الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب المسجد النبوي: مهما بلغ الإنسان من القوة في شبابه فذلك إلى زوال

خطيب المسجد النبوي
خطيب المسجد النبوي

قال الشيخ الدكتور عبدالباري بن عواض الثبيتي، إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، إنه مهما بلغ الإنسان من القوة في شبابه فإن ذلك إلى زوال، ودوامه محال، فهذه سنة الله في الكون.

أعز مراحل العمر

واستشهد الثبيتي خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، بما  قال الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- : " إن حقًا على اللهِ عزَّ وجلَّ ، أن لا يَرْتَفِعَ شيءٌ مِن الدنيا إلا وضعه "، منوهًا بأن مراحل الشباب أعز مراحل العمر التي تتسم بالحيوية والعزيمة،  وهي مصنع النجاحات،  والمؤمل أن صاحبها ينفض عن كاهله الكسل والخمول،  وأن يكرس شبابه في طلب العلم والعمل المثمر.

ودلل على مسيرة الإنسان في الحياة ، بقول الله تعالى : " اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً "، قائلا : إنها آية رسمت معالم مسيرة الإنسان في الحياة،  ومراحل تنقله فيها،  ضعف ثم قوة ثم ضعف،  طفولة ثم شباب ثم شيبة.

يلازم الإنسان الضعف

وأضح أنه في كل المراحل يلازم الإنسان الضعف الذي لا ينفك عنه،  فهو لا يدرك مألات الأمور،  ولا يضمن استقرار حياته، إن أول مراحل الإنسان وليداً في المهد،  لا يقوى على القيام بشؤون نفسه،  وفهم محيطه،  ضعيف في بدنه وجوارحه،  ثم يمده الله بالقوة شيئاً فشيئاً.

وأكد أنه من الحكمة أن يعمل المرء لدار البقاء والخلود التي هي صفاء بلا كدر،  ولذة بلا انقطاع ونعيم لا يحول ولا يزول،  فالضعف ثم النشوة ثم الضعف درس في تقلب الأحوال،  فالكسر يجبر،  والهم يزول،  والقليل يكثر،  والمرض ينتهي،  والبلاء يرتفع،  والدنيا تدور بأهلها صعوداً ونزولاً،  والحكيم كل يوم هو في شأن.

تقوى نعمة القوة

وأضاف أن المبادرة إلى التوبة عند الوقوع في الزلات،  قال تعالى " وَيَٰقَوْمِ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ "، ولا ينس المسلم وهو في مرحلة القوة من هو أقوى منه وهو الله سبحانه وتعالى، ولئن غابت القوة عن المسلم ظاهريا فإنه في حقيقة الأمر قوي إن استحضر معية الله القوي العزيز.