خطيب المسجد الحرام : رسول الله صام 9 رمضانات بالسنة الثانية للهجرة

قال الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط إمام وخطيب المسجد الحرام، إن حياةُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان كانتْ  -كما هي في كل الأوقاتِ-. 

صيام رمضان بدأ اختياريا

وأوضح «خياط» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أنها كانت أُنْموذجًا حيًّا، وتطبيقًا عمليًّا، وقدوةً ومِنْهاجًا يحتذيهِ المسلمون ويستمسك به المتَّقون، وينهَجونَ نَهْجَه، ويهتدون بهديه، ويَتَرَسَّمونَ خُطاهُ.  

وأضاف أنه فُرِضَ صيامُ شهر رمضانَ في السَّنَة الثَّانية من الهجرة؛ فصام رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعَة رَمَضاناتٍ، وكانَ الصِّيامُ في أوَّلِ الأمر على وجه التَّخيير بينه وبين الإطعام عن كلِّ يومٍ مِسْكينًا.

وتابع: ثم صار على سبيلِ الحَتْمِ، لكنَّ الصائمَ كان إذا نام قبل أن يأكلَ -عند فطره- حَرُمَ عليه الطَّعَامُ والشرابُ إلى اللَّيلة المقبلة، ثم نُسِخَ ذلك، واستقرَّتْ فَرْضِيَّةُ الصِّيامِ على وجَهْهِ المعروفِ إلى يوم القيامة.

هديه في استقبال شهر الصوم

وأشار إلى أنه كانَ مِنْ هديه عليه الصلاة والسلام في استقبال شهر الصَّوم: أنَّه ينهى عنْ تَقَدُّمِ رمضانَ بصيام يومٍ أو يومينِ؛ إلَّا رجلًا كان له صومٌ فليَصُمْه؛ كما جاء في الحديث الذي أخرجه الشيخان في صحيحيهما -واللَّفظ للبخاري- .

واستشهد بما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يتقدَّمنَّ أحدُكم رمضانَ بصوم يومٍ أو يومين، إلا أنْ يكونَ رجلٌ كان يصومُ صومَه، فلْيَصُمْ ذلك اليومَ»، منوهًا بأن كما كان من هَدْيه صلى الله عليه وسلم في استقبالِ يوم الصَّوم: أنَّه يتسَحَّرُ، ويُرغِّبُ في السَّحورِ، ويحثُّ عليه، ويسمِّيهِ الغداءَ المباركَ.

تأخير السحور في رمضان

ودلل بما جاء في الحديث الذي أخرجه الشيخان في صحيحيهما عن أنس بن مالك قال: قال رسولُ الله عليه الصلاة والسلام: «تسحَّروا؛ فإنَّ في السَّحور بركةً»، لافتًا إلى أنه كان يندُبُ إلى تأخيرِهِ، حتَّى كان بينَ سَحورهِ صلى الله عليه وسلم والأذانِ قدرُ خمسينَ آيةً متوسِّطَةً.

وواصل: كما جاء في الحديث الذي أخرجه الشيخان في صحيحيهما عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن زيدِ بن ثابتٍ قال: تسحَّرنا مع النَّبيِّ، ثم قام إلى الصلاة. قال أنس: قلتُ: كم كان بين الأذان والسَّحور؟ قال: قدر خمسين آيةً.

وأشار إلى أنه كانَ من هَدْيه عليه الصلاة والسلام في الفِطْر من الصَّوم: أنَّه يُعَجِّلُ الفِطْرَ، ويَحُثُّ النَّاسَ على تعجيلِهِ؛ ببيانِ فضيلةِ التَّعجيلِ وموافقته لسُنَّتِه؛ كما في الحديث الذي أخرجه الشيخان في صحيحيهما عن سهل بن سعد رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يزال النَّاسُ بخيرٍ ما عجَّلوا الفِطْرَ».