الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ماذا يقصد باضطراب تغيير الفصول؟..وهل كان السبب في ذبح أم لأطفالها الثلاثة؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أثار إقدام أم من قرية ميت تمامة التابعة لمركز منية النصر بـ محافظة الدقهلية على ذبح أبنائها الثلاثة، ومحاولة التخلص من حياتها، عن طريق الانتحار قبل أن يتم إنقاذها، أثار تساؤلات عدة حول الأسباب والدوافع، التي جعلت الأم تقدم على هذه الجريمة الشنعاء.

الجديد في قضية قتل أم لأبنائها 

وبالفعل خرجت العديد من التحليلات والتفسيرات، لكن كان هناك تفسير حول دور اضطراب ما يعرف بتغيير فصول السنة على الأم، وجعلها ترتكب هذه الجريمة الشنعاء، التي شغلت الرأي العام.

وحول تأثير اضطراب فصول السنة على الأم وجعلها تقدم على هذه الجريمة، قال الدكتور فتحي قناوي، أستاذ كشف الجريمة، إن المشكلة الحقيقية لارتكاب هذه الجريمة لا تتعلق فقط بـ تغيير فصول السنة وهذا جزء لا يجب الاعتماد عليه بشكل كامل، ولكنه مجرد جزء يسبب الاكتئاب، وليس جريمة قتل بشعة، مثل التي ارتكبتها الأم، معقبا: "كانت كل الناس قتلت بسبب تغيير الفصول". 

وتابع قناوي- خلال تصريحات لـ"صدى البلد": من الناحية النفسية والجنائية يتسبب تغيير الفصول في الاكتئاب وارتكاب الجرائم في ظروف أخرى معينة، ولكن في هذه القضية هناك عوامل عديدة أدت إلى حدوث الجريمة، من أهمها شعور الأم بالوحدة بسبب سفر زوجها، حيث إن "الوحدة وانشغالها بالإنترنت لفترات طويلة ليلا، يؤدي إلى دخول الأم في اكتئاب شديد".

وأشار قناوي، إلى أن هناك مشكلة انتشرت في مجتمعنا خلال السنوات الأخيرة، وهي عادة جلوس الشخص سواء كبيرا أو صغيرا على الموبايل لتصفح مواقع التواصل الاجتماعي في ضوء خافت ويحصل كمية كبيرة من الإشعاع.

وتابع: "تغيير مواعيد النوم والانشغال بالإنترنت ليلا، خاصة في الظلام، إضافة إلى تناول الطعام قبل النوم مع تصفح الانترنت، يؤدي إلى السمنة والإرهاق والاكتئاب"، حيث إنه "يعتبر استهلاكا لوقت راحة الإنسان، ومن هنا تؤثر على شبكية العين، ويضعف إحدى العينين".

واستطرد: "هناك عوامل أخرى يجب النظر إليها في هذه القضية، ومنها سفر زوجها وبعده عن أسرته وشعور الأم بالوحدة، وهل هناك مشاكل تعرضت لها الأم دون معرفة أي شخص حولها؟، فتلك القضية لا يجب أن يتم الحكم فيها دون معرفة المعلومات الكاملة عن حياة هذه الأسرة بالكامل".

واختتم: "هذه الأم لم يمر سوى 3 شهور فقط على ولادتها ابنتها الأخيرة، ومن ضمن أسباب هذه الجريمة هو وقت ضعفها الذي تشعر به بعد الولادة مباشرة، وهي بدون زوجها وبدون من يساندها من عائلاتها".

تفاصيل جريمة قرية ميت تمامة 

والجدير بالذكر، أن قرية ميت تمامة، التابعة لمركز ومدينة منية النصر بالدقهلية شهدت جريمة تقشعر لها الأبدان، حيث أقدمت أم على إنهاء حياتها بإلقاء نفسها أمام جرار زراعي بعد أن تخلصت من أبنائها الثلاثة ذبحًا باستخدام سكين.

وفى ضوء التحريات الأولية لمباحث الدقهلية، تبين ومن خلال سؤال الجيران بـ قرية ميت تمامة، أن الأم تعاني من أزمة نفسية دفعتها لارتكاب الجريمة والتخلص من أبنائها الثلاثة بدم بارد.

