الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لديه 12 زوجة ويلقب بسليمان الحكيم.. قصة ملك مانكون الذي لا يموت

ملك مانكون
ملك مانكون

“يختفي لكنه لا يموت”.. هكذا ينظر شعب مانكون، الذي يعيش في الحقول العشبية في شمال غربي الكاميرون، إلى ملكهم المعروف بلقب "الفون" أو "الفو" والذي لا يموت أبدا.. فما هي القصة؟

تسبب الحاكم الإقليمي أدولف ليلي في غضب شعب مانكون، عندما كسر أحد المحرمات بإعلانه وفاة الفون أنغوافور الثالث البالغ من العمر 97 عاما في أواخر الشهر الماضي، وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.

ويقول المحامي جوزيف فرو أواه، أحد الشخصيات البارزة في شعب مانكون، إن الفون هو الوصي على جميع الأراضي في مانكون، إنه مصدر ربيعنا الثقافي، إنه ينبوع روحانيتنا، إنه الجسر إلى الأيام الخالية..هنا والآن وفيما بعد.

ملك مانكون

بعد صعوده إلى العرش في عام 1959، كان الفون أنغوافور الثالث أول ملك يحصل على تعليم غربي، وواصل دراسته ليتأهل كفني زراعي في بلد تشكل الزراعة فيه جزءا من الحياة اليومية لكثير من الناس.

ومثل كل ملوك شعب مانكون، كان متعدد الزوجات، ووفقا للتقاليد لم يتم الكشف عن عدد زوجاته مطلقا، لكن القول بأنه كان لديه حوالي 12 زوجة، سيكون تقديرا متحفظا، ويُعتقد أيضا أن لديه عشرات الأبناء، وكثيرا ما يشار إلى الفون أنغوافور الثالث بالملك سليمان الحكيم من قبل رعاياه.

وقالت إيفلين فونغ، التي التقت بالملك في مناسبات عديدة: "كان يبدو دائما وكأنه مدرس، ففي كل مرة التقيت به كنت أنصرف محملة ببعض الغذاء الفكري والكثير من الفكاهة".

ومن النادر أن تجد ملكا خدم أيضا في البرلمان، وقد صنع أنغوافور الثالث التاريخ من خلال كونه أول نائب مستقل، بل والوحيد، في الكاميرون من عام 1962 إلى عام 1988.

وقد أصبح في عام 1990 نائب رئيس الحزب الحاكم في عهد بول بيا، الرئيس المستبد للكاميرون. وقد ظل في منصبه حتى "اختفائه".

وشعر منتقدوه أنه بصفته ملكا، لا ينبغي له أن ينخرط في السياسة الحزبية، لكنه دافع عن قراره مُصرا على أنه "أب الجميع"، وأن مشاركته في السياسة كانت تهدف إلى دفع تنمية المجتمعات.

اختفاء الملك

استغرق الأمر 3 أسابيع قبل أن يعلن الكويفور، المجلس الأعلى السري لصانعي ملوك شعب ماكون، رسميا عن "اختفاء" الملك.

وحتى ذلك الحين، كان الناس يتهامسون بعبارات مثل "هناك دخان في القصر"، رافضين حتى القول إن ملكهم "اختفى"، على الرغم من أنه "دُفن" بالفعل في مكان مقدس غير معروف للجمهور.

يذكر أن شعب مانكون يعتبر أنه من المحرمات قول أن الملك قد دُفن، وبمجرد الإعلان عن "اختفائه" في 29 مايو الماضي، لم يرتدِ الرجال قبعات، ولم تعمل النساء في الزراعة كعلامة على احترام الملك.

وقد بلغ الحداد ذروته في 7 يونيو الجاري عندما حضر عشرات الآلاف من الناس إلى القصر الملكي في باميندا، وهو القصر الذي يعود تاريخه إلى 300 سنة مضت. 

ويبلغ عدد سكان مدينة باميندا نحو 500 ألف نسمة، وتُعد قلب مانكون، لكن لا أحد يذرف دمعة، فمن المكروه أن تبكي على الفون المفقود.