشافها مؤخرا وأظهرت العديد من النتائج الايجابية.

 

السم السحري

وقد استعمل كهنة قدماء الانجليز ورق العليق في إعداد جرعات لما كان يسمى "بالسم السحري"،  كما كان يستهوي شجر العليق اهتمام الفنانين منذ القدم.

 

وما يثير الدهشة في هذا الموضوع ان الطيور التي كانت تحلق فوق شجر العليق على مدار قرون مضت، لم تصب بأي مرض من هذا النوع، ذلك أنه حسب تقدير بعض الخبراء لا تأكل إلا ذلك الجزء الخارجي من ثمرة العليق بينما تقذف النواة الى الأرض وما تقذفه هو ذلك الجزء "السام" من الثمرة، وبالتالي كانت تعيش بذكاء فائق رغم خبث هذه الشجرة..!.

 

ومع نهاية القرن التاسع عشر تمكن عالم الكيمياء الألماني "تاكسوس باكاتا" من عزل مادة التاكسين المسببة لتسمم أوراق أشجار العليق، بينما حاول كيمائيون آخرون دراسة تركيبته الكيميائية على سبيل حب الاستطلاع.

 

وفي نهاية الستينات من القرن الماضي قامت الولايات المتحدة بتكثيف جهودها من خلال المعهد الوطني للسرطان ، وذلك بفحص جميع النباتات السامة في الولايات المتحدة ووضعها موضع التجربة والاختبار العمليين.

 

وتم  اكتشاف مادة أخرى مضادة للسرطان سميت بمادة فنبلاستين المستخرجة من نبات الونكة أو العناقية وهي نباتات زرقاء الزهر تتواجد بكمية كبيرة في مدغشقر.