«الاستيفيا».. حكاية نبات يمثل كنزا حقيقيا لإنتاج كميات ضخمة من السكر في سيناء

تعتبر «الاستيفيا» كنز حقيقى  لإنتاج  كميات ضخمة  من السكر فى أقل مساحة من الأرض الزراعية، فإن إنتاج فدان منه يساوى إنتاج 250 فدانا من بنجر السكر، ويمكن عند زراعته فى مساحات محدودة أن  يغنى مصر عن استيراد سكر بمليارات الجنيهات ، فضلا عن أنه يستهلك المياه بمعدل منخفض.

والاستيفيا  نبات معمر تحصد أوراقه  خمس مرات فى العام لمدة سبع سنوات، وهو علاج مؤكد لمرضى السكر والضغط، لأن سعراته الحرارية معدومة برغم حلاوته العالية.

وتعود  أصول نبات الاستيفيا،  من أمريكا الجنوبية، أمكن لمعهد بحوث المحاصيل السكرية الزراعية إجراء تجارب عليه، وتوصلت نتائج البحوث لإمكان زراعته فى مصر فى معظم  المواقع، لأنه يحتاج نهارا فى حدود 12ساعة يوميا وحرارة مرتفعة نسبيا تناسب كل الفترات فى مصر عدا فصل  الشتاء.

وأمكن الحصول على 4 حشات فى السنة وتصل إلى خمس مع الخبرة، ويمكنه فى مصر إعطاء أعلى إنتاجية فى العالم من الأوراق ومواد التحلية.

دون سعرات حرارية

كما أن  زراعة الاستيفيا تجود  فى سيناء وتوشكى وأماكن الاستصلاح الجديدة، وهو لا يحتاج رعاية زراعية خاصة، ويتحمل تركيزات الملوحة حتى 1200 جزء فى المليون،  وقد أجريت  الأبحاث لصناعة المادة الحلوة بالأوراق فى شكل أقراص أو مسحوق أو مادة سائلة، ويستخدم الآن بسحق الأوراق فى صورة بودرة، بها المادة  الكيميائية  «الجليكوزيدية» فائقة الحلاوة دون سعرات حرارية .

وقدنجح الدكتور محمد حسن مبارك وكيل معهد الدراسات البيئية جامعة العريش ، شمال سيناء فى إنتاج هذه النبتة الاستيفيا بإعداد هائلة باستخدام  زراعة الأنسجة ، وكذا اختبار قدرتها على النمو تحت مستويات مختلفة من الملوحة والجفاف ، علاوة على نجاح أقلمتها لخروجها من بيئة المعمل للزراعة على مجال واسع فى الحقل.

وأثبت الباحث أن بيئة شمال سيناء مناسبة لزراعة النبات كنباتات تحليه لمرضي السكر أو الصناعة الطبية فهو يحتاج إلي تربة جيدة التهوية مثل التربة الرملية ودرجة حرارة متوسطة وتقل عن 18 درجة و13 درجة للصغرى، علاوة علي تحمل قدر وفير من الطاقة الشمسية والاحتياجات المائية، مناسبة لاحتياجات محاصيل الذرة وبنجر السكر ويمكن زراعة نبات الاستيفيا باستخدام البذور والعقلة والترقيد وزراعة الأنسجة وهو الأسلوب المتبع في الإكثار تجاريا.

ويستمر عمر النبات من 5 إلي 7 سنوات وتصل الطاقة الإنتاجية للنبات من 4 إلى 12 طنا سنويا للفدان ودورة الزراعة تصل إلي 3 شهور ونسبة التركيز المادة السكرية في الأوراق، مؤكدا أنه أثناء زيارته للخارج وجد أن مستخلص النبات يباع في الصيدليات في صورة أقراص وبودرة.

ولنبات ‏الاستيفيا‏ ‏ استخدامات‏ ‏طبية‏ ‏كنظام‏ ‏غذائي‏ ‏لأي‏ ‏شخص‏ ‏يعاني‏ ‏من‏ ‏مشاكل‏ ‏في‏ ‏سكر‏ ‏الدم‏، ‏و‏تساعد‏ ‏علي‏ ‏تقوية‏ ‏الهضم‏.‏ ‏و‏تستخدم‏ ‏كعلاج‏ ‏طبيعي‏ ‏للإنفلونزا‏ ‏ونزلات‏ ‏البرد‏ ‏واحتقان‏ ‏الحلق‏.‏ كما أن لها‏ ‏تأثير‏ ‏علي‏ ‏تقوية‏ ‏عضلة‏ ‏القلب‏ ‏والأوعية‏ ‏الدموية‏.‏

و‏تستخدم‏ الأوراق ‏في‏ ‏علاج‏ ‏الأمراض‏ ‏الجلدية‏ ‏حيث‏ ‏أنها‏ ‏ذات‏ ‏تأثير‏ ‏فعال‏ ‏علي‏ ‏إكزيما‏ ‏والتهاب‏ ‏الجلد‏.‏ ‏و ‏تساعد‏ ‏ كذلك علي‏ ‏تجنب‏ ‏حدوث‏ ‏تسوس‏ ‏الأسنان‏ ‏وعلاج‏ ‏أمراض‏ ‏اللثة‏ ‏كما‏ ‏أنها‏ ‏تمنع‏ ‏تكوين‏ ‏الجير‏ ‏علي‏ ‏الأسنان‏.‏

و ‏يتمتع‏ نبات‏ ‏الاستيفيا‏ ‏بالقدرة‏ ‏علي‏ ‏منع‏ ‏نمو‏ ‏وتكاثر‏ ‏بعض‏ ‏البكتريا‏ ‏والكائنات‏ ‏الحية‏ ‏الدقيقة‏ ‏الممرضة‏ ‏ لذا فهو يستخدم‏ ‏ ‏ ‏في‏ ‏منتجات‏ ‏معاجين‏ ‏الأسنان‏ ‏وغسول‏ ‏الفم‏.‏ فهو يستخدم للمساعدة فى أنظمة الرجيم الغذائى، كما أن تناوله يحد  من الحموضة الزائدة فى المعدة، وللتخلص من حمض البوليك الزائد فى الجسم.

وترجع قيمة نبات الاستيفيا الاقتصادية والعلاجية إلى أنها تحتوى على مركبات من مواد التحلية الطبيعية يطلق عليها "الستيفيوسيد" التي يتم استخراجها من أوراق الاستيفيا كأعلى نسبة عن باقي اجزاء النبات، وهو يتميز بصفة التحلية العالية مع انخفاض قيمة سعراته الحرارية.. حيث يبلغ تأثيره وقدرته على التحلية 250- 300 مرة وهو ثابت تحت ظروف التسخين،  و يوفر درجة عالية من الأمان عند إضافة منتجاته كأغذية للرعاية صحية.

وتعمل هذه المنتجات العمل على علاج بعض الأمراض، خاصة أنها البديل الأفضل للمرضى السكر  الممنوع عنهم  السكريات، ومنع تسوس الأسنان عند الأطفال وعلاج  البدانة.

وقد كان الاتجاه إلي زراعة النبات باستخدام زراعة تقنية الأنسجة لإدخالها في الزراعة كمحصول سكري ، فهي تحتاج  درجة حرارة من 15-18 . 
 

التجمعات التنموية بوابة جديدة لحياة كريمة بالحسنة ونخل في شمال سيناء