الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عبد الرازق توفيق يكتب: القمة‭ ‬الثلاثية.. ‬ والمسار‭ ‬الرابح

صدى البلد

قال الكاتب الصجفى عبد‭ ‬الرازق‭ ‬توفيق، رئيس تحرير جريدة الجمهورية، إن «مصر‭ ‬واليونان‭ ‬وقبرص‭ ‬نموذج‭ ‬للشراكة‭ ‬الإقليمية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التعاون‭ ‬والسلام»، موضحا أن مصر‭ ‬واليونان‭ ‬وقبرص‭.. ‬نموذج‭ ‬للشراكة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬السلام‭ ‬والبناء‭ ‬والتنمية‭.. ‬وتحقيق‭ ‬تطلعات‭ ‬الشعوب‭.. ‬وقدوة‭ ‬للتعاون‭ ‬الإقليمى. 

وأشار «توفيق»، فى مقاله المنشور بجريدة الجمهورية، إلى أن التعاون‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬المجالات‭ ‬والقطاعات‭ ‬ورؤى‭ ‬متطابقة‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬القضايا‭ ‬والملفات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،منوها بأن ‭ ‬لتجسد‭ ‬القمة‭ ‬الثلاثية‭ ‬بالأمس‭ ‬‮ «عبقرية‮»‬‭ ‬السياسة‭ ‬الدولية‭ ‬المصرية‭ ‬وأيضا‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الرئاسية‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬7‭ ‬سنوات‭.‬

وإلى نص المقال:

 

جاءت‭ ‬القمة‭  ‬‮‬المصرية‭ ‬ــ‭ ‬اليونانية‭ ‬ــ‭ ‬القبرصية‮»‬‭ ‬حافلة‭ ‬بالرسائل‭ ‬المهمة‭.. ‬فقد‭ ‬اختارت‭ ‬الدول‭ ‬الثلاث‭ ‬طريق‭ ‬التعاون‭ ‬والشراكة‭ ‬والصداقة‭ ‬لترسيخ‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والسلام‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭..‬وتبادل‭ ‬المصالح‭ ‬لتحقيق‭ ‬تطلعات‭ ‬وآمال‭ ‬الشعوب‭.. ‬وعلى‭ ‬النقيض‭ ‬اختارت‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬طريق‭ ‬التوترات‭ ‬والأطماع‭ ‬والأوهام‭ ‬والتدخل‭ ‬فى‭ ‬شئون‭ ‬الدول‭ ‬وانتهاك‭ ‬سيادتها‭.. ‬
فحصدت‭ ‬أشواكا‭ ‬وتراجعا‭ ‬إلى‭ ‬الوراء‭ ‬وعزلة‭ ‬إقليمية‭ ‬وزيادة‭ ‬معاناة‭ ‬شعوبها‭.‬
 

علاقات‭ ‬مصر‭ ‬باليونان‭ ‬وقبرص‭ ‬نموذج‭ ‬للعلاقات‭ ‬والشراكة‭ ‬الإقليمية‭ ‬التى‭ ‬تحقق‭ ‬أهداف‭ ‬ومكاسب‭ ‬ومصالح‭ ‬الجميع‭ ‬فقد‭ ‬اختارت‭ ‬الدول‭ ‬الثلاث‭ ‬التعاون‭ ‬والشراكة‭ ‬وتبادل‭ ‬المصالح‭ ‬لتضرب‭ ‬المثل‭ ‬للدول‭ ‬التى‭ ‬اختارت‭ ‬مسارات‭ ‬أخرى‭ ‬فقد‭ ‬استفادت‭ ‬القاهرة‭ ‬وأثينا‭ ‬ونيقوسيا‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الشراكة‭ ‬الثلاثية‭ ‬التى‭ ‬تتطور‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬لتكون‭ ‬رمزاً‭ ‬للتعايش‭ ‬والسلام‭ ‬والأمن‭ ‬والتعاون‭ ‬الإقليمى‭.‬
