الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انخفاض أسعار المنتجات التركية.. انهيار الليرة يحمل الخير للمصريين

انخفاض أسعار المنتجات
انخفاض أسعار المنتجات التركية في مصر

تراجعت الليرة التركية في الأونة الأخيرة بشكل كبير بسبب تدهور الاقتصاد التركي وتراجع السياسات المالية التركية ما سبب تراجعا للعملة مقابل الجنية المصري، وأصبحت الليرة تساوي أقل من جنيه مصري، فما علاقة هذا التراجع في الليرة التركية على أسعار الصادرات التركية لـ مصر؟

خفض أسعار المنتجات التركية

وقال رئيس لجنة التجارة الداخلية بشعبة المستوردين ونائب رئيس جمعية المصريين الأتراك، المهندس متى بشاي، إن تهاوي سعر الليرة التركية يصب في صالح السلع المستوردة من تركيا، ويقلل التكلفة على المستوردين المصريين ما يعطيهم ميزات أكثر في التفاوض في الصفقات الاستيرادية من السوق التركي، فضلا عن أن قرب المسافة بين الموانئ التركية لمصر يعطي للمستوردين ميزة كبيرة من خلال وصول المنتجات في فترة زمنية وجيزة لا تتجاوز 3 أيام وبالتالي تقليص زمن الشحن.

وأوضح بشاي، في تصريحات صحفية اليوم، أن أبرز الواردات المصرية من تركيا هي الأدوات الصحية والأدوات المنزلية والملابس الجاهزة والمنسوجات والمفروشات والأحذية والمواد الكيماوية والسلع الهندسية والإلكترونية، متوقعا ارتفاع معدل الواردات خلال الفترة المقبلة.

وكشف متى بشاي، نائب رئيس جمعية رجال الأعمال الأتراك المصريين، عن زيادة الواردات التركية في ظل تراجع الليرة أمام الدولار بنسبة تتراوح بين 10 و15% خلال الربع الأول من العام المقبل، لافتا إلى أنه لولا الأزمات التي يشهدها العالم في الوقت الحالي من ارتفاع أسعار الطاقة وتكلفة الشحن لوصلت النسبة إلى 25%.

وأوضح بشاي زيادة حجم التجارة البينية العام الحالي بنسبة 20% لتسجل 6.2 مليار جنيه مقابل 5.1 مليار جنيه في الأعوام السابقة.

وقال، إن انخفاض الليرة وزيادة التضخم بسبب ارتفاع الأسعار سيعطي ميزة للتفاوض مع المستوردين المصريين، مضيفا أن مصر تصدر لتركيا بعض أصناف الخضراوات والفاكهة بجانب المواد الغذائية والمواد الخام.

وأوضح أن حجم الاستثمارات الخارجية التركية المباشرة في مصر سجل ما يقارب 2 مليار دولار، إضافة إلى وجود حوالى 540 شركة تركية عاملة في القاهرة، يعمل فيها نحو 25 ألف عامل مصري.

انخفاض التكلفة الكلية للمنتج

من جانبه قال الدكتور شريف الدمرداش، الخبير الاقتصادي، إن العبرة في انخفاض الأسعار بالنسبة للمنتجات التركية في مصر مع تراجع الليرة، يرجع إلى التكلفة الكلية التى تحملها المستورد للسوق المحلي، بمعنى حساب تكلفة البضاعة المستوردة مضافا إليها تكاليف النقل والرسوم الجمركية.

وتابع الدمرداش في تصريحات لـ "صدى البلد"، إذا كانت محصلة كل هذه الرسوم في إنخفاض  ستنخفض تكلفة شراء السلعة المستوردة.

ولفت إلى أنه إذا تم خفض قيمة كل هذه المدخلات سينخفض سعر المنتج، ومن هنا نستطيع أن نقيس التأثير سواء كان بالإيجاب أو السلب على الاقتصاد الداخلي المصري.

التأثير على الاقتصاد الداخلي

وأشار إلي أن هناك عاملين لا بد من وضعهم في الحسبان لمعرفة التأثير على الاقتصاد الداخلي، العامل الأول التكلفة الكلية لوصول المنتج المستورد إلى السوق، والعامل الثاني إذا كان هذا المنتج هو منتج جاهز أم أنه مكون يدخل في عملية إنتاج أخرى.

وأضاف الخبير الاقتصادي، أن انخفاض أسعار المنتجات التركية سيكون لها تأثير على توازن السوق ويقلل الضغوط التضخمية على أسعار القطاع الذي يتم الاستيراد فيه.

إتفاقية تجارة حرة

يذكر أن مصر وقعت مع تركيا على اتفاقية التجارة الحرة عام 2005، وشهدت العلاقات التجارية الثنائية المصرية التركية تطوراً ملحوظاً بعد تطبيق الاتفاقية مقارنة بالفترة السابقة لها، حيث ارتفعت قيم التبادل التجاري مع تطبيق الاتفاقية عام 2007، من 753 مليون دولار عام 2006 إلى 4.675 مليار دولار عام 2020، لتسجل قيمتها الإجمالية منذ تطبيق الاتفاقية نحو 54.1 مليار دولار حتى نهاية العام الماضي.

ويميل الميزان التجاري بشكل كبير لصالح الصادرات التركية داخل السوق المصرية على حساب قيمة الصادرات المصرية لأسواق تركيا، حيث بلغت قيمة العجز بالميزان التجاري منذ دخول الاتفاقية حيز التفعيل حتى عام 2020 نحو 16.2 مليار دولار.

وبلغت قيمة الصادرات المصرية لتركيا منذ تفعيل الاتفاقية نحو 19.011 مليار دولار، بينما وصل حجم وارداتها من المنتجات التركية إلى نحو 35.2 مليار دولار خلال الفترة ذاتها.

وبين العامين 2016 و2020، تنامى حجم الصادرات المصرية إلى تركيا بمعدل سنوي بلغ 7% مقارنة مع الواردات التركية إلى مصر التي ارتفعت بمعدل 2%.

وفى 2020، شكلت السلع المصنعة ما نسبته 59% من إجمالي التبادلات التجارية، وباتت تركيا وجهة أساسية لصادرات مصر من غير البترولية.