EN 
بعد صراع مع المرض، وصراع آخر لصالح تحقيق مبادئه في الحياة، رحل الكاتب والناقد والمترجم اللبناني سماح إدريس عن عمر يناهز 60 عاما تاركا إرثا ثقافيا وإنسانيا باعتباره ناشط في مجال دعم القضية الفلسطينية.
ولد الكاتب والمثقف اللبناني في عام 1961، نشأ في بيروت لأب وأم يثمنون أهمية الثقافة والكتابة، فوالدته هي الكاتبة والمترجمة والاديبة اللبنانية عايدة مطرجي، ومديرة مجلة "دار الآداب".
شراكة مع نزار قباني
تزوجت عايدة بالكاتب اللبناني سهيل إدريس في عام 1956، وأنجبا 3 ابناء وهم رائدة ورنا وسماح، وكان والده الكاتب اللبناني سهيل إدريس مؤسس "دار الآداب" بالاشتراك مع الشاعر السوري الراحل نزار قباني.
ولكن لم تدم هذه الشراكة طويلا إذ انفصلا لاحقا بسبب احتجاج الوزارة الخارجية السورية، وكانت النشأة في بيت "المثقفين" كما كان يُطلق عليه سببا في تأثره وسلوكه المنوال نفسه.
ودعمه والداه في الاستمرار في الدراسات العليا ومشواره الأدبي إذ حصل على الماجستير من الجامعة الامريكية في بيروت عن الأدب العربي، والدكتوراة من جامعة كولومبيا في نيويورك عام 1991.
ويختلف تخصص الدراسات العليا عن دراسته الجامعية إذ درس الاقتصاد في المرحلة الجامعية، وبعد الحصول على الدكتوراة عاد إلى بلاده مجددا وترأس هيئة تحرير مجلة الآداب اللبنانية التي أسسها والده.
مناصرة فكرية
واستمر في منصبه حتى عام 2012 ثم ثلاثة اعوام أخرى بعد تحولها إلى موقع إلكتروني، وتميز مشواره بالثراء الأدبي إذ أصدر كتب في النقد الأدبي، وله أربع روايات، و 11 قصة مصورة للأطفال، فضلا عن ترجمة عشرات المقالات.
وعن نشاطه الفكري، فهو واحد من أشهر الداعمين للقضية الفلسطينية، وأسس حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان في عام 2002، وجسد إيمانه بهذه القضية في أكثر من عمل أدبي، ومنها المثقف العربي والسلطة: بحث في روايات التجربة الناصرية، صناعة الهولوكوست: تأملات في استغلال المعاناة اليهودية، الماركسية والدين والاستشراق، إسرائيل، فلسطين، لبنان: رحلة أميركي يهودي بحثاً عن الحقيقة والعدالة.