شراكة‭ ‬الدول‭ ‬الثلاث‭ ‬حفظت‭ ‬لمنطقة‭ ‬شرق‭ ‬المتوسط‭ ‬أمنها‭ ‬واستقرارها‭ ‬وجسدت‭ ‬النموذج‭ ‬الأمثل‭ ‬للالتزام‭ ‬بالشرعية‭ ‬والقانون‭ ‬الدولى‭.. ‬فاختيار‭ ‬الدول‭ ‬الثلاث‭ ‬لطريق‭ ‬التعاون‭ ‬والاتفاق‭ ‬والتوافق‭ ‬مكنها‭ ‬من‭ ‬تجاوز‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬والأزمات‭ ‬خاصة‭ ‬توقيع‭ ‬مصر‭ ‬اتفاقيتين‭ ‬مع‭ ‬قبرص‭ ‬واليونان‭ ‬لترسيم‭ ‬الحدود‭ ‬البحرية‭ ‬بينها‭ ‬طبقاً‭ ‬للقانون‭ ‬الدولى‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تدعمه‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭.. ‬وظهر‭ ‬ذلك‭ ‬جلياً‭ ‬بآثاره‭ ‬الإيجابية‭ ‬فى‭ ‬أزمة‭ ‬الغاز‭ ‬التى‭ ‬تعانى‭ ‬منها‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬فى‭ ‬أوروبا‭ ‬والصين‭ ‬وغيرهما‭.‬
الحقيقة‭ ‬ان‭ ‬القمة‭ ‬الثامنة‭ ‬بين‭ ‬قادة‭ ‬الدول‭ ‬الثلاث‭ ‬جاءت‭ ‬تجسيداً‭ ‬لما‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬العلاقات‭ ‬‮«‬المصرية‭ ‬ــ‭ ‬اليونانية‭ ‬ــ‭ ‬القبرصية‮»‬‭.. ‬وأصبح‭ ‬التعاون‭ ‬يشمل‭ ‬تقريباً‭ ‬جميع‭ ‬المجالات‭ ‬والقطاعات‭ ‬بالاضافة‭ ‬إلى‭ ‬التنسيق‭ ‬المستمر‭ ‬وتوافق‭ ‬الرؤى‭ ‬ووجهات‭ ‬النظر‭ ‬حول‭ ‬القضايا‭ ‬والملفات‭ ‬والأزمات‭ ‬الإقليمية‭.. ‬وهو‭ ‬أيضا‭ ‬نموذج‭ ‬لتعاون‭ ‬دول‭ ‬شرق‭ ‬المتوسط‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬الموارد‭ ‬وتبادل‭ ‬المصالح‭ ‬والخبرات‭.. ‬خاصة‭ ‬ان‭ ‬مصر‭ ‬وقعت‭ ‬اتفاقيتين‭ ‬للربط‭ ‬الكهربائى‭ ‬مع‭ ‬اليونان‭ ‬وقبرص‭ ‬لنقل‭ ‬الكهرباء‭ ‬المصرية‭ ‬إليهما‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬وقريباً‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭ ‬المتعطشة‭ ‬لمصادر‭ ‬الطاقة‭.. ‬أيضا‭ ‬هناك‭ ‬طموح‭ ‬كبير‭ ‬حول‭ ‬إقامة‭ ‬خط‭ ‬أنابيب‭ ‬بحرى‭ ‬لنقل‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعى‭ ‬من‭ ‬حقل‭ ‬‮«‬أفردويت‮»‬‭ ‬القبرصى‭ ‬إلى‭ ‬محطتى‭ ‬الإسالة‭ ‬المصريتين‭ ‬فى‭ ‬إدكو‭ ‬ودمياط‭ ‬تمهيداً‭ ‬لتوريد‭ ‬الغاز‭ ‬المسال‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬اليونان‭ ‬ومنها‭ ‬لاحقاً‭ ‬إلى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬فى‭ ‬شرق‭ ‬المتوسط‭ ‬وربما‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬قول‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬لدول‭ ‬غرب‭ ‬البلقان‭ ‬ووسط‭ ‬أوروبا‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يتسق‭ ‬مع‭ ‬الطموحات‭ ‬الكبيرة‭ ‬التى‭ ‬ولدت‭ ‬مع‭ ‬تأسيس‭ ‬منتدى‭ ‬غاز‭ ‬شرق‭ ‬المتوسط‭ ‬بوصفه‭ ‬كياناً‭ ‬يعول‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حسن‭ ‬التخطيط‭ ‬لمشروعات‭ ‬التعاون‭ ‬الإقليمى‭ ‬ولتعظيم‭ ‬استفادة‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬فى‭ ‬المنتدى‭ ‬وشعوب‭ ‬المنطقة‭ ‬عموماً‭ ‬من‭ ‬مخزون‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعى‭ ‬والثروات‭ ‬الهيدروكربونية‭ ‬فى‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط‭ ‬بما‭ ‬يتسق‭ ‬مع‭ ‬قواعد‭ ‬القانون‭ ‬الدولى‭.‬
