EN 
تتسبب الظروف الجوية العنيفة، المعروفة باسم "الأعاصير"، في الكثير من مظاهر التدمير والخراب في العديد من دول العالم، وتلك العواصف المدارية قد تبدو متشابهة، إلا أن بها بعض الاختلافات من حيث القوة والتسميات.
إعصار ألمانيا يخلف عشرات الجرحى
اجتاح إعصار هائل أجزاءً من ألمانيا، أمس السبت، أسفر عن إصابة 50 شخصا بسبب الرياح الشديدة التي دمرت أسطح المنازل، وحطمت السيارات.
وتعرضت بلدة ليبستادت الغربية للدمار بسبب الرياح العاتية التي وصلت سرعتها إلى 80 ميلاً في الساعة، وأبلغت الشرطة في ولاية شمال الراين وستفاليا عن 10 إصابات خطيرة.
واضطرت المدارس في كولونيا إلى إغلاق أبوابها في منتصف النهار للسماح للأطفال بالعودة إلى المنازل بأمان قبل أن تشتد العاصفة.
وبحسب ما ورد، نقلت امرأة تبلغ من العمر 37 عاما إلى المستشفى، بعد أن أصيبت بجروح بالغة نتيجة العاصفة.
وحذر المسئولون الألمان من الظروف المهددة للحياة، وطلب مجلس البيئة في برلين من الناس، الابتعاد عن المساحات الخضراء والغابات بسبب تساقط الأشجار.
ومن جانب هذا، نشرت الشرطة الألمانية صورا لحجم الدمار، حيث سقطت الأشجار وبعضها قسم إلى نصفين كما تساقطت الألواح والقرميد الذي يغطي الأسطح، في حين أظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي عمودا من رياح الإعصار يدور بقوة وفي وسطه حطام بعض الأبنية.
وتعرضت مدينة بادربورن لضربات قوية من الإعصار، كما تعرض سكانها البالغ عددهم 150 ألف نسمة لخسائر، وقالت الشرطة إن “ألواحا معدنية ومواد عزل وأشياء أخرى تطايرت من على الأسطح ووصلت إلى عدة كيلومترات”.
وتعرضت العديد من أسطح المنازل لأضرار بالغة، ولا تزال العديد من الأشجار ملقاة على سيارات مدمرة.
وقال متحدث باسم إدارة الإطفاء لوكالة الأنباء الفرنسية إن بلدة ليبستادت، على بعد حوالي 30 كيلومترا من بادربورن، كانت بدورها في دائرة الإعصار، لكن لم يبلغ عن وقوع إصابات.
وأظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي من بلدة هيلينغهاوزن المجاورة، اقتلاع قبة من برج الكنيسة وتناثر ركام السقف في باحة الكنيسة.
ومن جانب هذا، قال كريس فوكس، من قسم الأرصاد الجوية، إن ألمانيا تشهد عادة أعاصير عدة في السنة، لكن معظمها قصير الأجل ولا يسبب أضرارا كبيرة.
وأضاف أن “عدد الأعاصير التي أُبلغ عنها في أوروبا قد تزايد في السنوات الأخيرة، ولكن يعتقد إلى حد كبير أن هذا نتيجة تزايد دقة التوقعات الجوية، بالإضافة إلى سهولة ترويج أنبائها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وارتفاع مستوى وعي السكان”.
وقال فوكس: "لا نعلم بعد إذا ما كان للتغير المناخي دور فيما يحصل من أعاصير هنا ".
تغيرات جذرية بأغلب بقاع الكرة الأرضية
وفي هذا الصدد، قال رئيس أمانة المهاجرين بالحزب الاشتراكي الديمقراطي SPD، محمد صلاح، إن التغيرات المناخية وارتفاع درجة حرارة الارض تُنذر بتغيرات جذرية بأغلب بقاع الكرة الأرضية.
وأوضح صلاح، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن ما حدث مؤخرا بألمانيا والأعاصير الذي احتاجتها أسفرت عن مقتل شخص واحد على الأقل وإصابة العشرات، كما خلفت أضرارا مادية تقدر بملايين اليوروهات، وتسببت أيضا باضطراب كبير في حركة القطارات بشكل ملحوظ.
وأكد أن "دائرة الأرصاد الجوية الألمانية (DWD) تتوقع المزيد من العواصف والأمطار الغزيرة وموجات الحرارة بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري -أي "طقس أكثر تطرفا" في المستقبل".
وتابع: “مثل هذه الأحداث يمكن اعتبارها الآن مؤشرا على أن افتراض العديد من الباحثين في مجال المناخ أن الطقس القاسي والسيئ يزداد مع ارتفاع درجات الحرارة”.
وأضاف أنه "في حقيقة لم نشهد دائما مثل هذه الظواهر الخاصة بـ"الطقس القاسي" بسبب التغيرات المناخية وهي ظواهر جوية غير عادية ومعتادة مثل "الأمطار الغزيرة والثلوج الكثيفة والعواصف الرعدية الغزيرة وهبوب الرياح القوية بالأعاصير أو الجفاف المستمر وندرة سقوط الأمطار أيضا، وهوا ما يتطلب بشكل عاجل تكاتفا مجتمعيا وأمميا لوقف ازدياد حرارة الأرض التي تؤثر بشكل مباشر على حياة واستقرار وأمن البشرية جمعاء".
مؤتمر قمة المناخ (27 COP)
ونوه صلاح إلى أنه مع الاهتمام العالمي بقضية التغيرات المناخية التي تضرب شرقا وغربا وشمالا وجنوبا بالمعمورة، تعد استضافة مصر للمؤتمر السابع والعشرين، للدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة للتغيرات المناخية المعروف بـ (27 COP) نهاية العام الحالي، ذات تأثير على المستويات المحلية الدولية والبيئة والاقتصادية والسياسية، وسوف يكون له فائدة كبيرة على إبراز دور مصر الحيوي في الشرق الأوسط وكمتحدث رسمي للقارة الأفريقية بهذا الصدد وما له من فوائد اقتصادية وسياسية على مصر.
