الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لماذا قدم سيدنا إبراهيم الأمن على الرزق في دعائه ؟.. خطيب المسجد الحرام يوضح

خطيب المسجد الحرام
خطيب المسجد الحرام

قال الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن الإيمان والأمن متلازمان، وحُرَّاسهما صِنْوَان أصلهما ثابت وفرعهما في السماء: حُراس الشريعة، وحُمَاة الثغور، لا حياة إلا بهما، ولا يستغني عنهما أحدٌ من الناس مادامت في الصدور أنفاس.

قَدَّم الأمن على الرزق 

وأوضح «السديس» خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أنه منذ أن أشرقت شمس هذه الشريعة الغراء ظللت الكون بأمن وَارِفْ، وأمان سابغ المعاطف، ولقد كان الأمن أول دعوة دعا بها خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام حيث قال: «رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ».

وَأضاف أنه قَدَّم الأمن على الرزق، بل جعله قرين التوحيد في دعائه فقال: «رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ»، وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، قيل: ومن يا رسول الله؟ قال: الذي لا يأمن جَارُهُ بَوَائِقَهُ" (متفق عليه)، فهنيئا للمرابطين ويا بشراهم، وعن ابن عباس { قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله" (أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن).

واستشهد بما روى البخاري من حديث سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله ج قال: "رِبَاطُ يومٍ في سبيل الله خيرٌ من الدنيا وما عليها، ومَوْضع سَوْطِ أحدكم من الجنة خيرٌ من الدنيا وما عليها، والرَّوْحَة يَرُوحُهَا العبد في سبيل الله أو الغَدْوَة خير من الدنيا وما عليها"، وصح عنه أنه قال: "رباطُ يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإنْ مَاتَ جرى عليه عمله الذي كان يعمله" (رواه مسلم).

الميت يُخْتَم له على عمله

وأشار إلى أن الميت يُخْتَم له على عمله إلا المرابط في سبيل الله، فإن الله تعالى يُنْمِي له عمله إلى يوم القيامة، قال: "كل ميت يُخْتَم على عمله إلا الذي مات مرابطا في سبيل الله ؛ فإنه يُنْمَى له عمله إلى يوم القيامة، ويأمن من فتنة القبر" (أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح).

ونوه بأنه قال الإمام القرطبي: "وفي هذين الحديثين دليل على أن الرباط أفضل الأعمال التي يبقى ثوابها بعد الموت ، فإن الصدقة الجارية والعلم المنتفع به، والولد الصالح الذي يدعو لأبويه ينقطع ذلك بنفاد الصدقات وذهاب العلم وموت الولد.

يضاعف أجره إلى يوم القيامة

وتابع: والرباط يضاعف أجره إلى يوم القيامة، لأنه لا معنى للنماء إلا المضاعفة، وهي غير موقوفة على سبب فتنقطع بانقطاعه، بل هي فضل دائم من الله تعالى إلى يوم القيامة. وهذا لأن أعمال البر كلها لا يتمكن منها إلا بالسلامة من العدو والتحرز منه بحراسة بيضة الدين وإقامة شعائر الإسلام. وهذا العمل الذي يجري عليه ثوابه هو ما كان يعمله من الأعمال الصالحة"، الله أكبر.