فابيولا بدوي لـ صدى البلد: إيضاح شيخ الأزهر لشروط التعدد ضرورة.. و"واحدة تكفي" تستند على قاعدة فقهية

"زوجة واحدة تكفي".. مبادرة جديدة تستهدف الحفاظ على المرأة وحقوقها وأن تكون مصانة في مجتمع يرغب فيه العديد من الرجال بالتعدد، حيث إن تعدد الزوجات أصبح مشوها من الإعلام وفي الأعمال السينمائية والدرامية، والحقوقيات اللاوتي يدعين حفاظهن على حقوق المرأة وهن أبعد بكثير عن ذلك.

من هذا المنطلق أجرى موقع "صدى البلد" حوارا مطولا مع فابيولا بدوي الكاتبة الصحفية المصرية والمقيمة في فرنسا، والناشطة في مجال حقوق المرأة وصاحبة مبادرة "زوجة واحدة تكفي" وإلى نص الحوار:

برأيك ما هي شروط تعدد الزوجات وكيف ترين موقف الأزهر الشريف؟

هناك عدد كبير من النساء تفاعلن مع مبادرة "زوجة واحدة تكفي" ودعمها، ولكن هناك من يرى أنها ضد الشرع أو اشتراط الحصول على موافقة الزوجة الأولى للزواج من امرأة أخرى.

ويجب على فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أن يوضح لنا ما هي شروط التعدد، ويجب على الجميع احترام كل ما يقوله الأزهر في هذا الأمر؛ كما يجب بناء القانون على شروط يقوم بتوضيحها الأزهر الشريف، بشكل لا لبس فيه وأن المبادرة مطروحة فعليا ولاقت تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.

كما يجب على الزوج تقديم العديد من الأوراق الخاصة بالزواج، وهذا ما تطرحه المبادرة، كما يتم تقديم هذه الأوراق لطلب فيزا للسفر، وإما أن يوافق على طلبه أو يقابل بالرفض، وذلك من خلال مكتب قضائي، وعلى الزوج الذي يريد الزواج مرة ثانية، أن يذهب ويقف أمام مكتب قضائي، ليقرر أن هذا الشخص يصلح أن يتزوج مرة ثانية ولديه الحق أم لا، فهنا يجب أن تكون البداية هو وضع شروط واضحة، كما يجب إنهاء المتاهة التي نعيش فيها، من خلال تصريحات من بعض الشيوخ الخاطئة، ومن ثم يتعقبها شيخ الأزهر لتصحيحها، فيجب أن يكون الكلمة الأخيرة في شروط التعدد لشيخ الأزهر.

ما رأيك في موافقة الزوجة الأولى من عدمه بالزواج الثاني؟

هناك العديد من الزوجات اللاتي يقمن بوجباتهن في منزلهن وتربية أبنائهن، ومن ثم تأتيهن رسالة أن زوجها تزوج عليها، ولا يعتبر هذا الفعل يليق بالطبع الانساني، وهنا تأتي صدمة كبيرة للزوجة، بأن شريك حياتها تزوج عليها وتركها وحدها، وكان يجب من البداية أن توافق الزوجة على زواج زوجها من أخرى، عند وجود مشكلة لا حل لها، وعلى سبيل المثال استحالة إنجاب الزوج من زوجته الأولى، فهنا على الزوجة الأولى أن تصرح بموافقتها أنها تقبل أن تعيش مع زوجها، رغم زواجه بالثانية، وهو يأخذ إذن بزواجه الثاني من مكتب قضائي، ويذهب حينها مبارك بحياته الجديدة.

ومن هنا الفكرة أنه لا يوجد منطق في أن يقوم الزوج بالإنفاق على زوجتين معا، فيذهب حينها للزواج، ولا تعتبر هذه عدالة اجتماعية، بل ظلم بين، ويجب تحويل فتوى شيخ الأزهر في شرط تعدد الزوجات إلى قوانين، لأن شيخ الأزهر حينما يظهر على فضائية ويقول: "زوجة واحدة تكفي والتعدد فيه ظلم للنساء، وسبب التعدد هو كفالة اليتيم كما ورد بنص الآية"، وفي نفس الوقت هناك 1000 مأذون يزوج الرجل من زوجة ثانية وثالثة ورابعة، حيث أنه لا يوجد هناك قانون يمنعه من ذلك.

ما تأثير تعدد الزوجات على المجتمع؟

تلك القضية لا تخص المرأة فقط، إنما تخص المرأة والطفل والمجتمع، حيث أنها قضية تهم جميع أفراد المجتمع، وعندما يتزوج الرجل من 3 نساء على سبيل المثال والدولة توصى بتحديد النسل، فيكون هذا الرجل أنجب 8 أبناء، فهنا مطلوب من الدولة أن توفر لهم فصول دراسية ومعملين ومستشفيات للعلاج وتوفير أماكن للترفيه لهم، حيث أن كل تلك الأمور غير مؤهلة أن تكون بالدولة المصرية في حين أنها بطريقها لتكون بالتنمية والمكانة التي تستحقها، ولذلك يجب ألا تسمح بتعدد الزوجات والانفجار السكاني، حيث أنها لم تكن بالفعل في المكانة التي تستحقها وكل العواقب السابقة تمنعها من تحقيق التنمية. 

