هل يجوز عمل صدقة جارية من خلال المؤسسات الخيرية الموثوق بها؟.. الإفتاء توضح

هل يجوز عمل صدقة جارية من خلال المؤسسات الخيرية الموثوق بها؟ ..قال الشيخ أحمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الله سبحانه وتعالى قد قال {إن المتقين في جناتٍ وعيون* آخِذين مآ آتاهم ربّهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين* كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون* وبالأسحار هم يستغفرون* وفي أموالهم حقّ للسائل والمحروم} (15ـ19) صدق الله العظي، .أي يجب ألا نقتصر فقط على الزكاة التي هي حق معلوم، فالدنيا فانية والآخرة هي الباقية.

وأضاف وسام خلال البث المباشر لدار الإفتاء المصرية على صفحة "الفيسبوك" انه ورد في كثير من الأحاديث والنصوص أن ما ينفقه المسلم هو الباقي عند الله سبحانه وتعالى لذلك الذكي هو من يعمل لما بعد الموت.

 وأكد وسام أنه يجب أن يدخر الإنسان للحياة الباقية التي يضاعف الله سبحانه وتعالى فيها الودائع، فيكثر الإنسان من الصدقة حتى يجدها كالجبل يوم القيامة، فالصدقة أوسع من الزكاة.

هل الآذان من الصدقات الجارية؟

وقال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء من خلال البث المباشر على صفحة التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "نعم.. فالناس تتفنن في جلب الحسنات للميت، ومنه أن يكون هنالك قرآن أو آذان أو ذكر بصوته يتم سماع بين الحين والآخر في البيت".

الصدقة الجارية

والصدقة الجارية تعني الاستمرار وهي كثيرة منها دفع تكاليف إجراء عمليات جراحية مثل زراعة القوقعة أو المساهمة في بناء مسجد أو في بناء مستشفى او سبيل مياه او غير ذلك من أوجه الخير المستمرة. 

والصدقة الجارية لا تقتصر على الميت فقط، فقد يصنعها الإنسان لنفسه في حياته، وتستمر معه بعد مماته، وهي أمر من أمور الخير له الدوام والاستمرار والنفع، فقد روي عن أبي هريرة – رضى الله عنه- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: «إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له»، صحيح مسلم.  

ومن الصدقات الجارية أيضاً مساعدة الجمعيات الخيرية في إجراء العمليات الجراحية للمرضى كزرع القوقعة للأصم، والمساهمة في بناء مسجد أو مدرسة.

أفضل الصدقات 

كما يبحث كثير من الناس عن أفضل الصدقات لذا أكدت دار الإفتاء من خلال أمين الفتوى الدكتور محمود شلبي، عبر فيديو مسجل على القناة الرسمية للدار بموقع « يوتيوب»، أن أفضل الصدقات هي صدقة السر، وهي التي يخرجها الإنسان دون التحدث عنها لأحد للمحتاج والفقير.

واستدل أمين الفتوى بقوله - تعالى-: «إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ۖ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ»، ( سورة البقرة: الآية 271). 

صدقة كل يوم

وفي سياق متصل، أوضح مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف، أنه ينبغي على كل مسلم الحرص على صدقة كل يوم، فقد يستهين البعض بالصدقة وقد يجهله البعض الآخر، رغم أنه ورد الحث عليها في كثير من نصوص الكتاب العزيز والسُنة النبوية الشريفة.