الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طارق الشناوي: وحيد حامد لم يكن يتعامل مع الإنتاج بمنطق التجارة

صدى البلد

أكد الناقد طارق الشناوي أن الكاتب الراحل وحيد حامد لم يكن يتعامل من الإنتاج بمنطق التجارة اطلاقا.

وأضاف خلال ندوة أقيمت بقصر السينما بالتزامن مع الذكرى الأولى لرحيل وحيد حامد: تعامل مع كل عناصر أعماله التى انتجها بشكل فنى بحت، ولم يكن يحاول أن يدخر أو يبخس الحقوق وإنما يضيف كل ما يمكن لخروج الدراما فى أبهى صورة.

وأكد الناقد طارق الشناوي أن المؤلف الكبير وحد حامد كان يخشى قراءة سيناريوهات أفلام ابنه قبل تنفيذها.

وقال: لم يقترب وحيد حامد من أفلام نجله ولو مرة قبل تنفيذها، ولم يكن حريصا حتى على تفقدها، وإنما كان يقيس مدى نجاح مشروع مروان حامد الإخراجي من خلال الجمهور ورضاه، بخلاف النقاد والمثقفين بطبيعة الحال.

رحيل وحيد حامد

ورحل الكاتب الكبير وحيد حامد بعد تعرضه لأزمة قلبية تاركًا تاريخ فني عظيم ومجموعة من الاعمال الفنية التي ارتبطت بوجدان المصريين في السينما والتلفزيون.

وحيد حامد الذي كرمته الدولة المصرية بأرفع جوائزها، وهي "النيل"، بالإضافة إلى جائزة الدولة التقديرية، وجائزة الدولة للتفوق في الفنون، ولد في الأول من يوليو 1944، بمحافظة الشرقية، وتخرج من قسم الاجتماع بكلية الآداب جامعة عين شمس عام 1967، ليبدأ بالتوازي رحلة البحث عن تحقيق حلمه في كتابة القصة القصيرة، فكانت أول إصداراته مجموعة قصصية بعنوان "القمر يقتل عاشقه"، ولكن فجأه تغير المسار، وتحول الاهتمام لكتابة الدراما بنصيحة من الكاتب الكبير يوسف إدريس، لتنطلق رحلة السيناريست وحيد حامد بين جدران ماسبيرو مطلع السبعينيات، بكتابة الدراما الإذاعية والتلفزيونية، قبل أن ينطلق في مجال الكتابة للسينما نهاية السبعينات، بفيلم "طائر الليل الحزين"، إخراج يحيى العلمي، الذي كرر معه التعاون عام 1981 في فيلم "فتوات بولاق" عن قصة لنجيب محفوظ.

 

ورغم أن مسلسل "أحلام الفتى الطائر" إخراج محمد فاضل، كان بداية سطوع نجم وحيد حامد ككاتب عام 1978، فأن هذه النجومية تأكدت في رحلته السينمائية التي تعاون خلالها مع مجموعة من أبرز مخرجي السينما المصرية، كان صاحب النصيب الأكبر فيها المخرج سمير سيف، الذي قدم 9 أفلام من تأليف وحيد حامد، بدأت بـ"غريب في بيتي" عام 1982، وتواصلت بمجموعة من أهم أفلام "حامد" مثل "الغول" و"الهلفوت"، و"الراقصة والسياسي"، و"آخر الرجال المحترمين"، و"معالي الوزير".

 

وكان لوحيد حامد تجربة خاصة مع المخرج عاطف الطيب، امتدت لـ 5 أفلام، يزينها؛ "البرئ" و"التخشيبة"، و"الدنيا على جناح يمامة"، كما أخرج له حسين كمال "كل هذا الحب"، و"المساطيل" و"نور العيون"، وكتب "حد السيف" للمخرج عاطف سالم.

ورغم تكرار وحيد حامد التعاون مع عدد من المخرجين شكل معهم ثنائيا خلال رحلته في السينما، فأن كتاباته لم تكن حكرا عليهم، فتعاون مع نادر جلال، وخيري بشارة، وعلي عبد الخالق، وسيمون صالح، ومحمد نبيه، ثم انتقل للتعاون مع جيل الوسط من المخرجين، ليقدم واحدة من أكثر تجاربه جماهيرية وتأثيرا مع المخرج شريف عرفة، عبر 6 أفلام، 5 منها بطولة الفنان عادل إمام، هي "اللعب مع الكبار"، و"الإرهاب والكباب"، و"المنسي"، و"طيور الظلام"، و"النوم في العسل"، أما الفيلم السادس فكان "اضحك الصورة تطلع حلوة" بطولة أحمد زكي.

 

مطلع الألفية الثالثة، كان بداية تجربة جديدة لوحيد حامد مع جيل جديد من المخرجين، فكتب ثلاثة أفلام أخرجها محمد ياسين، هي؛ "محامي خلع"، و"دم الغزال"، و"الوعد"، وكتب "عمارة يعقوبيان" عن قصة تحمل الاسم نفسه للروائي علاء الأسواني وإخراج نجله مروان حامد، كما كتب "الأولة في الغرام" للمخرج محمد علي، و"قط وفار" للمخرج تامر محسن، وكان الاستثناء في هذه المحطة تعاونه مع المخرج يسري نصر الله في فيلم "احكي ياشهرزاد" عام 2009.

 

مسيرة وحيد حامد الناجحة لا تتوقف عند السينما، فقد قدم عددا من المسلسلات التلفزيونية المؤثرة، منها؛ "العائلة" إخراج إسماعيل عبدالحافظ، والذي يعد أول مسلسل ناقش قضية الإرهاب على شاشة التليفزيون عام 1992، وكذلك مسلسل "أوان الورد" الذي تعرض لقضية الوحدة الوطنية لأول مرة عام 2000، وعلى مدار جزئين عمل على كشف خداع جماعة الإخوان، من خلال مسلسل "الجماعة"، الذي أخرج جزأه الأول محمد ياسين عام ٢٠١٠، وأخرج جزأه الثاني شريف البنداري عام ٢٠١٧، كما أبدع وحيد حامد في رصد التحول الاجتماعي والسياسي داخل المجتمع المصري، ونمو التيارات الإسلامية في فترة الثمانينيات، من خلال مسلسله "بدون ذكر أسماء"، إخراج تامر محسن.