الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مسئولية الإعلام بتفعيل الدور التنويري لرجل الدين الحقيقي

إنجي الحسيني
إنجي الحسيني

شاهدت بالمصادفة حلقة من برنامج "الحق المبين" تقديم "أحمد الدريني" والشيخ "أسامة الأزهري"، تناول فيها الأزهري، الكتب التي تكشف عقل الإخوان، وتدس السم في العسل، محذرًا من تداول الشباب للكتب التي تحوي الفكر الإخواني.

 

قرأ الشيخ أسامة بعض الفقرات التي تحويها تلك الكتب مثل؛ كتاب "فقه السنة" لسيد سابق، وكتاب " التصوير الفني في القرآن"، وكتاب "ظلال القرآن" لسيد قطب، حيث يرى الشيخ أسامة بأن؛ عقل الاخوان يختبأ في هذا الكتاب، كما استشهد الشيخ أسامة بما كتبه "يوسف القرضاوي" نفسه عن هذا الكتاب ووصفه بأنه من كتب التكفير؛ حيث قال بكتابه "ابن القرية والكتاب" وفي صفحة ٥٨ بأن أخطر ما يحتويه كتاب "في ظلال القرآن" هو ركونه لفكرة التكفير والتوسع فيه.

 

وصرح الأزهري بأن كتاب سيد قطب صدر منه ٤٠ طبعة وترجم للعديد من اللغات وهو بمثابة مشرع لكل التنظيمات الإرهابية بما فيها تنظيم داعش، كما تناول كتاب" نظرية المقاصد عند الإمام الشاطبي"  لأحمد  الريسوني" والذي خلف القرضاوي في رئاسة  الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والذي يعمل لفكرة أن (أعظم المقاصد الإسلامية هو الوصول للحكم) وعليه يسقط الأبرياء من أجل الوصول للمقصد، وصرح الأزهري بالحلقة أن كل من يقتني هذا الكتاب هو عقلية إخوانية.

 

كما قدم الشيخ الأزهري  "رسالة المؤتمر الخامس" سنة ١٩٣٩ لحسن البنا والذي جاء فيه أن ( القعود عن عدم المطالبة بالحكم هي جريمة لا تغتفر في الإسلام) حتى يستقر في وعي الشباب الإخواني فكر الجهاد، و قدم أيضا جزءا من فيديو لأحد المتحدثين في " المؤتمر الدولي للإخوان- الإخوان منطلقات ومبادئ"، ويري الأزهري بأن هذا المؤتمر يقوم على تأصيل أفكارهم التي تسيء للسيرة النبوية وفيه عدوان على مقام النبوة؛ حيث يدلس الإخوان كذبا بأن (المنهج النبوي قائم على إقامة تنظيمات).

 

وفي النهاية نوهت الحلقة عن قائمة من بعض الكتب التي تمثل خطرًا على عقلية الشباب، وهي بمثابة المنهج التكفيري لكل التنظيمات الإرهابية.. ومن تلك الكتب: 

١- فقه السنة للسيد سابق ( مفتي الدماء والذي تورط في قتل النقراشي بسبب كتابه)

٢- معالم في الطريق ( لسيد قطب) والمأخوذ عن كتاب في ظلال القرآن لحسن البنا، حيث زادت مبيعات كتاب سيد قطب بعد إعدامه.

٣- مذكرات الدعوة والداعية ( حسن البنا)

٤- المداخل إلى دعوة الاخوان المسلمين ( للسوري سعيد حوي) أحد قادة جماعة الإخوان المسلمين في سوريا ومن قادة التنظيم الدولي للجماعة.

٥- المنهج الحركي للسيرة النبوية ( لمنير محمد الغضبان) المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين في سوريا؛ والذي يظهر  بكتابه المنهج التكفيري وشرح وتأصيل فكر سيد قطب.

٦- ماذا يعني انتمائي للإسلام؟ ( فتحي يكن) وهو مؤسس الجماعة الإسلامية في لبنان.

٧- ففروا إلى الله ( أبي ذر القلموني) أحد قادة الشيوخ السلفية في مصر .

راقني أسلوب وطرح الشيخ الأزهري وهو يوصي بالكتب الآمنة، كما جاءت نبرة صوته هادئة وشرحه عميقًا وحديثه متزنًا، حيث ظل محافطًا على ألقابهم العلمية رغم اختلافه مع أفكارهم، ولم يستخدم ألفاظًا نابية كحال بعض الإعلاميين، فجاء حديثه وشرحه في مجمله راقيًا وعميقًا ومفيدًا.

 

وأعتقد أن ما قدمه الشيخ أسامة الأزهري، هو بمثابة تفعيل الدور التنويري للإعلام والأزهر الشريف في مكافحة الفكر المتطرف لتنظيم الاخوان المسلمين. 

واقترح أن يترجم هذا البرنامج للإنجليزية وخاصة تلك الحلقات التي تعري كتب ومناهج الفكر المتطرف والإرهابي لتلك التنظيمات، وضرورة عمل دعاية للبرنامج حتى يأخذ حقه من المشاهدة، ونشر تلك الحلقات بشكل موسع على المنصات الإعلامية والإلكترونية.

 

وعلى صعيد آخر، أعجبني شرح الدكتور "أحمد ممدوح" أمين عام الفتوى بدار الإفتاء المصرية ببرنامج من القلب للقلب على قناة mbcفيما يخص الأشكال المستحدثة من الزواج وما الفرق بين صحة العقد وصحة الزواج،  كما أعجبتني ردوده على مشاكل المتصلين ومنها مشكلة فتاة تعرضت لظلم من والدها وتناول عقوق الآباء لأبنائهم. 

 

ردود الدكتور كانت تتسم بالحكمة والعقلانية والأسلوب  الهادئ في توجيه النصيحة، لم أشعر بأنني أشاهد رجل دين، بل شعرت بأنني أشاهد شيخ حكيم خبير بفنون الحياة، خاصة وأن المواضيع التي تناولتها الحلقة هي أمور اجتماعية.. وعليه اقترح أن يتم منع الفتاوي الإعلامية؛ أي الفتاوي التي تُستقى عبر شاشات التليفزيون نظرًا لوجود خط ساخن كفيل بتلك المهمة، وأن تركز البرامج الدينية على تقديم وجبات مركزة من مكارم الأخلاق وكيف نطبق الدين المعاملة في حياتنا؛ نظرًا لأننا نفتقد حسن التعاملات بين الناس وبعضها، خاصة على مستوى الأسرة التي تعاني خللًا وتفككًا في العلاقات بين أفرادها، وهو ما ظهر جليًا في اتصالات ومداخلات المتصلين بالبرنامج.

 

في النهاية، وجود شيوخ بتلك العقلية المتفهمة والذكية يضع الإعلام أمام مسئوليته عن انتقاء ضيوفه، وفهمه لقيمة الشيخ الذي يستطيع أن يقدم الرسائل الدينية والتربوية والاجتماعية التي  يحملها رجل الدين الحقيقي.