وكشفت التحريات الأولية أجريها فرع البحث الجنائي بشرق الدقهلية، بالتنسيق مع فرع الأمن العام عن تورط الأم التي حاولت إنهاء حياتها أسفل جرار زراعي بقرية ميت تمامة مركز منية النصر محافظة الدقهلية في ارتكاب واقعة التخلص من أبنائها ذبحًا وذلك باستخدام "سكين" عثر عليها بمحل ارتكاب الواقعة داخل مسكنها وذلك بعد مرورها بحالة نفسية سيئة خلال الآونة الأخيرة ومحاولتها التخلص من حياتها بعد تنفيذ الجريمة بالانتحار.

كان مدير نيابة منية النصر أمر بنقل جثامين الثلاثة أطفال الذين تم العثور عليهم مذبوحين داخل غرفة منزلهم إلى مشرحة مستشفى المنصورة الدولي، لتشريحهم وعرضهم على الطب الشرعي لعمل تقرير بأسباب الوفاة بعد أن "قامت بمعاينة مكان الحادث ومكان العثور عليهم".

كما عثر على ورقة مدونة بخط اليد موجهة إلى زوجها الذي يعمل بالخارج تفيد اعترافها بارتكاب الواقعة، ما يدلل على اهتزازها النفسى.

وبفحص كاميرات المراقبة الخاصة بالمحال والمنازل وملعب الكرة القريب من منزل الضحايا منذ الأحد الماضي، وإعداد قائمة كاملة بالمتواجدين بالقرب من المنزل، والأشخاص الذين دخلوا أو خرجوا، لم يتبين وجود تطور غريب أو شىء مفاجئ حول المنزل.

كما تم  فحص الكاميرات ومعرفة خط سير الأم وكيف  خرجت وصولا إلى موقع العثورعليها بين الحياة والموت وبينت أن الأم "ألقت بنفسها تحت الجرار".

ما سبب ذبح الأم لأطفالها الثلاثة؟

وتبين أن الزوج والد الأطفال المذبوحين يعمل خارج البلاد ونظرًا لوجود بعض الخلافات ومرور الأم بحالة نفسية سيئة خلال الفترة الماضية، "ما دفعها إلى التخلص من أبنائها داخل غرفة نومهم".

وحسب تحقيقات الأجهزة الأمنية، أكدت جدة الأطفال من الأب، أنها طرقت على باب شقة زوجة ابنها كثيراً، لكن لم تتلقَّ رداً، وعندما دخلت عثرت على جثث الأطفال ولم تجد الأم.

وذكرت أن ابنها خارج البلاد وكان في زيارة قبل رمضان وكانت علاقته بزوجته وأبنائه طيبة، وأن الزوجة علاقتها بالجميع طيبة.

وأكدت النيابة العامة، أن الأم التي ارتكبت هذه الجريمة غير متزنة نفسيا، حيث إنها تتعرض لمرض الاكتئاب بشكل كبير.

أما عن رأي الطب النفسي، فإن الجريمة وقعت في شهر مايو، وهو فترة تغيير فصول، حيث ينشط في فترة تغيير الفصول، مرض الاكتئاب الوجداني، والذي يسمى أيضا الاضطراب الوجداني، وهذا المرض ينشط في فترة تغيير الفصول، وعندما تقرأ الرسالة التي تركتها الأم، تجد فيها شعورا بالذنب مغلف الاكتئابية، حيث إن " المريض عندما يشعر بالذنب يبدأ بعملية التخلص من نفسه وفي هذه الحالة زاد الشعور بالذنب لأنها قالت في الرسالة أن زوجها لم يقصر".

وينشط مرض الاضطراب الوجداني، في فترات تغيير الفصول، وهذا الاكتئاب يغير في الحالة المزاجية بين الليل والنهار، وله علاج، وعلاجه ليس مجرد مضاد اكتئاب، وإنما يتم إعطاء المريض، مثبطات مزاجية، مع مضادات ذهنية بجرعات صغيرة للسيطرة عليه، وفي حال لم يتم علاج المريض والسيطرة على حالته، بيبدأ المريض الدخول في الانتحار.

ويشهد المجتمع المصري مؤخرا سلسلة من  الجرائم الغريبة غير المعتاد عليها خاصة تلك التي تتعلق بالأسرة وإقدام الآباء على التخلص من أبنائهم.