الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب المسجد النبوي: التلكؤ والتقاعس وضعف الهمم ديدن كل مفرّط

خطيب المسجد النبوي
خطيب المسجد النبوي

قال الشيخ صلاح بن محمد البدير، إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف،  إن إدراك المعالي وبلوغ الغايات العليا لا يتحصل بالتمني والكسل والخمول، لكن المجد والرفع تطلب بالجد والمثابرة والعمل ومكابدة الصعاب.

السعي إلى المعالي

وأوضح " البدير" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، أن السعي إلى المعالي سمة كل مثابر نهّاض شمّير بعيد المَنزَعة،  له همة تناطح النجوم،  وغاية تشامخ الغيوم،  يركب المراقي الصعاب،  ويناضل لبلوغ الفضائل والمكارم والآراب،  لا تثنيه الصوارف عن مرامه،  ولا تمنعه العوائق عن غايته.

وأضاف أن التلكؤ والتقاعس وضعف الهمم ديدن كل مفرّط بطيء النهضة واهن العزيمة حبيس التردد،  إذ تتفاوت المراتب والمنازل بتفاوت الهمم والغايات،  فهِمةُ رفيعة لا تُلحق جيادها ولا تُقتفى آثارها،  وهمة وضيعة تسامر الأماني وتنادم التواني،  والرّجال قوالب الأحوال إذا صغروا صغرت وإذا كبروا كبرت،  وقيمة كل امرئ ما يطلبه.

ذوو المراتب العليّة

وأشار إلى أن ذوي المراتب العليّة والمنازل السنيّة لم ينالوا ما انعقدت عليه نياتهم ويستوفوا ما امتدت إليه غايتهم إلا بعد أن احتسوا مرارة المعاناة وتحمّلوا المكاره واستطابوا الصعاب وركبوا الشدائد،  فظفروا بعد لأي وسموا بعد عسر،  ودون نيل المعالي هول الليالي، منوهًا بأن أعلى الهمم غايتها رضوان الله والجنة.

وتابع:  فمن عظمت همته جدّ،  ومن تذكر لقاء ربه استعدّ،  ومن ضعفت همته ترك العمل واشتغل بالجدل وهجر السنن وقدّم الدنيا على الآخرة ، مشيراً إلى أن العلم رأس المعالي وأشرف الفضائل،  ومن عظمت همّته أنِفَ من الجهل وأقبل على العلم،  وعلم الشريعة هو المنية والغنية من درسه .

 وكان في الجمعة السابقة ، قد قال الشيخ الدكتور عبدالباري بن عواض الثبيتي، إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، إنه مهما بلغ الإنسان من القوة في شبابه فإن ذلك إلى زوال، ودوامه محال، فهذه سنة الله في الكون.

أعز مراحل العمر

واستشهد الثبيتي خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، بما  قال الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- : " إن حقًا على اللهِ عزَّ وجلَّ ، أن لا يَرْتَفِعَ شيءٌ مِن الدنيا إلا وضعه "، منوهًا بأن مراحل الشباب أعز مراحل العمر التي تتسم بالحيوية والعزيمة،  وهي مصنع النجاحات،  والمؤمل أن صاحبها ينفض عن كاهله الكسل والخمول،  وأن يكرس شبابه في طلب العلم والعمل المثمر.

ودلل على مسيرة الإنسان في الحياة ، بقول الله تعالى : " اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً "، قائلا : إنها آية رسمت معالم مسيرة الإنسان في الحياة،  ومراحل تنقله فيها،  ضعف ثم قوة ثم ضعف،  طفولة ثم شباب ثم شيبة.