الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اجتماع المائدة المستديرة | مدبولي : زيارة الرئيس الكوري الجنوبي تسهم في توسيع التعاون الاقتصادي بين البلدين .. مون جيه : لقاء اليوم فرصة مواتية لتوطيد الثقة والصداقة الممتدة

صدى البلد

في اجتماع المائدة المستديرة لمؤتمر الأعمال المصري الكوري حول الاقتصاد الأخضر والمستقبل
بحضور الرئيس الكوري الجنوبي

رئيس الوزراء : 

العلاقات الاقتصادية بين البلدين شهدت تطوراً ملحوظاً

نتطلع للاستفادة من الخبرة الكورية لنقل التكنولوجيا

الرئيس الكوري الجنوبي:  هيا ضعوا أيديكم في أيدينا


بدأ، مساء اليوم في القاهرة، اجتماع المائدة المستديرة لمؤتمر الأعمال المصري الكوري الجنوبى حول الاقتصاد الأخضر والمستقبل، بتشريف الرئيس "مون جيه إن" رئيس جمهورية كوريا، والدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء؛ وبحضور عدد من الوزراء والمسئولين ورجال الأعمال من البلدين، لمناقشة عدد من ملفات التعاون المستقبلي في مختلف المجالات.

وألقى الدكتور مصطفى مدبولي، كلمة خلال فعاليات المائدة المستديرة استهلها بالترحيب برئيس جمهورية كوريا الجنوبية، في أول زيارة له إلى القاهرة، لافتاً إلى أنها تُعد أيضاً الزيارة الأولى لرئيس جمهورية كوريا إلى مصر منذ 16 عاماً، متمنياً له والوفد المرافق إقامة طيبة في مصر. 

كما توجه الدكتور مصطفى مدبولي بالشكر إلى جمعية رجال الأعمال المصريين، والوكالة الكورية لترويج التجارة والاستثمار، وسفارة جمهورية كوريا بالقاهرة على تنظيم هذا اللقاء الذى يأتي في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم من تحديات جائحة كوفيد 19، مؤكداً على مدى حرص الجانبين المصري والكوري على مواصلة الجهود المبذولة لدعم التعاون الاقتصادي المشترك، والعمل على تكثيف قنوات الاتصال بين مُجتمعيْ الأعمال بالبلدين. 

وفي هذا السياق، أعرب رئيس الوزراء عن جزيل الشكر لأصدقائنا في جمهورية كوريا، على التعاون المتميز في بدايات الجائحة، وإهداء الحكومة الكورية لمصر شحنات متتالية من المستلزمات الطبية وغيرها من المساعدات التي تقدرها، والتي جاءت تضامناً مع مصر ودعماً لجهودها لمواجهة تداعيات الوباء. 

ولفت إلى أن هذه الزيارة تأتي امتدادا لما شهدته الفترة الماضية من تطور للعلاقات الثنائية وتبادل الزيارات الرسمية بين البلدين، مؤكداً أنه على ثقة بأن هذه الزيارة سوف تساهم في توسيع أطر التعاون الاقتصادي بين البلدين في مجالات التجارة والاستثمار ونقل التكنولوجيا وتوطين الصناعة. 

وأشار الدكتور مصطفي مدبولي إلى أن التجربةُ التنموية لجمهورية كوريا تُعد إحدى أنجح التجارب التنموية على مستوى العالم، ولقد انعكست نتائج هذه التجربة على أداء الاقتصاد الكوري، والذي استمر في النمو والتطور ليصل إلى مرتبة متقدمة بين الاقتصادات الكبرى في العالم، لافتاً إلي أن مصر بدورها تسعى للاستفادة من التجربة والخبرات الكورية المتنوعة في مختلف المجالات، بالشكل الذي يَعُود بالفائدة على تجربتها التنموية، وَيُعزز المصالح المشتركة والعلاقات المتميزة بين مصر وجمهورية كوريا.

وأضاف رئيس الوزراء أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين شهدت تطوراً ملحوظاً خلال الفترة الماضية انعكس على مؤشرات أداء التجارة والاستثمار المشترك؛ موضحاً أنه منذ يناير 2021 وحتى نهاية نوفمبر الماضي، ارتفع  إجمالي حجم التبادل التجاري بين البلدين بنسبة 53.5%  ليبلغ 2.2 مليار دولار، كما بلغت القيمة التراكمية للاستثمارات الكورية في مصر أكثر من ٧٠٠ مليون دولار، متمثلة في 181 مشروعاً في مختلف المجالات، خاصة في المنتجات الإلكترونية، وتكنولوجيا المعلومات، وصناعة النسيج، وقطع غيار السيارات، والمواد الكيماوية، ومواد البناء، والطاقة المتجددة، والبناء والتشييد، والشحن والنقل، مضيفاً أن هذه الاستثمارات تستفيد من السوق المصرية الواسعة والتي تضم ما يزيد على 100 مليون مستهلك، إضافة إلى المزايا التجارية المتاحة لنفاذ منتجاتها إلى التكتلات الاقتصادية، التي تربطها بمصر اتفاقيات تجارة تفضيلية؛ سواء الاتحاد الأوروبي، أو المنطقة العربية، أو الدول الأفريقية، ولافتاً إلى تطلع مصر إلى مزيد من الاستثمارات الكورية خلال الفترة القادمة.

وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أنه على الرغم مما أظهرته البيانات السابقة من تطور للعلاقات الاقتصادية على المستوييْن التجاري والاستثماري، فإنه على يقين بأن ما تم تحقيقه من تعاون يمكن مضاعفته في ظل الدعم المقدم من القيادة السياسية لكلا البلدين لمجتمعيْ الأعمال المصري والكوري، والفرص التجارية والاستثمارية غير المستغلة، والتي يمكن أن تسهم في تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والمصالح المشتركة بين البلدين، معرباً عن تطلعه لأن تسهم الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، الموقعة على هامش الزيارة، في توطيد العلاقات بين البلدين، وفتح آفاق واسعة لتنمية العلاقات في مختلف المجالات.

وفي هذا الإطار، أشار رئيس الوزراء إلى تطلع مصر للاستفادة من الخبرة الكورية لنقل التكنولوجيا بعدد من المجالات الصناعية، ويأتي على رأسها قطاعا الاتصالات وصناعة السيارات الكهربائية، فضلاً عن تعزيز درجة اعتمادية الشركات الكورية المستثمرة على القاعدة الصناعية المتاحة بالسوق المصرية من الصناعات المغذية، والتي تساهم في تحقيق قواعد المنشأ التي تفتح آفاقاً جديدة لنفاذ منتجات الشركات الكورية المستثمرة في مصر للعديد من الأسواق الدولية والإقليمية، وذلك استكمالا لقصص النجاح المتحققة للعديد من الاستثمارات الكورية في مصر مثل شركتيْ سامسونج و LG. هذا فضلاً عن تطلعه إلى بحث سبل تعزيز التعاون التجاري المشترك لتنويع هيكل الصادرات المصرية بالسوق الكورية، بما يسهم في زيادة نسبة الصادرات المصرية غير البترولية، ويحقق التوازن المأمول في هيكل التجارة السلعية بين البلدين.

وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي قائلاً: إن استضافة مصر للدورة الـ 27 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP27 في نوفمبر المقبل، وقيام الدولة المصرية بإطلاق خطة وطنية للتكيف مع التغيرات المناخية بحلول عام 2050، سيخلق منصة للتعاون المشترك، والاستفادة من التجربة الكورية في تطبيقات الاقتصاد الأخضر في كل المجالات المتعلقة مثل الطاقة، والنقل، والمياه، والزراعة، والصناعة، وتدوير النفايات.

وفي نهاية كلمته، أكد رئيس الوزراء حرص الحكومة المصرية على تقديم كل أوجه الدعم والتعاون للاستثمارات الكورية القائمة في مصر من أجل التوسع والتطور، داعياً مختلف الشركات الكورية للاستفادة مما تشهده الفترة الحالية من إجراءات وسياسات اقتصادية مُحَفزة لمناخ الاستثمار الصناعي، والتي كان لها أبلغ الأثر في جعل مصر الوجهة الاستثمارية الأولى للاستثمارات الأجنبية المباشرة في أفريقيا خلال العام الماضي وفقاً لتقرير مؤشرات الاستثمار العالمية لعام 2021 والصادر عن "الأونكتاد".

