الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل حاولت أمريكا اغتيال الكاظمي؟..مسؤولون عسكريون يفجرون مفاجآت ..وإيران: واشنطن المستفيد الوحيد من العملية

صدى البلد

مسؤولون أمريكيون: إيران ليست وراء محاولة اغتيال الكاظمي على الأرجح

بلومبرج: محاولة اغتيال الكاظمي فرصة عظيمة لـ العراق

البنتاجون يلمح إلى تورط إيران في محاولة الاغتيال

 

بينما يواصل المسؤولون العراقيون التحقيق في محاولة اغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، يستبعد المسؤولون الأمريكيون الحاليون والسابقون اختمال أن تكون إيران قد أمرت بتنفيذ محاولة اغتيال الكاظمي، وهو ما يبدو موقفاً غير متوقع.

في حديثه إلى شبكة إن بي سي نيوز هذا الأسبوع، قال السفير الأمريكي السابق في العراق دوجلاس سيليمان إنه من غير المرجح للغاية أن تكون طهران وراء الهجوم على كاظم، لأن مثل هذه الخطوة من المرجح أن تؤدي إلى سلسلة من أعمال العنف غير المرغوب فيها على حدودها.

وقال سيليمان، الذي عمل سفيرا في الفترة من 2016 إلى 2019:"سأكون مندهشا للغاية إذا أمرت إيران بشن هجوم بطائرة مسيرة على الكاظمي. إيران لا تريد أن ترى عراقًا مزعزعًا تمامًا".

وأشار إلى أنهم في إيران "يريدون ببساطة عراقا غير متوازن بما يكفي ليكون لهم نفوذ كبير على الصعيدين السياسي والاقتصادي".

وأكد مسؤول دفاعي أمريكي كبير لم يذكر اسمه أن طهران فشلت في الحفاظ على نفوذها الإقليمي منذ اغتيال الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، في يناير 2020.

قال المسؤول الأمريكي الحالي:"من العدل أن نقول إن إيران ليس لديها سيطرة كبيرة على هذه الجماعات منذ مقتل سليماني".

وأعلن نورم رول، الذي خدم في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) لمدة 34 عامًا، أن هذه "مشكلة للجميع"، حيث من المرجح أن تستمر المنافسة بين الميليشيات في المنطقة وسط "تطور سياسي" في طهران.

وأكد رولي أنه "إذا أردنا الالتزام باستقرار العراق ومنع وقوع هجمات مماثلة في المستقبل، فيجب على الولايات المتحدة والشركاء الآخرين تحسين فهمهم لخطط الميليشيات ونواياها".

وتأتي تصريحات المسؤولين الأمريكيين الحاليين والسابقين بعد أيام من قول المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده إن مثل هذا الهجوم سيكون في مصلحة القوات الأمريكية.

وأشار إلى أن "مثل هذه الحوادث تصب في مصلحة أولئك الذين انتهكوا استقرار وأمن واستقلال وسلامة أراضي العراق على مدى السنوات الـ18 الماضية. لقد سعوا لتحقيق أهدافهم الإقليمية الشريرة من خلال إنشاء مجموعات إرهابية تسعى إلى إثارة الفتنة".

وكانت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون قالت يوم الأربعاء الماضي إن محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، استخدم فيها طائرات مُسيرة في أسلوب تعتمده الجماعات التي تدعمها إيران.

وقالت وكالة "بلومبرج" الأمريكية إن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي كان محظوظًا بالنجاة من محاولة الاغتيال التي تعرض لها منذ أيام، مشيرةً إلى إنه إذا استطاع  حشد ما يكفي من الدعم الداخلي والدولي فستكون هناك فرصة لمواجهة المليشيات دون إطلاق رصاص.

ولففت الوكالة في تقرير لها نشرته، أمس، إلى إن الكاظمي أصيب بجرح خفيف حيث ظهر معصمه الأيسر مغطى بضمادة كما تبين خلال كلمته عبر التلفزيون، إثر الهجوم. لكن رغم دعوته العراقيين إلى الهدوء وضبط النفس، لم يستطع الكاظمي إخفاء الجرح الخطير الذي لحق بالجسم السياسي العراقي. ولا يجب أن يحاول.

وقالت "بلومبرج" إن محاولة قتله تعطي الكاظمي التبرير ليأمر بقمع الميليشيات، وهو قمع كان يجب أن يحصل منذ زمن طويل. لا يمكن التشكيك كثيراً في أن الهجوم كان من صنع واحدة من أدوات إيران.

من بين مجموعات مسلحة متعددة في العراق، فإن هذه الميليشيات وحدها يمنها الوصول إلى الطائرات دون طيار التي توفرها إيران لتستخدمها في العالم العربي، بدءاً من بيروت وصولاً إلى اليمن.

في العراق، استخدمت الميليشيات الموالية لإيران الطائرات دون طيار الإيرانية لمهاجمة القواعد العسكرية التي تؤوياً أمريكيين. وشنت أيضاً هجمات بطائرات دون طيار، على مناطق في عمق السعودية انطلاقاً من منشآت عراقية.

وأكدت "بلومبرج" أن إخفاق الكاظمي في تقييد نفوذ الميليشيات ساهم في تزايد اليأس بين العراقيين العاديين والذي ظهر في انخفاض نسبة الاقتراع في الانتخابات التشريعية في الشهر الماضي.

وأشارت إلى أن هناك إحباطاً لدى الجيش العراقي أيضاً، وهو الذي يواجه خطر حلول الميليشيات مكانه، فيما هناك قلق متصاعد في عواصم عربية أخرى، وفي واشنطن، من استخدام طهران تلك المجموعات لقيادة السياسة في العراق، بشكل كامل.