EN 
مر نحو عامين على ظهور وانتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد-19، دون التوصل إلى دواء شاف منه بشكل حاسم أو لقاح يحقق مناعة كاملة منه، فأقصى ما توصلت إليه جهود العلماء حتى اليوم هو ابتكار لقاحات توفر نسبة مرتفعة أو معقولة من المناعة ضد الفيروس.
لكن حتى مع إنجاز تطعيم مئات الملايين حول العالم، لا يزال فيروس كورونا يتحور وينتشر وتتزايد الإصابات به في موجات متلاحقة، الأمر الذي دفع العديد من دول العالم إلى تبني وتنفيذ خطط لإعطاء جرعة ثالثة معززة من اللقاحات لمن سبق وتلقوا تطعيمًا كاملًا من جرعتين.
الولايات المتحدة
وسمحت السلطات الصحية الأمريكية، الجمعة الماضي، بإعطاء جرعة ثالثة من اللقاح المضاد كوفيد-19 لجميع البالغين الذين تلقحوا بالكامل قبل ستة أشهر.
وأعلنت الوكالة الأمريكية للأغذية والعقاقير (إف دي إيه) أن هذا الإذن بالاستخدام الطارئ الممنوح لفايزر وموديرنا يساهم في "تأمين حماية مستمرة ضد كوفيد-19 بما يشمل الأعراض الخطرة التي يمكن أن تحصل، مثل دخول المستشفى أو الوفاة".
وقال ستيفان بانسيل، رئيس شركة موديرنا، إن "هذا الإذن بالاستخدام الطارئ يأتي في وقت حرج، حيث ندخل في أشهر الشتاء ونواجه زيادة في عدد حالات كوفيد-19 وحالات الاستشفاء في كل أنحاء البلاد".
وكان قد سُمح للأشخاص الذين يبلغون 18 عاما وما فوق في الولايات المتحدة وتلقوا لقاح شركة جونسون أند جونسون الذي يُعطى بجرعة واحدة، أن يتلقوا جرعة ثانية بعد شهرين من الحقنة الأولى.
أما بالنسبة إلى الأشخاص الذين تم تطعيمهم بلقاحَي فايزر وموديرنا، فقد كانت الجرعة الثالثة من هذين اللقاحين تقتصر سابقًا على فئات محددة من السكان: مَن تزيد أعمارهم على 65 عامًا، أو البالغين المعرضين لخطر الإصابة بشكل حاد من المرض، أو المعرضين لخطر الإصابة بالفيروس بسبب عملهم على سبيل المثال.
وتسمح الولايات المتحدة منذ نهاية أكتوبر بأن تكون الجرعة المعزَزة "مزيجًا" من اللقاحات، لذلك يمكن للأمريكيين اختيار لقاح يختلف عن اللقاح الذي سبق لهم تلقيه.
وتلقى ما لا يقل عن 31 مليون شخص جرعة معززة في الولايات المتحدة، نحو نصفهم (17 مليونا) يبلغون من العمر 65 عامًا وما فوق.
بريطانيا
وفي منتصف سبتمبر، بدأت السلطات الصحية البريطانية في طرح جرعات ثالثة معززة من لقاحات كورونا، استهدفت بالأساس من هم فوق الـ50 عامًا، ونزلاء دور الرعاية، والعاملين في مجال الصحة والرعاية الاجتماعية في الخطوط الأمامية، والأشخاص الضعفاء الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و49 عامًا.
فرنسا
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في وقت سابق من هذا الشهر أن الجرعة الثالثة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا ستصبح إلزامية لمن تتجاوز أعمارهم سن 65 عامًا كشرط لتمديد فعالية الجواز الصحي.
واقترح علماء الأوبئة الفرنسيون مؤخرا توسيع نطاق توفير الجرعات المعززة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا لتشمل فئات جديدة.
ألمانيا
وتبنت ألمانيا في مطلع سبتمبر الماضي إعطاء جرعة ثالثة معززة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، داعية من تنطبق عليهم شروطها إلى تلقيها، وإن لم تقرر فرضها إلزاميًا حتى الآن.
كندا
وأعلنت وزارة الصحة الكندية في 10 نوفمبر الجاري عن موافقتها على تعزيز لقاح "فايزر" بجرعة ثالثة للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 18 عاما وأكبر.
وقالت الوزارة في بيان إن الغرض من التعزيز هو مساعدة الأشخاص الذين تلقوا أول جرعتين من لقاح كورونا للحفاظ على حمايتهم من الفيروس بمرور الوقت، موضحة أن هذا التعزيز يجب تلقيه بعد ستة أشهر على الأقل من جرعة اللقاح الثانية.
وكانت اللجنة الاستشارية الوطنية الكندية للتطعيم قد أوصت في نهاية الشهر الماضي باستخدام معززات للفئات المعرضة للخطر بما في ذلك المقيمون في منازل الرعاية طويلة الأجل والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة، كما أوصت باستخدام معززات للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 70 عاما والعاملين في مجال الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية.
السعودية
وفي 21 أكتوبر، أتاحت وزارة الصحة السعودية حجز موعد أخذ جرعة ثالثة "معززة" من اللقاح المضاد لفيروس كورونا للفئات العمرية من 18 عاماً فأكثر، وذلك بعد مضي 6 أشهر على أخذ الجرعة الثانية.