لا يجب أن نسعى فقط لوضع قانون أحوال شخصية جيد للأسرة المصرية، ولكن يجب أن نقلل نسب الطلاق، وذلك عن طريق منع الطلاق الشفوي، حيث أن لا يتم وضع مصير الأسرة بالكامل في يد الرجل، لمجرد أنه القادر على طلاق زوجته لمجرد أن مزاجه متعكر بسبب ظروف المعيشة الصعبة.

ما إيجابيات المبادرة على المجتمع؟

مبادرة "واحدة تكفي" تستند على القاعدة الفقهية المعروفة والتي أكدها شيخ الأزهر من قبل، وأنه من حق الحاكم بالنسبة للأحكام المباحة، وليس الأحكام الواجبة، على الحاكم أن تدخل وينظم استخدام الأحكام المباحة في حال أن استخدامها بطريقة سيئة بما يضر بالمصلحة العامة والمجتمع، وعلى شيخ الأزهر عرضها وإظهار القانون، كما أن المبادرة سوف تنظم طبقا لما يقوله شيخ الأزهر من شروط، وبالتالي تلتزم المبادرة بالشرع الحقيقي وأسباب التنزيل والغاية من التعدد، وفي نفس الوقت الحاكم يضعها في صورة قانون، حيث أن يكون هناك آلية لضمان ألا يتعدى أحد على هذه الشروط.

كما أن الوضع الحاصل في خاصة في ظل الانفجار السكاني عبء على اقتصاد الدولة وعلى دولة لديها إرادة للنهوض ومواكبة العصر في التعليم والصحة والرعاية كما أن المصريين في الخارج يتم تشويه صورتهم بناء على أفعال تمارس سواء في الداخل أو الخارج دون وجود قانون يحكمهم وبالتي عندما نسمع أحاديث من يمين متطرف أو ممكن يكرهون الهجرة أو من يقومن ببناء حملاتهم الانتخابية على ملف المهاجرين وبالتالي يضار المصريين في الخارج بسبب حالة الانفلات ومن هنا تعود على المجتمع بالداخل والمصريين في الخارج.

وهناك مقولة أشاد بها الرئيس السيسي، وهي "المرأة المصرية مظلومة ويجب إنصافها"، وبالفعل نتحدث عن بلد لديها رائدات الحركة النسائية في الوطن العربي، وكان تاريخ المرأة المصرية معروفا، حينما كانت تسافر إحداهن بمفردها، وخاصة الرائدات الأوائل، وكان العالم كله ينبهر بها.

وهناك العديد من الأمور الإيجابية للمبادرة على المجتمع وهي، إخبار الزوجة قبل الزواج عن طريق الزوج دون إدخال طرف ثالث، يجب على الزوج ألا يضع زوجته أمام أمر واقع، لتأتي إلى مكتب القضاء وهي تعلم أن زوجها سيتزوج عليها.

ما تعليقك على من يقول بأن مبادرة "زوجة واحدة تكفي" تفتح باب الزواج العرفي؟

ومن ناحية أخرى، أى مبادرة أو حملة لتقييد وتقنين ضبط التعدد وليس منعه، فلا يصرح أحد الأشخاص هنا أن هذا الأمر يفتح الزواج العرفي، وذلك لأن باب الزواج العرفي بالفعل مفتوح ومنتشر في مجتمعنا، كما أن الزواج العرفي يقع على عاتق ومسئولية الزوجة الثانية التي ستقبل ضياع حقوقها بالزواج العرفي، وأكدت أنه لا يوجد هناك ما يحرم التعدد، ولكن يجب أن يكون له سبب ويجب على المجتمع الحد من تعدد الزوجات.

كمتخصصة في حقوق المرأة هل المجتمع الريفي يتقبل اليوم قانون الختان؟

لا يتقبل المجتمع الريفي تجريم الختان اليوم، ولكن الأجيال القادمة تتقبله وتسعى لتجريمه ومنعه نهائيا، فالمجتمع الريفي يحتاج لمعركة الوعي، وهنا معركة الوعي يجب أن يساندها قانون، وعندما يكون الشيء مجرما يعاقب عليه الأب والطبيب، وبالتالي تبعد العديد من الأهالي عن الختان، خوفا من العقاب، ويجب هنا تحديد جميع الأمور بشكل واضح من المؤسسة الدينية بمصر، ودعم هذا بقانون وعدم تركه فقط للتصريحات الإعلامية هو ما يغير المجتمع، لتأتي الأجيال القادمة وتتعامل مع القوانين الجديدة الصحيحة بشكل طبيعي.