و ألقى الرئيس "مون جيه إن" رئيس جمهورية كوريا الجنوبية، كلمة خلال اجتماع المائدة المستديرة لمؤتمر الأعمال المصري الكوري حول الاقتصاد الأخضر والمستقبل، استهلها بتوجيه الشكر للدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، على دفء الاستقبال، مرحبا كذلك برجال الأعمال من الجانبين، ومعربا عن أمله في أن يكون لقاء اليوم فرصة مواتية لتوطيد الثقة والصداقة الممتدة بين بلدينا عبر السنوات الماضية، والاستعداد المشترك نحو مستقبل مشرق للبلدين. 

 وأشار الرئيس الكوري إلى أنه نتيجة للتعاون المستمر منذ فترة السبعينيات، فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر وكوريا الجنوبية نحو ملياري دولار سنويا، كما بلغ حجم الاستثمارات الكورية نحو 800 مليون دولار، كما زاد عدد الشركات الكورية العاملة في مصر إلى 33 شركة، وتحظى السيارات الكورية باهتمام كبير من جانب المصريين، ويعكس ذلك مدى التعاون الاقتصادي النشط بين البلدين.

وأضاف: كل هذا ليس إلا مجرد بداية؛ فالاقتصاد المصري يتمتع بقدرات هائلة تؤهله نحو تحقيق التقدم والتطور، إذ يمثل الشباب نسبة كبيرة من إجمالي عدد السكان، كما تتمتع مصر بموقع جغرافي متميز، ووفرة في الموارد الطبيعية، وتسعى مصر لتنفيذ رؤيتها لعام 2030 للتنمية المستدامة لتجسيد هذه الإمكانات وتحويلها إلى واقع فعلي. 

وخلال كلمته، أشار الرئيس الكوري إلى أن مصر نجحت في استقطاب أكبر عدد من المستثمرين الأجانب خلال خمس سنوات على التوالي، على الرغم من تداعيات جائحة كورونا، موضحا أن مصر ستواصل تعاونها مع كوريا الجنوبية؛ من أجل تحقيق مستقبل مشرق لمرحلة ما بعد الجائحة. 

وقال: في هذا السياق، أود التركيز على 3 محاور أساسية للتعاون الاقتصادي، وهي، أولا التعاون من أجل تقوية التبادل التجاري والاستثمار؛ إذ تعد مصر محورا للشبكة اللوجيستية العالمية بفضل قناة السويس، كما أن لديها العديد من اتفاقيات التجارة الحرة التي تربط بينها وبين القارة الأفريقية ومنطقة الشرق الأوسط وأوروبا، إضافة إلى أن كوريا الجنوبية لديها شبكة واسعة من الاتفاقيات التجارية الإقليمية أيضا.

وأضاف أنه وفقا لذلك يمكن للبلدين الاستفادة من هذه الاتفاقيات التجارية في تحقيق مزيد من التقدم في الأسواق العالمية، لافتا إلى أنه خلال لقاء القمة الذي جمعه بالرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، تم توقيع مذكرة تفاهم لتوسيع الشراكة التجارية والاقتصادية بين البلدين، معربا عن تطلعه إلى تحويل مذكرة التفاهم إلى اتفاقية للتجارة. 

كما تطرق الرئيس "مون جيه إن" للتعاون بين البلدين في مجال البيئة، مشيرا إلى أن مصر ستستضيف مؤتمر COP 27، كما أن كوريا الجنوبية استضافت قمة الشراكة من أجل النمو الأخضر، وفي هذا الصدد يركز البلدان على تعزيز الصناعات الخضراء لخفض انبعاثات الكربون، معربا عن رغبته في تعزيز التعاون بين البلدين في مجال السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة، وكذا مشاركة الشركات الكورية في مشروعات البنية التحتية صديقة البيئة. 

وفي الوقت نفسه، أشار الرئيس الكوري إلى تطلع بلاده إلى التعاون مع مصر في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ووصفها بأنها صناعات المستقبل، لافتا إلى أن العاصمة الإدارية الجديدة يتوافر بها مدينة ذكية ستصبح نموذجا للصناعات المستقبلية، وفي المقابل تتمتع كوريا الجنوبية بالقدرات التكنولوجية الحديثة، وتعد بذلك أفضل شريك لمصر في مجال التحول الرقمي.

واختتم الرئيس الكوري كلمته بعبارة " هيا ضعوا أيديكم في أيدينا.. هيا نجمع قوتنا في قوة واحدة؛ لنخطو معا نحو مستقبل التقدم المشترك".