الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مرصد الأزهر يحذر من استهداف النساء المسلمات على مواقع التواصل الاجتماعي بالهند

مرصد الأزهر
مرصد الأزهر

حذّر مرصد الأزهر مجدداً  من استمرار استهداف النساء المسلمات على مواقع التواصل الاجتماعي بالهند  حيث تمضي الهند في تثبيت نظام عرقي طائفي يهدف إلى منح التفوق للهندوس، وإقصاء المسلمين وكافة الأقليات الأخرى، وفي ظل هذه الأجواء والأحداث المؤسفة التي نسمع عنها بصفة يومية عبر وسائل الإعلام المختلفة، يعاني المسلمون – بصفة عامة – في الهند، والمرأة - بصفة خاصة - من أجل البقاء آمنين في موطنهم، فمع مطالبة المرأة المسلمة بحقها في الحصول على الخصوصية واحترام آرائها الشخصية والسياسية وحقها في الحجاب، ظهرت الكثير من أساليب الإهانة والاضطهاد العنصري ضد المرأة المسلمة في الهند، كان آخرها تصاعد أعمال العنف والاضطهاد ضدهن من خلال مواقع التواصل الاجتماعي عبر «الإنترنت».

  فعلى مدى خمس سنوات ماضية تصاعدت ‏معدلات الجرائم ضدهن فظهرت بعض المواقع والتطبيقات التي تستهدف المرأة في صورة مهينة وسط غضب عارم، وآخرها المزادات المزيفة التي تتم مشاركتها على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، وهي ليست سوى أحدث الأمثلة على كيفية استخدام التكنولوجيا لتعريض النساء المسلمات للخطر. حيث ظهرت مجموعة تعرف باسم "Trades" على وسائل التواصل الاجتماعي "Twitter ،Facebook ، TelegramوReedit"، وهي في الواقع اختصار لكلمة "التقليديون" وتعني "تُجار"،  والتي تركز على دعم وتعزيز وترويج أيديولوجية متطرفة.

 

 في بداية الأمر قام عدد من مستخدمي تويتر بإنشاء تطبيق يسمى "Sli Dale" من قبل تلك المجموعة على موقع إلكتروني يسمى "GitHub" وطالبوا المستخدمين بالمشاركة في المزاد بنشر صور للعديد من النساء المسلمات. وقد تضمن الموقع صورًا مزيفة لـ(100) امرأة مسلمة من بينها صور "ملالا يوسف زي" - الحائزة على جائزة نوبل- و"شبانة أعظمي" -الممثلة الهندية المعروفة-. و"عصمت آرائي" -الصحفية الهندية- التي قدمت شكوى ضدهم إلى شرطة دلهي، بعد أن وضحت أن الموقع تم إنشاؤه بغرض إهانة النساء المسلمات.

 

  وبحسب وسائل الإعلام الأمريكية؛ كان الغرض من هذا الموقع فقط التحرش بالنساء المسلمات ومضايقتهن. وفي شكوتها للشرطة صرحت الصحفية بأنها صُدمت لرؤية صورها منشورة على الموقع بطريقة غير لائقة، وقالت: "تم ذلك بقصد مضايقتي ومضايقة النساء الأخريات"، كما طالبت باتخاذ ما يلزم تجاه المتهمين بشكل عاجل. وقد صرح "أشويني فشنو" -وزير المعلومات والتكنولوجيا-  بأن" الحساب قد تم حظره ويجري التحقيق في الأمر؛ وعليه تمكنت شرطة دلهي ومومباي من إلقاء القبض على اثنين من المشتبه بهم، حيث اتضح أنهما لا يستخدمان خطاب الكراهية فحسب، بل يستخدمان أيضًا لغة ورسومات سخيفة للغاية، تُعد مسيئة وإجرامية في حق النساء المسلمات في البلاد. 

 

 ومن جانبها أكدت النائبة "بريانكا تشاترجي" -عضوة البرلمان عن شيف سينا- في بيان لها أنه تم تحميل صور مئات النساء المسلمات على تطبيق باستخدام منصة الاستضافة  "Gut Hub، وطالبت وزير المعلومات والتكنولوجيا اتخاذ إجراءات صارمة ضد أولئك الذين يستهدفون النساء المسلمات على منصات مثل "سالي ديل".  وما حدث مؤخرًا كان بمنزلة صدمة، وتسبب في غضب شديد في البلاد خاصة لدى النساء المسلمات؛ حيث حكمت المحكمة العليا بالإفراج عن المتهميْن المشتبه بهما في القضية؛ مما أثار حفيظة النساء اللاتي يستخدمن مواقع التواصل الاجتماعي، حتى وصفن الحكم بأنه جاء لصالح المتهميْن، مؤكدات أن هذا الحكم مخز، ولا يحقق الردع العام والخاص؛ إذ بإطلاق سراحهم سوف يرتكبون مثل هذه الجرائم مرة أخرى.

 ونرى أنه وإن لم يكن هناك مزاد حقيقي من أي نوع، إلا أن التجربة تركت تأثيرًا سلبيًّا عميقًا على النساء المسلمات في البلاد، وخاصة من ظهرت صورهن في التطبيق، فمن المخيف لأي شخص أن يتم نشر صوره ومعلوماته الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وعليه لا بد من وضع حل لتلك الإهانات المتكررة في حق المرأة المسلمة، ولا بد من احترام حياتها الشخصية وحقها في التعبير عن رأيها ومشاركتها في مناحي الحياة كافة.

 

 ويدعو مرصد الأزهر لمكافحة التطرف إلى وضع آليات واضحة لمعاقبة القائمين على مثل تلك المواقع؛ إذ إن انتهاك الحياة الشخصية -وخاصة حياة النساء- مُجرَّم في كل الأديان، وفي مبادئ النظم الحديثة التي تقوم عليها الدول في الوقت الحالي،  كما يدعو المرصد إلى تجريم أي فعل يتشابه مع تلك الأفعال، والوقوف بحزم أمام هؤلاء المتطرفين وأمثالهم.