الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب المسجد النبوي: القرآن وسيدنا محمد ملاذ المسلم من المحن في زمن الفتن

خطيب المسجد النبوي
خطيب المسجد النبوي

قال الشيخ الدكتور أحمد بن طالب بن حميد،  إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف : يا أخوة الإسلام يا أمة القرآن اتقوا الله تعالى حق تقواه، مستشهدًا بما قال تعالى «قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ».

خير كتاب لخير أمة

وأوضح «بن حميد» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، أنه تعالى أنزل على رسوله –صلى الله عليه وسلم- خير كتاب لخير أمة أخرجت للناس يهديهم لأقوم سبيل وأهدى طريق ويخرجهم من الظلمات على النور بإذن الله ، هو الملاذ عند الفتن وهو المنقذ من المصائب والمحن ، منوهًا بأن فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل من تركه جبار قصمه الله.

وتابع:  ومن ابتغى الهدى من غيره أضله الله ومن التمس العز بغيره أذله الله ومن طلب النصر بدون التحاكم إليه أرداه الله هو حبل الله المتين وهو الصراط المستقيم لا يزيغ فيستعتب ولا يعوج فيقوم لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسن ولا يخلق عن كثرة الرد ولا يشبع منه العلماء ولا تنقضي عجائبه من قال به صدق ومن حكم به عدل ومن عمل به أجر ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم .

وأضاف أنه قد امتن الله على عباده بإنزال هذا الكتاب العظيم قال جل جلاله : «يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَآءٌ لِّمَا فِى ٱلصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ»،  والآيات في هذا كثيرة جداً ومعلومة لكل من قرأ كتاب الله بتدبر وحضور قلب كما هي سنة أولئك الأبرار من السلف الصالح الأخيار رحمهم الله ورضي عنهم الذين كانوا إذا تعلموا من عشر آيات لم يتجاوزوها حتى يعلموا معناها ويعملو بمقتضاها فتعلموا العلم والعمل معاً .

زمن كثرت فيه الفتن

ونبه إلى أننا اليوم لفي زمن كثرت فيه الفتن وتلاطمت فيه أمواج المحن واستحكمت فيه الشهوات وكثرت الشبهات وتعددت المشكلات والتحديات وكثر دعاة البدع والمنكرات وإنه لا خلاص من هذا كله ولا شد لأزر ولا رسوخ لقدم ولا أنس لنفس ولا تسلية لروح ولا تحقيق لوعد ولا أمن من عقاب ولا ثبوت لمعتقد ولا بقاء لذكر وأثر طيب إلا بأن يتجه المسلمون جميعاً حكاماً ومحكومين شعوباً ودولاً شباباً وشيبا رجالً ونساء علماء وعامة اتجاهاً صحيحاً بكامل أحاسيسهم ومشاعرهم بقلوبهم وقوالبهم إلى كتاب الله تلاوة وتدبراً وتعلماً وتعليماً وعملاً وتطبيقاً فهو المعين العذب الذي لا ينضب مطلقا .

وحذر  قائلاً : معشر المسلمين إننا في هذا العصر قد أعرض كثير من الناس عن القرآن ونأوا عنه فمن تأمل حياة كثير منهم وجد أنها لا تمت إلى القرآن بصلة والعياذ بالله فما أكثر المخالفات الموجودة وما أعظم الواجبات المفقودة، داعيًا ، بقوله : اللهم اجعل هذا القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا وغمومنا يا رب العالمين ، اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك يا ذا الجلال والإكرام ، اللهم البسنا به الحلل وأسكنا به الظلل وزدنا به من النعم وارفع عنا به النقم يا أرحم الراحمين .

الرفعة لحملة كتاب الله

وأكد أن الرفعة والقيادة والكرامة والريادة والعزة والسيادة في هذه الحياة الدنيا وفي الآخرة إنما هي لحملة كتاب الله العاملين به وهذا ما دل عليه كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وقد جاءت السنة المطهرة منوهة بما لحملة كتاب الله من الأجر والمكانة في الآخرة والأولى .

 

واستطرد:  فيا له أيها المسلمون من فضل عظيم وثواب كبير لا يغفل عنه غافل تلك والله هي الغبطة الحقيقية فليست الغبطة والسعادة بحطام الدنيا الزائل ولا بالمفاخرة بالمراكب ولا بالمطاعم والمشارب والمساكن المراتب، فاتقوا الله عباد الله وخذوا بكتاب ربكم وإلى القرآن يا أمة الإسلام خذوا منه منهاجاً لحياتكم في جميع شئونكم وبهذا تستردون مجدكم التليد وعزكم العتيد وقدسكم الفقيد قال تعالى: « وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّه بِعَزِيزٍ».