الحقيقة‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬مسارات‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬المصرية‭ ‬تجعلنى‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬انبهار‭.. ‬ولعل‭ ‬نجاح‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الرئاسية‭ ‬فى‭ ‬إرساء‭ ‬قواعد‭ ‬علاقات‭ ‬الشراكة‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬بمختلف‭ ‬توجهاتها‭ ‬واتجاهاتها‭ ‬سواء‭ ‬مع‭ ‬أوروبا‭ ‬أو‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وروسيا‭ ‬والصين‭ ‬وإفريقيا‭ ‬والدول‭ ‬العربية‭ ‬ولعل‭ ‬حديث‭ ‬المستشارة‭ ‬الألمانية‭ ‬أنجيلا‭ ‬ميركل‭ ‬خلال‭ ‬اتصالها‭ ‬بالرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬ألمانيا‭ ‬حريصة‭ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬التنسيق‭ ‬المستمر‭ ‬والوثيق‭ ‬فى‭ ‬ضوء‭ ‬الثقل‭ ‬السياسى‭ ‬لمصر‭ ‬ــ‭ ‬السيسى‭ ‬عربياً‭ ‬وإفريقياً‭ ‬وإقليمياً‭.. ‬هذا‭ ‬الاحترام‭ ‬الدولى‭ ‬الكبير‭ ‬لمصر‭ ‬والتقدير‭ ‬لمكانتها‭ ‬ودورها‭ ‬هو‭ ‬نتاج‭ ‬مسارات‭ ‬وتحركات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الرئاسية‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬7‭ ‬سنوات‭.‬
أتوقف‭ ‬أيضا‭ ‬عند‭ ‬نموذج‭ ‬الشراكة‭ ‬والتعاون‭ ‬بين‭ ‬مصر‭ ‬واليونان‭ ‬وقبرص‭.. ‬فقد‭ ‬اختارت‭ ‬الدول‭ ‬الثلاث‭ ‬عن‭ ‬قناعة‭ ‬وإيمان‭ ‬صياغة‭ ‬علاقة‭ ‬قوية‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬واحترام‭ ‬سيادة‭ ‬الدول‭ ‬وحقوقها‭ ‬المشروعة‭ ‬طبقاً‭ ‬للقانون‭ ‬الدولى‭ ‬وحققت‭ ‬عوائد‭ ‬ومكاسب‭ ‬كثيرة‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬مجالات‭ ‬التعاون‭ ‬بينها‭.. ‬وأصبحت‭ ‬نموذجا‭ ‬للعلاقات‭ ‬الإقليمية‭ ‬التى‭ ‬ترسخ‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والبناء‭ ‬والسلام‭ ‬فى‭ ‬حين‭ ‬إن‭ ‬دولا‭ ‬أخرى‭ ‬اختارت‭ ‬مسارات‭ ‬شيطانية‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬الأطماع‭ ‬وتوتير‭ ‬المنطقة‭ ‬والتدخل‭ ‬فى‭ ‬شئون‭ ‬الدول‭ ‬واتباع‭ ‬سياسات‭ ‬البلطجة‭ ‬وتبنى‭ ‬الإرهاب‭ ‬والإطاحة‭ ‬بالشرعية‭ ‬الدولية‭ ‬وعدم‭ ‬احترام‭ ‬القانون‭ ‬الدولى‭ ‬فحصدت‭ ‬أشواك‭ ‬التراجع‭ ‬والتأخر‭ ‬والعزلة‭.. ‬وتأثيرا‭ ‬سلبيا‭ ‬على‭ ‬اقتصادها‭ ‬وحياة‭ ‬شعوبها‭ ‬لذلك‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬أن‭ ‬تختار‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬مسار‭ (‬مصر‭ ‬واليونان‭ ‬وقبرص‭).. ‬أو‭ ‬طريق‭ ‬جهنم‭ ‬الذى‭ ‬اختارته‭ ‬دول‭ ‬فى‭ ‬الإقليم‭ ‬وأصبحت‭ ‬ملفوظة‭ ‬إقليمياً‭ ‬وحتى‭ ‬دولياً‭ ‬بسبب‭ ‬سياساتها‭ ‬الخاطئة‭ ‬التى‭ ‬افتقدت‭ ‬إلى‭ ‬الحكمة‭ ‬والذكاء‭ ‬ودعت‭ ‬إلى‭ ‬التفرقة‭ ‬وتأجيج‭ ‬الخلافات‭ ‬والصراعات‭ ‬والتمادى‭ ‬فى‭ ‬الأوهام‭ ‬والأطماع‭.‬