وأكدت وزارة الصحة أن الجرعة الثالثة متوفرة لمن تخطى سن الـ18 عاماً ومضى على أخذه الجرعة الثانية من اللقاح 6 أشهر.
ونصحت وزارة الصحة "الفئات ذات الخطورة" بالمسارعة في أخذ الجرعة التنشيطية لتعزيز مناعتهم.
الإمارات
وفي نهاية أغسطس الماضي، ألزمت إمارة أبوظبي الأفراد الذين تلقوا الجرعة الثانية من لقاح سينوفارم قبل أكثر من ستة أشهر بتلقي الجرعة الداعمة لتعزيز مناعتهم والتزاماً بالبروتوكول المعتمد لكل لقاح.
وبعد أيام، أعلنت هيئة الصحة في دبي عن توفير جرعة ثالثة من لقاح "فايزر- بيونتيك"، للأشخاص الذين يعانون من أمراض مناعية أو يتلقون علاجات مثبطة للمناعة من متوسطة إلى شديدة، ويشمل ذلك: متلقي علاجات مرض السرطان مثل العلاج الكيماوي، ومرضى زراعة الأعضاء أو الخلايا الجذعية، ومن يعانون نقص المناعة الأولية الشديدة، ومرضى نقص المناعة المكتسبة المتقدمة أو غير المعالجة، والأشخاص الذين يتلقون أدوية مثبطة للمناعة.
الكويت
وأعلنت وزارة الصحة الكويتية في 25 سبتمبر، عن استقرار اللجان المختصة في الوزارة بتقديم جرعة تنشيطية ثالثة، استنادا إلى تحليل نتائج الدراسات والأبحاث ذات الصلة، وحرصاً على مواجهة ارتفاع مخاطر التحورات الجديدة.
وأكدت الوزارة في بيان صحافي أن الفئات المشمولة بهذه الجرعة في المرحلة الحالية، على أن يكون قد مضى على تلقيها الجرعة الثانية أكثر من 6 أشهر هي من تزيد أعمارهم على 60 سنة، والفئات الأكثر عرضة للإصابة مثل العاملين في المجال الصحي، وفئة ذوي أمراض نقص المناعة.
البحرين
وفي 4 نوفمبر الجاري، أعلن الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا بمملكة البحرين، بعد موافقة لجنة التطعيمات، عن إتاحة الجرعة المنشطة لمن أكملوا 6 أشهر من أخذ الجرعة الثانية من لقاح (سبوتنيك) للفئة العمرية البالغة 18 عاماً فما فوق، حيث يمكن لهذه الفئة أخذ نفس نوع تطعيم الجرعة الأولى والثانية (سبوتنيك) كجرعة منشطة.
الجزائر
وبدأت الجزائر في 2 نوفمبر تقديم الجرعة الثالثة من لقاح كورونا للأشخاص الراغبين في تعزيز مناعتهم بعد انقضاء مدة 6 أشهر على تلقي الجرعتين، خاصة مع تحذيرات المختصين من موجة رابعة محتملة جدا في الأيام المقبلة.
وتمنح الأولوية في التلقيح بالجرعة الثالثة في الجزائر للأشخاص المسنين والمصابين بالأمراض المزمنة وكذا مهنيو الصحة ممن تجاوزت تلقيهم الجرعتين مدة 6 أشهر كاملة، وبذلك فإن المعنيين بالجرعة الثالثة حاليا هم الملقحون منذ بداية الحملة الوطنية نهاية يناير الماضي وحتى شهر مايو.
الأردن
وبدأ الأردن في 14 نوفمبر الجاري إعطاء جرعة ثالثة معززة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، للفئة العمرية 18 سنة فما فوق، وأوضح أمين عام وزارة الصحة لشؤون الأوبئة الأردنية، الدكتور عادل البلبيسي، أن الجرعة الثالثة ستكون لمن أمضى 6 أشهر على تلقيه الجرعة الثانية للفئة المستهدفة لعمر 18 سنة فما فوق.
وشدد البلبيسي على أهمية تلقي الجرعة الثالثة من لقاح كورونا، "إذ أن المناعة بعد ستة أشهر من تلقي الجرعة الثانية تنخفض"، مؤكدا فعالية الجرعة الثالثة برفع المناعة لجميع الفئات العمرية. وبين أن الوزارة تفضل أن تكون الجرعة الثالثة من نفس نوع الجرعتين الأولى والثانية، وإذا كان نوع اللقاح في الجرعتين الأولى الثانية أثر على الشخص وتسبب له في مضاعفات فيمكن تغيير نوع اللقاح في الثالثة.
المغرب
وأعلنت وزارة الصحة المغربية في 5 أكتوبر الماضي بدء حملة للتطعيم بالجرعة الثالثة باللقاح المضاد لفيروس كورونا والتي سيستفيد منها الأشخاص الذين تلقوا الجرعة الثانية للقاح منذ ستة أشهر على الأقل. وأضافت الوزارة أنها تقوم بذلك بناءً على "توصيات اللجنة العلمية الوطنية للتلقيح" وأيضا "التوصيات العلمية الدولية".
ويهدف المغرب من خلال هذه الحملة لـ "تحقيق المناعة الجماعية" في البلاد.
وتستهدف الحملة الأشخاص الذين تلقوا الجرعة الثانية للقاح منذ ستة أشهر على الأقل، أي المسنين والمصابين بأمراض مزمنة والعاملين في الصفوف الأمامية لمواجهة الجائحة من الطواقم الطبية ورجال الأمن والمدرسين.
