كيف أصبحت الصين أكبر مانح للقروض على مستوى العالم للدول النامية؟

على مدى عقدين ومنذ بدء صعود قوة بكين الاقتصادية أصبحت الصين تتفوق بأضعاف على الولايات المتحدة والمؤسسات المالية في منح القروض للدول النامية والفقيرة، حيث وصل حجم القروض التي منحتها الصين على مدى 18 عام 843 مليار دولار لتمويل مشاريع البنية التحتية في 165 على مستوى العالم.

وأوضح الدكتور عبدالمنعم السيد مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والإستراتيجية أن القارة الأفريقية ودول جنوب شرق آسيا كانت صاحبة النصيب الأكبر من تلك الديون، حيث وصل عدد الدول الأفريقية المستفيدة من القروض الصينية نحو 32 دولة أهمها انجولا وإثيوبيا وكينيا والكونغو، وتشير التقديرات إلى وصول حجم القروض الصينية لأفريقيا خلال الفترة من 2000 إلى 2018 نحو 148 مليار دولار تذهب معظمها لتمويل مشاريع للبنية التحتية.

وقال الدكتور عبدالمنعم السيد مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والإستراتيجية فى تصريحات خاصة ل "صدى البلد" إن معظم تلك القروض تكون ذات مخاطر عالية وبضمان أصول مملوكة لتلك الدول تسيطر عليها المؤسسات الصينية في حالة عدم السداد وهو الأمر الذي تكرر في عدد من الحالات، حيث سيطرت الصين على شبكة الطاقة الخاصة بلاوس الشعبية  بعد عدم قدرتها على سداد القروض التي منحتها الصين لتمويل مشروع السكك الحديدية في البلاد، الأمر تكرر في سريلانكا حيث سيطرت الصين عام 2017 على ميناء هامبانتوتا الميناء الأهم في البلاد بعد عدم قدرة الدولة على الوفاء بالتزاماتها للصين.

فخ الديون الصينية

تابع الدكتور عبد المنعم السيد:علي الدول النامية التي تتعامل مع الصين في الحصول علي قروض وتمويل مشروعات تنموية ان يكون لديها الوعي لعدم الانزلاق في هوية و فخ الديون الصينية بمراعاه الايرادات المتوقعة لهذه المشروعات مؤكدا على العمل على  توافر الحصيلة الدولارية من مصادر اخري لسد اقساط القرض وفوائده في حاله عدم تحقيق المشروعات الممولة بقروض الايرادات والارباح اللازمة لسد قيمة التمويل وايضا استخدام طرق حديثة في التعاقدات الخاصة ببناء المشروعات مثل BoT او PPP