الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى ميلاده.. جبران خليل جبران شاعر أحبه الجميع ورفضته امرأة! I نوستالجيا

صدى البلد

تمر اليوم ذكرى ميلاد الأديب والشاعر الكبير جبران خليل جبران، والذي يعد أحد أهم وأشهر شعراء لبنان في القرن الـ20، والذي لم ينل شهرته عربية فقط بل في الغرب أيضا.

حياة مضطربة

لم تكن حياة جبران خليل جبران طويلة إذ ولد سنة 1883 وتوفى سنة سنة 1931 في الولايات المتحدة الأميركية، بعد معاناة طويلة من المرض.

فقد ولد في منطقة "بشرّي" شمال لبنان، لأبيه خليل، وأمه التي كانت تدعى كاملة. وقد تلقى تعليمه الابتدائي، في مدرسة "بشرّي" التي برزت فيها موهبته الأنظار، إلا أن الأمور لم تسير بطريقة صحيحة، إذ تعرضت عائلته لنكبة وتحديدا أبيه، فقد لفقت له قضية، وصدور حكم عليه بالسجن، وهو الأمر الذي دفع عائلته للرحيل عن البلاد، إلى الولايات المتحدة الأميركية، وإلى ولاية "بوسطن" تحديدا، عام 1894.

حب أبدي

لم يرد جبران خليل جبران أن يكون ارتحاله خارج وطنه دائم، إذ عاود إلى وطنه مرة أخرى بعد أربع سنوات من الرحيل، وتحديدا سنة 1898، وذلك لتنمية مهاراته وموهبته في اللغة العربية التي أحبها، إضافة إلى موهبته في التصوير والرسم، منذ مرحلة مبكرة من حياته،وقد انخرط جبران في مدرسة "الحكمة" ذائعة الصيت، في تلك الفترة، والتي كانت أحد أشهر وأهم المدارس في البلاد. 

ولأنه هام بوطنه لبنان، فقد ولد حبه الأول حين رجع إلى وطنه، فأثناء عودته إلى لبنان، حيث تعلقت روحه بإحدى سيدات المنطقة، وهام بها حبا، إلا أن هذا الحب لم يتوج بالزواج، فقد رفض أهل الفتاة، اقترانها به، ولم تتمسك بدورها بهذا الحب،  فعاد جبران، مجددا، إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد سنوات قليلة قضاها ما بين بيروت، ومسقط رأسه "بشرّي" التي كانت حبه الأبدي والتي أوصى أن يدفن داخلها.

النخبة الغربية

ومع أنه ترك العديد من النصوص الشعرية العربية المكتوبة بالقافية والوزن، يؤكد الأديب ميخائيل نعيمة، بأن أول وآخر نص شعري كتبه جبران، متقيدا فيه بالوزن والقافية "لخلق عمل فني له شأنه" هو قصيدة "المواكب" عام 1919 التي أصدرها مؤلفها، مزودة برسومه التي وضعها بيديه، وقد كان رساماً كبيراً، أيضا، بحسب مؤرخي الأدب أو الفن التشكيلي، في الوقت نفسه.

ويعتبر كتاب "العواصف" آخر كتاب عربي أصدره جبران، دون أن ينقطع عن الكتابة بالعربية، بل كان آخر مقال كتبه باللغة العربية، عام وفاته، 1931، إلا أن عدد مجلة "السائح" لم يصدر، فلم يقيّض لجبران، رؤية مقاله، مطبوعا ومنشوراً، بحسب ميخائيل نعيمة.

وأتقن جبران، اللغة الإنجليزية، كأبرع أهلها فيها، كتابة ونطقاً، وكان لإتقانه تلك اللغة، الدور البارز لرواجه في أوساط النخبة المثقفة وعموم قراء الغرب، فأصدر باللغة الإنجليزية، كتباً عرفت لاحقاً بالعربية، من طريق التعريب، هي: "المجنون" عام 1918، و"السابق" عام 1920، و"النبي" عام 1923، و"يسوع ابن الانسان" وغيرها من الكتب..


الرابطة القلمية

أسس جبران، الرابطة القلمية التي انتخب عميداً لها، في مهجره، هو ومجموعة من أدباء تلك المرحلة، كنسيب عريضة وخليل نعيمة ورشيد أيوب، وعبد المسيح حداد، وكان لها الأثر البالغ، في الحركة الثقافية والأدبية العربية، امتدّ لسنوات طويلة، بعدما أُعلن عن تأسيسها، عام 1920، فيما كانت قد خرجت إلى الوجود، قبل سنوات، من هذا الموعد، إنما كنقاشات وتداول أفكار، حيث برز اسم الرابطة القلمية، كعنوان، في منشورات سبقت الإعلان الرسمي عن الولادة.

وتقول المصادر التاريخية، إن جبران، كتب كتابه "النبي" خمس مرات، على خمس سنوات، قبل نشره، بحسب نشرة جامعة "اللويزة" اللبنانية عن جبران الذي أصبح مؤلفه –النبي- كنزاً من "كنوز الأدب الإنجليزي الذي ستغرف منها الأجيال" كما نقلت الجامعة السالفة الذكر، عن ماري هاسكل، الأديبة الأميركية والشخصية المرموقة التي تركت أعظم الأثر في حياة جبران الأدبية والشخصية.