زيارة‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬لليونان‭ ‬أمس‭ ‬وعقده‭ ‬سلسلة‭ ‬لقاءات‭.. ‬وقمة‭ ‬ثلاثية‭ ‬مصرية‭ ‬يونانية‭ ‬وقبرصية‭.. ‬وهى‭ ‬القمة‭ ‬الثامنة‭.. ‬تؤكد‭ ‬نجاح‭ ‬مفهوم‭ ‬الشراكة‭ ‬والتعاون‭ ‬لأن‭ ‬العلاقات‭ ‬الثلاثية‭ ‬تشهد‭ ‬زخماً‭ ‬وتطوراً‭ ‬كبيراً‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬المستويات‭ ‬السياسية‭ ‬والعسكرية‭ ‬والأمنية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والثقافية‭ ‬والسياحية‭ ‬وفى‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة‭ ‬بكل‭ ‬أنواعها‭ ‬والصحة‭ ‬والزراعة‭ ‬والتعليم‭ ‬والملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬والهجرة‭ ‬غير‭ ‬الشرعية‭ ‬أنها‭ ‬علاقة‭ ‬تقترب‭ ‬إلى‭ ‬التكامل‭ ‬المبنى‭ ‬على‭ ‬التفاهم‭ ‬والسياسات‭ ‬الحكيمة‭ ‬والرشيدة‭.. ‬وهو‭ ‬تعاون‭ ‬استراتيجى‭ ‬بالمعنى‭ ‬الشامل‭ ‬للكلمة‭ ‬والذى‭ ‬بدأ‭ ‬منذ‭ ‬2014‭ ‬حتى‭ ‬أصبح‭ ‬نموذجاً‭ ‬ملهماً‭ ‬للعلاقات‭ ‬والتقارب‭ ‬الدولى‭ ‬بعد‭ ‬وصول‭ ‬علاقات‭ ‬مصر‭ ‬باليونان‭ ‬وقبرص‭ ‬فى‭ ‬عهد‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬بما‭ ‬يصب‭ ‬فى‭ ‬صالح‭ ‬تحقيق‭ ‬آمال‭ ‬وتطلعات‭ ‬الشعوب‭.‬
وجاءت‭ ‬كلمة‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬خلال‭ ‬المؤتمر‭ ‬الصحفى‭ ‬عبر‭ ‬القمة‭ ‬الثلاثية‭ ‬مليئة‭ ‬بالرسائل‭ ‬سواء‭ ‬حول‭ ‬قوة‭ ‬ومتانة‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الثلاث‭ ‬أو‭ ‬فيما‭ ‬تشهده‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬تحديات‭ ‬وتهديدات‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬فى‭ ‬العالم‭.. ‬فآلية‭ ‬التعاون‭ ‬الثلاثى‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الثلاث‭ ‬تمثل‭ ‬أهمية‭ ‬كبيرة‭ ‬لتبادل‭ ‬الرؤى‭ ‬حول‭ ‬سبل‭ ‬تحقيق‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التطوير‭ ‬فى‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الثلاث‭ ‬وشعوبها‭ ‬وتطويرها‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الأصعدة‭ ‬والمجالات‭ ‬والتشاور‭ ‬المستمر‭ ‬حول‭ ‬مختلف‭ ‬القضايا‭ ‬بما‭ ‬يسهم‭ ‬فى‭ ‬تنسيق‭ ‬الجهود‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬الكبيرة‭ ‬التى‭ ‬يشهدها‭ ‬الجوار‭ ‬الإقليمى‭ ‬المباشر‭ ‬لمصر‭ ‬واليونان‭ ‬وقبرص‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية‭.‬
