الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مع إمكانية إعلان نهاية الحرب الكورية.. قصة بلدين في حالة صراع منذ عقود

الحرب الكورية
الحرب الكورية

أصبح هناك تطور في الأحداث بين كوريا الشمالية وجارتها الجنوبية، بعد إعلان بيونج يانج استعدادها لإعلان نهاية الحرب مع سول، حيث لا يزال الصراع والتوتر بين الجانبين مستمرًا من الناحية الفنية.

 

ودعا رئيس كوريا الجنوبية، مون جيه إن، في كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الجارة الشمالية لإعلان إنهاء الصراع بصورة رسمية وإحلال السلام في شبه الجزيرة، لترد كيم يو جونج شقيقة زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، أن بلادها يمكن أن تعلن رسميا إنهاء الحرب، وحتى مناقشة عقد قمة بين الكوريتين ولكن بشروط.

وأكدت يو جونج، أن الاقتراح الأخير للرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن، هو "فكرة رائعة وتستحق الإعجاب"، موضحة أن بيونج يانج مستعدة لمناقشة تحسين العلاقات مع سول إذا توقفت الأخيرة عن السياسات العدائية.

 

وكان الصراع، الذي قسم شبه الجزيرة إلى قسمين، عام 1953 انتهى بهدنة وليس معاهدة سلام، حيث بدأت الحرب الكورية في عام 1950 عندما غزت بيونج يانج الجنوب، معتمدة على الدعم العسكري والاستشاري من قبل الاتحاد السوفيتي، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

 

جاء ذلك عقب انهيار الإمبراطورية اليابانية في نهاية الحرب العالمية الثانية، في سبتمبر عام 1945، حيث قامت طوكيو بضم كوريا إلى اليابان منذ عام 1910.

 

وهكذا لم يكن لكوريا حكومة تنتظر العودة بعد توقف الحرب. وكان معظم المطالبين بالسلطة منفيين في الصين ومنشوريا واليابان والاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، ومن ثم فقد وقعوا في فئتين عريضتين، واحدة تستمد روحها من السوفييت، والثانية من أوروبا وأمريكا.

 

وبعد الحرب العالمية الثانية،، اتفقت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في أغسطس عام 1945 على تقسيم كوريا لأغراض إدارية عند خط عرض 38 درجة شمالا، فاحتل السوفييت المنطقة الواقعة شمالي هذا الخط (كوريا الشمالية)، واحتلت واشنطن المنطقة الجنوبية (كوريا الجنوبية).

 

وفي 1948 تشكلت دولتان كوريتان شمالية وجنوبية، لكن ظلت السيطرة السوفيتية الشيوعية في الشمال الذي رأسه كيم إل سونج، والسيطرة الأمريكية على الجنوب الذي رأسه سينجمان ري.

 

ولم يتمكن الطرفان من الاتفاق على صيغة من شأنها أن تنتج كوريا موحدة، وفي عام 1947 أقنع الرئيس الأمريكي هاري ترومان الأمم المتحدة بتحمل المسؤولية عن البلاد، على الرغم من أن الجيش الأمريكي ظل مسيطرا اسميا على الجنوب.

 

وفي غضون ذلك، عزز كيم إيل سونغ سيطرته على الحزب الشيوعي وكذلك الهيكل الإداري الشمالي و القوات العسكرية.

 

ومنذ أوائل عام 1948 عملت الأمم المتحدة على إنشاء دولة كوريا الجنوبية المستقلة، لكن الشيوعيون الجنوبيون عارضوا ذلك، لتبدأ التوترات حول خط عرض 38، ووصل القتال إلى مستوى حرب حدودية محدودة بين الطرفين.

 

وشن الشماليون 10 غارات حرب العصابات عبر الحدود من أجل إبعاد وحدات الجيش الجنوبي.

 

وبعد ذلك تم تشكيل جمهورية كوريا (كوريا الجنوبية) في أغسطس عام 1948 برئاسة سينجمان ري، فيما أعلن كيم إيل سونج قيام جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية (كوريا الشمالية).

 

وتقول دائرة المعارف البريطانية إنه في أوائل عام 1949 ضغط كيم إيل سونغ على الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين، قائلا إن الوقت قد حان لغزو تقليدي للجنوب.

 

ورفض ستالين ذلك، مشيرا إلى عدم الاستعداد النسبي للقوات المسلحة لكوريا الشمالية ومن احتمال تورط الولايات المتحدة.

 

في عام 1950، اندلعت الحرب الكورية ، عندما عبر نحو 75 ألفا من جنود جيش الشعب الكوري الشمالي بدعم سوفيتي الحدود مع كوريا الجنوبية.

 

ومع تقهقر جيش كوريا الجنوبية، تدخل الأمريكيون في الحرب ووقفوا إلى جنب سول،  معتبرة أنها "حربا على القوى الشيوعية العالمية".

 

ومع دخول القوات الدولية بقيادة أمريكا، كوريا الشمالية حتى وصلت إلى حدودها الشمالية مع الصين التي تدخلت في الحرب، إلى جانب بيونج يانج، بسبب ما قالت عنه إنه "عدوان مسلح على أراض صينية"، قلب تدخل بكين مجريات الأمور، لتقهقر القوات الدولية إلى جنوب الخط 38.

 

ولم تكن واشنطن ترغب في الدخول في حرب مع الجيش الصيني داخل كوريا، لذا دعت إلى مفاوضات سلام، استمرت أكثر من عامين، واستمر معها القتال والمناوشات في منطقة الحدود بين الكوريتين.

 

وفي عام 1953 لم يتم التوصل إلى وقف للحرب، بل وقع المتحاربون على هدنة، سمحت للأسرى الكوريين الشماليين والصينيين بالعودة إلى بلدانهم، كما منحت كوريا الجنوبية مساحة أراض إضافية، تبلغ مساحتها 1500 ميل مربع، قرب خط العرض 38.