الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب المسجد النبوي: القلوب تمرض وتموت وإذا جفت فطريق الموعظة إليها مسدود

خطيب المسجد النبوي
خطيب المسجد النبوي

قال الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان، إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف،  إن القلوب لتمرض وتموت، وتصلب فتقسو قسوة فتصير مثل الحجارة الصم أو أشد قسوة.

القلوب تمرض وتموت

وأوضح «العيجان » خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، أنه إذا جفت القلوب وقست فإن طريق التأثير والموعظة إليها مسدود ولن تستجيب للعلاج ولن تقبل الهدي ولن تذعن للحق، فأحيوا القلوب بذكر الله تعالى واحذروا من الغفلة والقسوة، واتقوا محارم الله عز وجل .

ونبه إلى أن أعظم مصيبة تميت القلوب وتحجب عنها كل خير ومرغوب وتمنعها من كل مطلوب القسوة والغفلة ، فبسببها يطبع على القلب بالران، ويحجب عن الخير والإيمان فيميل إلى الفسق والعصيان، فقال تعالى : « وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ ۚ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ».

القلب وعاء الخير والشر

وأضاف أن القلب وعاء الخير والشر في الإنسان وهو مصدر الكفر والإيمان وهو سيد الجوارح المسؤول عن توجيهها وآلة العقل التي يتم الإدراك بها، بصلاحه تصلح الأجساد والأبدان، وبفساده تفسد الجوارح والأركان، عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ».

وأشار إلى أن القلوب مكمن الإرادة والاختيار وهي مناط التكليف والاختبار وعليها مدار قبول الأعمال والحساب ومضاعفة الثواب والعقاب، قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-  : « إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى»، مشيرًا إلى أن القلوب سريعة التقلب والتبدل كثيرة التغير والتحول.

وبين أن الله سبحانه وتعالى يمتحن القلوب عند الفتن والمحن والابتلاءات، فمن كان فيما بينه وبين الله في داخل نيته التي لا يطلع عليها إلا الله صادقًا مع الله، ثبته وأسعده في الدنيا والأخرة ، فقال تعالى : « يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ۚ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ».