الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الاتحاد الأفريقي ينوي الوساطة بين روسيا وأوكرانيا.. هل ينجح في المهمة المستحيلة؟

ارشيفية
ارشيفية

عرضت الكثير من الدول الوساطة بين روسيا وأوكرانيا بهدف تقريب وجهات النظر والوصول لحل دبلوماسي للصراع الدائر بين البلدين ووقف عمليات القتال داخل الأراضي الأوكرانية.

فشل جهود الوساطة لحل الخلاف

ولم تنجح كل الجهود لإيجاد حل للأزمة سواء كانت وساطة أفريقية أو أجنبية أو عربية، واستمر الشد والجذب بين طرفي النزاع، حيث تمسك كلا الطرفين بموقفهما وكلاهما على اقتناع تام أنه سيحقق النصر.

وتجدد الحديث مؤخرا عن الوساطة من قبل الرئيس السنغالي، ماكي سال، الذي تترأس بلاده الاتحاد الافريقي، وجاء ذلك أثناء زيارته أمس الأحد لألمانيا.

وقال سال في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتز، إنه سيزور روسيا وأوكرانيا قريباً، وأن الزيارة كان من المقرر إجراؤها في 18 مايو الجاري، لكنها لم تتم بسبب مشكلات تتعلق بالجدول الزمني، وتم تحديد مواعيد جديدة.

وأضاف رئيس الاتحاد الأفريقي، أنه حصل على تفويض من الاتحاد للقيام بالرحلة التي وجهت روسيا دعوة لها، على أن يكون ذلك خلال الأسابيع المقبلة، حسب وكالة "فرانس برس".

وأكد أنه بمجرد تحديد الموعد سيذهب إلى موسكو وإلى كييف، قائلا "وافقنا أيضاً على أن نجتمع مع جميع رؤساء دول الاتحاد الأفريقي الذين يريدون ذلك مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الذي كان قد أعرب عن ضرورة التواصل مع رؤساء الدول الأفريقية".

يأتي ذلك في وقت تتعثر فيه مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا منذ أبريل الماضي، فيما حمل كل منهما مسؤولية ذلك للطرف الآخر.

وفي وقت سابق، قال سال، إنه مستعد للعمل من أجل إمداد السوق الأوروبي  بالغاز الطبيعي المسال.

دول أفريقية لا تسعى للتحيز

وتوقع أن يصل إنتاج السنغال من الغاز الطبيعي المسال إلى 2.5 مليون طن العام المقبل و10 ملايين طن بحلول عام 2030.

وأوضح سال بصفته رئيس الاتحاد الأفريقي، أن دولا أفريقية كثيرة لا تريد التحيز لأي طرف في الحرب رغم إدانتها للغزو.

ومن جانبه قال محمد عبدالكريم، الباحث في الشئون الافريقية، إن الدول الافريقية من أكثر الدول تضررًا من الأزمة الروسية الأوكرانية، ويمكن النظر لأهمية الوساطة المزعمة لرئيس الاتحاد الافريقي في الدورة الحالية ماكي سال رئيس السنغال بزيارتين مهمتين لموسكو وكييف عقب زيارته الحالية في ألمانيا.

وأضاف عبدالحكيم في تصريحات لـ “صدى البلد”، أنه فيما عبر الرئيس الأوكراني زيليسنكي عن تطلعه لدعم جميع الرؤساء الأفارقة لجهود بلاده في مواجهة الحرب مع روسيا لاسيما جهود الوساطة، فإن روسيا كانت أكثر تحفظًا وإن وجهت في النهاية الدعوة للرئيس السنغالي ماكي سال لزيارة موسكو والتباحث معه حول الوساطة، بينما يتردد منذ فترة سعي رئيس الوزراء فلاديمير بوتين للوصول إلى مخرج لائق من الأزمة الأوكرانية تفاديًا لمزيد من تداعياتها السلبية على بلاده ومكانتها الإقليمية والدولية.

وقال عبدالحكيم إنه رغم أن السنغال صوتت في آخر تصويت أممي لصالح قرار الأمم المتحدة بمطالبة روسيا بوقف الحرب مما يعني ضمنيًا اعتراف السنغال بمسؤولية روسيا عن الحرب وكذلك عن وقفها، تظل وساطة الاتحاد الافريقي محصورة في مسارات محددة أبرزها: التوصل لإتفاق مبدئي لبدء عملية وقف مزيد من التصعيد مع تلبية مطالب روسيا بأن يكون الإتفاق لائقًا وشاملًا تطمينات محددة بخصوص التصعيد الأوروبي والأمريكي ضدها مستقبلًا، ثانيا طرح مخرج للأزمة من بوابة منع مزيد من التداعيات السلبية على اقتصادات الدول الفقيرة والأكثر فقرًا، وتتركز أغلبها في القارة الأفريقية، وهو الأمر الذي سيقبله بوتين حال قراءته لتطورات الأزمة قراءة واقعية.

وأوضح عبدالحكيم، أن الاتحاد الأفريقي بدوره لا يملك سجلًا مطمئنًا في الوساطة في الأزمات الدولية مما يرجح معه أن يكون دوره مجرد "حامل" لرسائل أوروبية وأمريكية محددة مضافًا لها بعد تداعيات الأزمة في أفريقيا، ودون أية ضمانات حقيقية لتقديم مسارات للتفاوض أو حلحلة الأزمة على المدى المنظور.