الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عضو كبار العلماء:الله أمرنا بالمحافظة على الأموال وعدم التبذير فى كل شيء

الدكتور أحمد الطيب
الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر

قال الدكتور محمود مهنا، عضو هيئة كبار العلماء، إن الله عز وجل نهانا عن الإسراف وبيّن جزاء المسرفين، فى قوله تعالى (( وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً* إِنَّ الْمُبَذرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ)) كما أمرنا بالمحافظة على الاموال، ويجب على كل مغتنٍ أن يكون وسطيا فى كل شيء فلا يغره ماله الكثير الذي معه ويصرف هنا وهنا. 


وأضاف "مهنا"، فى تصريح خاص لـ "صدى البلد"، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إماما للمتوسطين فى كل شيء، وكان ربما يمر عليه اليوم واليومان ولا يطعم حتى الشعير، تقول احدى أمهات المؤمنين (( ما شبع آل محمد من الشعير يومين قط ))، مُشيراً الى أن الاسلام قال لنا فى القرآن الكريم (( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ))  أى يجب علينا أن نكون وسطيين فى كل شي العقيدة والشرعية والأموال والحركة والسكون.

 

وأشار الى أن الإسلام أمرنا أن ندخر بعض الاموال لبناء المجتمعات والاسر وعدم ضياع الاولاد، ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم ((كفى المر إثماً ان يضيع من يعول )) وأن نتخذ الأموال ذخيرة لنا وحفظنا لأسرنا ولمجتمعتنا فلا نسرف ولا نبذر ولا نرمى بالأموال هنا وهنا . 

 

وتابع: أن الله عز وجل أمرنا بعدم التبذير فى كل شيء فى الطعام والزينة وجاء ذلك كله فى آية واحدة فى قوله تعالى (( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ )) فهذه الآية أعطتني عدم الاسراف فى الاكل والشرب، فلو اخذ المجتمع بهذه الآية فقط لأصبح من المجتمعات الأولى التى لها وزن واعتبار. 

 

وكان فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، قال إنَّ للابتلاء أنواعا تختلف عن بعضها باختلاف المنظور، وأنَّ الشخص المبتلى إنْ كان من الطائعين فإنَّ الحكمة من ابتلائه هي رفع درجاته، وإنْ كان من العاصين فابتلاؤه يكون تكفيرًا لذنوبه، مؤكدًا أنَّ الابتلاء كله خير، سواء كان للعبد المذنب أو للعبد الطائع فهو خير في كل الأحوال ما لم يقنط.

 

وأشار فضيلة الإمام الأكبر خلال برنامجه الأسبوعي "حديث شيخ الأزهر" الذي يذاع على الفضائية المصرية، إلى أنَّ هناك شكلاً آخر من صور الابتلاء يكون  باعتبار النظر إلى فقر الشخص وغناه، فإنْ كان الابتلاء للعبد بالفقر فالمطلوب منه الصبر، أمَّا إذا كان العبد المبتلى غنياً فالمطلوب منه الشكر، موضحًا أنَّ الشكر هنا ليس التلفظ بكلمة "الحمد لله والشكر لله" فقط ويأخذ المال ويستمتع به، إنَّما يكون الشكر هنا من جنس ما أنعم الله به عليه، فإنْ أنعم الله عليه بالمال فعليه أنْ يُخرج من هذا المال القدرَ المبين في الشرع، ويقول الحمد لله الذي وفقني أنْ انتصر على نوازع نفسي وأُخرج هذا القدر الذي أنعم الله عليَّ به.

 

وحذر من خطورة انتشار صور التبذير والإسراف والسفه في مجتمعاتنا العربية، مطالبًا بضرورة تبني برامج عالمية وأعمال فنية توضح للناس خطورة هذا الأمر، قائلا " أنا عشت بين أسر أجنبية، ورأيت الذين يمتلكون الأموال لا ينفقونها بهذه الصورة، وليست لديهم متع بهذه الصورة، لأنهم يركزون على تعليم المسؤولية، ويعلمون أنَّ الحياة مسؤوليات،  ولكن هنا في العالم العربي لا نركز على تربية تعلم المسؤولية بدليل أنَّ أبناءنا وبناتنا - في شريحة معينة - من كثرة المال والرفاهية، يريدون أنْ يفعلوا كل شئ، حتى وصل الأمر بهؤلاء الأبناء في بعض الأحيان إلى الانتحار، لأنه تعود أن يَطلب فيُطاع، مؤكدًا أنَّ هذه التربية تربيةٌ فاسدة، وأنَّ أول ضحايا هذه التربية الفاسدة هو الولد أو البنت.

 

وأوضح فضيلة الإمام الأكبر أنَّ الإسلام تدخَّل ومنع السفه والتبذير والإسراف بلا داع، مؤكدا أنه لا يمكن أن يحل المال محل التربية السليمة أبدًا، وأنَّ الحكمة من تدخل الشريعة والقرآن مع الغني في أمواله، هي تنظيم المسار لمصلحته ومصلحة أبنائه، كما أن الإسلام راعى في النظام المالي مصلحة المجتمع من حقوق في مال هذا الفرد مثلما راعى حقوق أسرته ونبه على أن التقصير بالحقوق هنا أو هنا يخل بالنظام العالمي وهو ما نعيشه الآن.