الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أنا بابا يالا.. لماذا أطلق النقاد على الفنان خالد صالح لقب «آل باتشينو» العرب؟

صدى البلد

بدأ التمثيل على مسرح الجامعة، ثم مسرح الهناجر بدار الأوبرا، وتخرج من كلية الحقوق جامعة القاهرة، وعمل بالتجارة ثم تفرغ للتمثيل في عام 2000، ولمع نجمه سريعاً وتميز في أداء الأدوار الكوميدية، لكنه برع في أدور الشر في الدراما التلفزيونية والسينما.

 

مولد آل باتشينو العرب  

ولد الفنان خالد صالح، الملقب بـ«آل باتشينو العرب»، يوم 20 يناير عام 1964، في أبو النمرس، بمحافظة الجيزة، ونشأ يتيماً، حيث توفيت والدته وهو صغير ليلحق بها والده، تولى شقيقه وإسمه «إنسان» تربيته، وتخرج في كلية الحقوق عام 1987، التي كان يمثل في مسرحها أثناء دراسته، ثم عمل سائق تاكسي بعد تخرجه، وسافر إلى الخليج للعمل، وكان يحلم أن ينشئ مصنع حلويات شرقية، حيث كانت له تجربة سابقة في العمل بالحلويات مع شقيقه، وقام شقيقه برفده من المصنع، لأنه لم يكن ملتزماً بمواعيد العمل.

عاد صالح من الخليج، ليعمل كـ«كومبارس» في المسرح، من خلال المعهد العالي للفنون المسرحية، وكان يقوم بدور شخص يمر في خلفية المسرح أثناء حديث الأبطال من دون أن يتحدث، ثم عمل في مسرح الهناجر بدار الأوبرا المصرية كمساعد مخرج.

 

«أم كلثوم» يفتح له أبواب الشهرة

قدم خالد صالح دور مأمون الشناوي في مسلسل “أم كلثوم”، الذي قامت صابرين ببطولته منذ 15 عاما، وكان من أوائل الأدوار التي قدمها في حياته، وهو الدور الذي بدأ من خلاله رحلته الفنية بعدها.

وقرر الفنان الراحل خالد صالح أن يترك العمل بالحلويات الشرقية مع شقيقه، ويخوض تجربة التمثيل كاملة، وأبلغ زوجته التي تخوفت في البداية، فأخبرها أنه خلال 3 سنوات لو لم يحقق نجاحا سيعود للمصنع من جديد، ولاقت الفكرة تشجيع قوي من زوجته، التي كان يتحدث عنها دائما بكل فخر، وأنها تحملت ظروفه الصعبة، علما بأنها تعمل طبيبة ولها مكانة اجتماعية عالية، وأنها تحملت أن تتزوجه بدون «غرفة نوم» واستمرت بدونها لمدة عام، ولكنها كانت تؤمن بموهبته الفنية وساعدته على تحمل القرار، وبالفعل استطاع خالد صالح أن يثبت جدارته في التمثيل وأصبحت تُسند له الأدوار المعقدة، وذاع صيته في الوسط الفني، وقدم 10 أعمال متنوعة في السينما والمسرح والتليفزيون والكرتون خلال عامين فقط، وفي عام 2003 قام بالأداء الصوتي في النسخة المدبلجة من فيلم "نيمو"، الحاصل على جائزة أوسكار لأفضل فيلم صور متحركة، وتفرغ بعدها تماماً للتمثيل، وبدأ مشوار النجومية.

 

الأعمال الخيرية

حرص خالد صالح في كل بلد زاره، على زيارة أحد الجمعيات الخيرية أو مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة أو ماشابه، حيث وجد في ذلك واجب عليه أداءه، وسبق له زيارة مركز راشد لعلاج ورعاية الأطفال في دبي، وترك مهرجان الشرق الأوسط للسينما، في أبوظبي لمدة 3 أيام، كي يشارك في حفل تدشين مستشفى سرطان الأطفال الجديد في السودان.

 

خالد صالح والنقاد

مثَل خالد صالح ساحة خصبة للنقاد من حيث تباين آرائهم، حيث دفعت الأدوار الكبيرة التي لعبها في المسلسلات الرمضانية إلى الواجهة، وجعلت منه أحد الشخصيات الأساسية في رمضان، الذي يمثل الموسم الأساسي للأعمال الدرامية.

وأعتبر المؤيدون لخالد صالح، أنه أحد أهم فنانى الجيل الحالى، وامتداداً لجيل العمالقة من الممثلين المصريين الذين برعوا في آداء الأدوار المعقدة، مثل زكي رستم ومحمود المليجي، مستدلين على ذلك بقدرته العالية في التشخيص، الذي يصل إلى حد الاندماج الكامل في الدور الذي يؤديه، ويصف الكثيرون آداءه بالصدق وعدم الافتعال، مما أدى لشعبيته الواسعة التي تمتد عبر الوطن العربي، وهو ما دفع النقاد الى تشبيهه بالنجم العالمي «آل باتشينو».

 

مرض ووفاة خالد صالح 

أصيب صالح وهو في سن 24 عاماً بآلام حادة في قلبه، وعرف حقيقة مرضه، حيث شخص بمرض وراثي في القلب، وأن قلبه عليل لا يقوى على تحمل أي أعباء أو مجهود، ولكنه لم يستسلم وخضع لجراحة ناجحة في سن 35 عاما، وبعدها تعرض لأزمة قلبية نتيجة الإجهاد الشديد، الذي بذله أثناء تصوير مسلسله «موعد مع الوحوش»، وشعر بآلام حادة في منطقة الصدر، أثناء تصوير مسلسل «حلاوة الروح»، وحاول إخفاء تعرضه لبعض المتاعب الصحية، التي دخل على أثرها مركز أمراض القلب، لكن الأطباء أخبروه بضرورة خضوعه لعملية قلب مفتوح لتغيير شريان وصمام في القلب. 

خضع في سبتمبر عام 2014، إلى جراحة تغيير صمام بالقلب، حيث أجريت له العملية في مركز القلب بأسوان، وأجرها له جراح القلب العالمي، الدكتور مجدي يعقوب، وظل صالح بالرعاية المركزة، إلى أن توفي فجر الخميس 25 سبتمبر 2014، عن عمر يناهز 50 عاماً بعد تدهور حالته الصحية، وشيع جثمانه فجر الجمعة من مسجد عمرو بن العاص بالقاهرة.