القمة‭ ‬الثلاثية‭ ‬ناقشت‭ ‬التطورات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬خاصة‭ ‬منطقة‭ ‬شرق‭ ‬المتوسط‭ ‬وأكدت‭ ‬كلمة‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬على‭ ‬الآتى‭:‬
أولاً‭:‬‭ ‬تجديد‭ ‬الدعم‭ ‬لمساعى‭ ‬جمهورية‭ ‬قبرص‭ ‬وكافة‭ ‬الأطراف‭ ‬الدولية‭ ‬المعنية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إيجاد‭ ‬حل‭ ‬شامل‭ ‬وعادل‭ ‬للقضية‭ ‬القبرصية‭ ‬استناداً‭ ‬لقرارات‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية‭ ‬ومجلس‭ ‬الأمن‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭.‬
ثانياً‭:‬‭ ‬توافق‭ ‬الدول‭ ‬الثلاث‭ ‬على‭ ‬إجراء‭ ‬الانتخابات‭ ‬الليبية‭ ‬المقررة‭ ‬فى‭ ‬ديسمبر‭ ‬2021‭ ‬وفقاً‭ ‬لـ«خارطة‭ ‬الطريق‮»‬‭ ‬التى‭ ‬أقرها‭ ‬الأشقاء‭ ‬الليبيون‭ ‬وحتمية‭ ‬خروج‭ ‬كافة‭ ‬القوات‭ ‬الأجنبية‭ ‬والمرتزقة‭ ‬من‭ ‬ليبيا‭ ‬تنفيذاً‭ ‬للمقررات‭ ‬الدولية‭ ‬بما‭ ‬يعيد‭ ‬إلى‭ ‬ليبيا‭ ‬سيادتها‭ ‬ووحدتها‭ ‬ويحفظ‭ ‬سلامة‭ ‬أراضيها‭ ‬ويرسخ‭ ‬قرارها‭ ‬بيد‭ ‬أبنائها‭.‬
ثالثاً‭:‬‭ ‬إيجاد‭ ‬حل‭ ‬عادل‭ ‬وشامل‭ ‬للصراع‭ ‬‮«‬الإسرائيلى‭ ‬ــ‭ ‬الفلسطينى‮»‬‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬وتمكين‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطينى‭ ‬من‭ ‬إقامة‭ ‬دولته‭ ‬المستقلة‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬4‭ ‬يونيو‭ ‬1967‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭.‬
رابعا‭:‬‭ ‬التوصل‭ ‬لتسوية‭ ‬سلمية‭ ‬للأزمة‭ ‬السورية‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬قرارات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭.. ‬والاتفاق‭ ‬الثلاثى‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬الأراضى‭ ‬السورية‭ ‬وسلامتها‭ ‬الإقليمية‭ ‬ورفض‭ ‬محاولات‭ ‬بعض‭ ‬الأطراف‭ ‬الإقليمية‭ ‬لفرض‭ ‬الأمر‭ ‬الواقع‭ ‬عبر‭ ‬انتهاك‭ ‬السيادة‭ ‬السورية‭ ‬ومحاولة‭ ‬إجراء‭ ‬تغييرات‭ ‬ديموغرافية‭ ‬قسرية‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭ ‬السورية‭ ‬وأهمية‭ ‬مواجهة‭ ‬خطر‭ ‬التنظيمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬وضرورة‭ ‬التصدى‭ ‬لها‭ ‬حتى‭ ‬يستعيد‭ ‬الشعب‭ ‬السورى‭ ‬أمنه‭ ‬واستقراره‭.‬
خامساً‭:‬‭ ‬مساندة‭ ‬الدول‭ ‬الثلاث‭ ‬للبنان‭ ‬الشقيق‭ ‬والاستعداد‭ ‬لدعم‭ ‬كل‭ ‬جهد‭ ‬صادق‭ ‬يرفع‭ ‬المعاناة‭ ‬عن‭ ‬كاهل‭ ‬المجتمع‭ ‬اللبنانى‭ ‬ويسهم‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬وتحسين‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادى‭ ‬فى‭ ‬البلاد‭.‬
