عطاء تضحية وفاء بالعهد… ندوة بمحافظة القاهرة احتفالا بالذكرى الـ70 لعيد الشرطة

بدأت منذ قليل الندوة التثقيفية التي تنظمها محافظة القاهرة تحت رعاية وبحضور  اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة بمناسبة الذكرى الـ٧٠ لعيد الشرطة تحت عنوان " عيد الشرطة السبعين..عطاء ..تضحية .. وفاء بالعهد.

ويشارك في الندوة كل من د. شوقي علام "عطاء تضحية وفاء بالعهد”… ندوة بمحافظة القاهرة احتفالا بالذكرى الـ٧٠ لعيد الشرطةمفتى الديار المصرية واللواء فاروق المقرحي مساعد أول وزير الداخليه السابق وعضو مجلس الشيوخ ، واللواء أبوبكر عبد الكريم مساعد أول وزير الداخلية للاعلام والعلاقات السابق ،والإعلامي جمال الشاعر.

محافظ القاهرة يوجه بسرعة الانتهاء من مشروع شمال الحرفيين

ويوافق يوم 25  يناير من كل عام عيد الشرطة وقد جاء تخليدًا لذكري موقعة الإسماعيلية التي راح ضحيتها خمسون شهيدا وثمانون جريحًا من رجال الشرطة المصرية علي يد الاحتلال الإنجليزي في 25 يناير عام 1952 بعد أن رفض رجال الشرطة بتسليم سلاحهم وإخلاء مبني المحافظة للاحتلال الإنجليزي .

مثلت معركة الإسماعيلية إحدى فصول النضال الوطني الذي ثار كالبركان إثر إلغاء معاهدة‏ 1936‏ التي كانت قد فرضت على مصر أن تتخذ من المحتل وليا لها، ليُفرض عليها عبء الدفاع عن مصالح بريطانيا، وتعاني غارات الجيش المحتل التي هدمت الموانئ وهجرت المدن  .

وفى صباح يوم الجمعة الموافق 25 يناير عام 1952 قام القائد البريطاني بمنطقة القناة "البريجادير أكسهام" واستدعى ضابط الاتصال المصري، وسلمه إنذارا لتسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن منطقة القناة وتنسحب إلى القاهرة ، فما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطانى وأبلغته إلى فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية فى هذا الوقت، والذى طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.

وبدأت المعركة الوحشية الساعة السابعة صباحا وانطلقت مدافع الميدان من عيار ‏25‏ رطلا ومدافع الدبابات ‏ الضخمة من عيار‏ 100‏ ملليمتر تدك بقنابلها مبنى المحافظة وثكنة بلوكات النظام بلا شفقه أو رحمة وبعد أن سالت الدماء أنهارا، أمر الجنرال إكسهام بوقف الضرب لمدة قصيرة لكى يعلن على رجال الشرطة المحاصرين فى الداخل إنذاره الأخير وهو التسليم والخروج رافعى الأيدى وبدون أسلحتهم وإلا فإن قواته ستستأنف الضرب بأقصى شدة‏.

واندهش القائد البريطانى المتعجرف حينما جاءه الرد من ضابط شاب صغير الرتبة لكنه مثالا للحماسة والوطنية، وهو النقيب مصطفى رفعت، فقد صرخ فى وجهه فى شجاعة وثبات‏: لن تتسلمونا إلا جثثا هامدة.

وبرغم ذلك الجحيم ظل أبطال الشرطة صامدين فى مواقعهم يقاومون ببنادقهم العتيقة من طراز ‏(لى إنفيلد‏)‏ ضد أقوى المدافع وأحدث الأسلحة البريطانية حتى نفدت ذخيرتهم، وسقط منهم فى المعركة ‏56‏ شهيدا و‏80‏ جريحا، ‏‏ بينما سقط من الضباط البريطانيين ‏13‏ قتيلا و‏12‏ جريحا.

ولم يستطع الجنرال إكسهام أن يخفى إعجابه بشجاعة المصريين فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال‏ لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف  ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا.

وأدى جنود فصيلة بريطانية بأمر من الجنرال إكسهام التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم أمامهم تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم‏ وحتى تظل بطولات الشهداء من رجال الشرطة المصرية فى معركتهم ضد الاحتلال الإنجليزى ماثلة فى الأذهان ليحفظها ويتغنى بها الكبار والشباب.