الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحرية الشخصية.. ما لنا وما علينا.. وفيديوهات الإثارة ببرنامج التيك تيوك

 ا.د عبد الفتاح درويش
ا.د عبد الفتاح درويش أستاذ علم النفس الاستشاري النفسي

تطالعنا صفحات برامج التيك توك وهو أحد وسائل التواصل الاجتماعي بالعديد من الصور والفيديوهات التي تبتعد كل البعد عن أخلاقيات وقيم مجتمعنا المصري ..تحت ما يسمى بالحرية الشخصية !! هناا يتبادر السؤال هل من حق كل فتاة او رجل مجرد الظهور  بهذه الفيديوهات مهما كان محتواها السطحي أو ما يثير الغرائز خاصة بالنسبة للفتيات مهما كان يمثل ذلك امتهان لقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا التي نشأنا عليها ؟ 

الإجابة هذا يعد مرفوضا شكلا وموضوعا- لان ذلك الامر، وبدأ يشكل صورة ذهنية لدى الكثيرين منهم والكثيرات منهن أن هذه هي الحداثة أو الحرية الشخصية في نشر ما يفضلوا نشره للعامة من متابعي هذا البرنامج، او غيره من وسائل التواصل الاجتماعي، مثل: يوتيوب أيضا والصفحات بكل أسف مليئة بالمواد الغريبة والسلوكيات التي تتميز بالخلاعة والابتعاد عن القيم الدينية والأخلاقية التي هي عماد أي مجتمع شرقي تربي ابناءها عليها على مدار الأجيال السابقة والحالية أيضا.

توابع هذا الأمر على النشأة من ابنائنا سواء كانوا من اطفالا او من منهم بمرحلة المراهقة.. وحتي البالغين أيضا ..الكل سوف يتأثر بالسلب وسينعكس بما لا يدعو للشك في ظهور مشكلات اجتماعية كثيرة نتيجة انتشار مثل هذه الصور او الفيديوهات المثيرة للغرائز من بعضهن من أجل التربح عن طريق عدد المتابعين لهن ، أو زيادة حالات التحرشات والاعتداءات الجنسية نتيجة متابعة الشباب خاصة لمثل هذه الصور البذيئة والدخيلة على مجتمعنا المصري .


إذا أين الحلول لمواجهة هذا السلوك السلبي ؟

 

- سن التشريعات والقوانين : 
يجب على مؤسسات الدولة المعنية بذلك الأمر التدخل المباشر بسن القوانين والتشريعات التي يجب أن تعاقب مثل هؤلاء السفهاء ممن تسول لهم أو لهن أنفسهم بالتجرؤ ونشر مثل هذه المواد الغير أخلاقية علي صفحات التواصل الاجتماعي بكافة صوره المختلفة وبشكل عاجلا .. لأن ذلك بدأ بالفعل يهز صورة الإنسان المصري الكادح والذي يسعى لكسب رزقه وتربية أبنائه وإكسابهم  القيم الدينية والأخلاقية حتى ينشئوا في مناخ جيد، يساعدهم أن يصبحوا أفرادا أسوياء يستفيد منهم المجتمع بدلا من أن نساهم في تدميرهم اخلاقيا بمثل هذه الموجة من الصور المخالفة كما سبق وأشرنا بالبداية.

- مراقبة الأسرة لاستخدام الأبناء لمثل هذه الصفحات : 
يجب التشديد على هذا الأمر ونبدأ بالقاء النصائح داخل محيط الاسرة ولا عيب في متابعة الأبناء في استخداماتهم الآمنة صفحات السوشيال ميديا ونهيهم بعدم متابعة مثل هذه الصور المخالفة سواء فيديوهات او خلافه.

- دور أجهزة الإعلام في التوعية : 
يجب الاهتمام بإبراز خطورة مثل هذه الفيديوهات أو نشرها علي العامة والتنبيه من خطورة نشرها ولا يعاقب قانونيا و يخضع للعقاب الرادع لمن تسول له نفسه باقتراف مثل هذه السلوكيات السلبية والمسيئة لنا كمجتمع محافظ .

في النهاية همسة في اذن كل منا هناك فرق كبير بين التصرف بمبدأ الحرية الشخصية فيما  يخص سلوكيات خاصة ( محتوى يثير الغرائز أو مضمون سطحي ) ويتم نشره علي صفحات وسائل التواصل الاجتماعي وبين التصرف بحرية شخصية في الحياة الخاصة لكل منا بحياته طالما لن يؤذي الاخر بأفعاله وما يتماشى مع قيمنا الدينية والأخلاقية وحتي نحافظ على صورة مجتمعنا بالداخل والخارج.

ونقطة أخيرة يجب أيضا تغليظ العقوبات لكل من يقتحم الخصوصيات أو يقوم بتصوير أي أشخاص دون اذن أو تصريحا شخصيا منه ويقوم بنشر ذلك علنا، وعلى صفحات التواصل الاجتماعي وهذا ما حدث للأسف في قضية بسنت رحمها الله، والتي انتحرت منذ أيام نتيجة هذه السلوكيات المنحرفة ومحاولة التشهير بنشر صور فاضحة ( ملفقة) لها ومساومتها بنشرها ..الأمر الذي دفعها للانتحار .. وأيضا قضية معلمة المنصورة حتي وإن أخطأت في تصرفها بهذا الفيديو الراقص والمرفوض طبعا كما سبق وأشرنا، ولكن يبقى من الشخص المسئول عن نشر هذا الفيديو الذي تسبب في ضياع مستقبلها المهني وتسبب في طلاقها أيضا.

نحتاج الى إرادة فاعلة من أجهزة الدولة بالتصدي لمثل هذه السلوكيات حفاظا على تماسك مجتمعنا .. حفظ الله مصر وشعبها...