سادساً‭:‬‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬خطر‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتطرف‭ ‬وما‭ ‬يسببانه‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬استقرار‭ ‬وفوضى‭ ‬وتعطيل‭ ‬جهد‭ ‬الشعوب‭ ‬للحاق‭ ‬بركب‭ ‬التقدم‭ ‬والتنمية‭ ‬وتوليد‭ ‬أزمات‭ ‬عابرة‭ ‬للحدود‭ ‬مثل‭ ‬ظاهرة‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬الشرعية‭ ‬والجريمة‭ ‬غير‭ ‬المنظمة‭ ‬والاتجار‭ ‬بالبشر‭.‬
سابعا‭:‬‭ ‬جدد‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬المنظور‭ ‬الشامل‭ ‬الذى‭ ‬تتبناه‭ ‬مصر‭ ‬لقضية‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والذى‭ ‬يؤكد‭ ‬مراعاة‭ ‬الحقوق‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬فى‭ ‬جودة‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان‭ ‬وتمكين‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬توفير‭ ‬المناخ‭ ‬الآمن‭ ‬والمستقر‭ ‬الذى‭ ‬يمارس‭ ‬فيه‭ ‬المواطن‭ ‬كافة‭ ‬حقوقه‭ ‬المقررة‭ ‬بالدستور‭ ‬والقانون‭ ‬مع‭ ‬ضرورة‭ ‬احترام‭ ‬خصوصية‭ ‬المجتمعات‭ ‬والشعوب‭.. ‬وتجلت‭ ‬القناعات‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬إطلاق‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬لتمثل‭ ‬نهجاً‭ ‬وإطاراً‭ ‬وطنياً‭ ‬شاملاً‭ ‬لتحرك‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الصعيد‭.‬
إن‭ ‬طريق‭ ‬الصداقة‭ ‬والتعاون‭ ‬والشراكة‭ ‬والتقارب‭ ‬والاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬والالتزام‭ ‬بالشرعية‭ ‬والقانون‭ ‬الدولى‭ ‬هو‭ ‬نموذج‭ ‬يرسخ‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬وتبادل‭ ‬المصالح‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والسلام‭ ‬الإقليمى‭ ‬ويلبى‭ ‬طموحات‭ ‬وتطلعات‭ ‬الشعوب‭ ‬ويزيد‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬التقدم‭ ‬والتطور‭.. ‬أما‭ ‬طريق‭ ‬التوترات‭ ‬والأوهام‭ ‬والأطماع‭ ‬والتدخلات‭ ‬السافرة‭ ‬فى‭ ‬شئون‭ ‬الدول‭ ‬وانتهاك‭ ‬السيادة‭ ‬والشرعية‭ ‬الدولية‭ ‬والقانون‭ ‬الدولى‭ ‬فلن‭ ‬يحقق‭ ‬إلا‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬إهدار‭ ‬الوقت‭ ‬واستنزاف‭ ‬الموارد‭ ‬والعزلة‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬والتأخر‭ ‬والتراجع‭ ‬الاقتصادى‭ ‬ولا‭ ‬يجلب‭ ‬للشعوب‭ ‬إلا‭ ‬زيادة‭ ‬المشاكل‭ ‬والأزمات‭ ‬ونقص‭ ‬الاحتياجات‭ ‬والتخلف‭ ‬عن‭ ‬ركب‭ ‬التقدم‭.‬
مصر‭ ‬واليونان‭ ‬وقبرص‭ ‬ضربت‭ ‬المثل‭ ‬والقدوة‭ ‬والنموذج‭ ‬فى‭ ‬ترسيخ‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬والبناء‭ ‬ولعل‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬تدرك‭ ‬الرسائل‭ ‬والنتائج‭.‬
تحيا مصر