الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علاقات وأواصر تاريخية| انعكاسات اقتصادية واستراتيجية وراء زيارة الرئيس السيسي لمملكة البحرين

الرئيس السيسي وسلطان
الرئيس السيسي وسلطان عُمان

وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد ظهر اليوم الثلاثاء، إلى المنامة قادما من مسقط، حيث استقبله الملك حمد بن عيسي آل خليفة ملك البحرين فى مطار المنامة، في زيارة رسمية لمملكة البحرين الشقيقة تستغرق يومين، في ثاني محطات جولته الخليجية الحالية.

ويبحث الرئيس السيسي مع السلطان هيثم بن طارق آل سعيد سلطان عمان، والملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، خلال الجولة، العلاقات الثنائية الوثيقة التي تجمع مصر مع البلدين.

العلاقات المصرية البحرينية لها مذاق تاريخي 

ومن خلال هذا التقرير، يرصد موقع "صدى البلد"، العلاقات المصرية البحرينية التي يجمعها بينهما رؤية موحدة تجاه القضايا الإقليمية.

وتتميز العلاقات بين مصر والبحرين بالاستقرار والأخوية، حيث تنطلق القاهرة والمنامة من رؤية موحدة إزاء قضايا المنطقة، ويشدّدان على ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، كما يدعمان نضال الشعب الفلسطيني المشروع من أجل إنهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة ويعملان بشكل دؤوب من أجل الحفاظ على سيادة العراق واستقلاله السياسي وعروبته ووحدة وسلامة أراضيه.

كما يعود التعاون بين مصر والبحرين إلى تاريخ وصول أول بعثة تعليمية مصرية إلى البحرين - قبل استقلالها - في عام ‏1919، فلن ينسى التاريخ تفاعل شعب البحرين مع ثورة 23 يوليو 1952 وقراراتها الكبرى، كما شهدت مدن البحرين مظاهرات حاشدة تضامنًا مع الشعب المصري في مواجهة العدوان الثلاثي عام 1956، ونتذكر في مصر المشاعر الوطنية الفياضة ومواقف التأييد والمساندة المعنوية التي صاحبت بناء السد العالي، وتجاوب البحرينيين مع حملة التبرعات لصالح المجهود الحربي بعد نكسة عام 1967، ومشاعر القلق والدعم التي طالما أبدتها وتبديها القيادة والشعب البحريني كلما حدثت مشكلة في مصر.

دعم البحرين لمصر بالعديد من الأزمات  

ويقول الدكتور طارق فهمي أستاذ العلاقات الدولية، إن زيارة الرئيس السيسي لسلطنة عمان هي الزيارة الأولى في عهد السلطان هيثم بن طارق، حيث أنها زيارة مهمة وتعكس دلالات العلاقة التاريخية بين الدولتين، وأوضح أن سلطنة عمان لم تقطع العلاقات مع مصر وقت معاهدة كامب ديفيد، ورفض السلطان قابوس أي مقاطعة لمصر.

وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هناك مجالات اقتصادية واقليمية ثنائية، مرتبطة بتفعيل دور مجلس الأعمال العماني المصري، وأيضا جزء خاص باللجنة المشتركة، وبالتالي هناك موضوعات خاصة بالشركات والمعاملات، حيث أن تلك الموضوعات سوف تشهد اهتمام الرئيس السيسي خلال الفترة القادمة.

وأشار فهمي، إلى أن سلطنة عمان لها مواقف واتصالات مباشرة مع إيران، ولم تدخل في المقاطعة التي حدثت على قطر، ولها سياسة خارجية مختلفة تماما عن دول التعاون الخليجي، وتواصل مصر بالسطنة، يعطي رسائل أن مصر تنفتح على كافة دول الخليج، دون تمييز وأن مصر حريصة على تعزيز حضورها في الخليج العربي بأكمله.

انعكاس الحضور المصري في أمن الخليج

وتابع: "الزيارة هامة جدا، ولها انعكاسات ثنائية اقتصادية وسياسية واستراتيجية، وتؤكد الحضور المصري في أمن الخليج، كما أن مصر قامت بالتعاون مع السلطنة في تدريبات عسكرية بحرية وبرية، ومن ناحية التعاون الاقليمي مصر سوف تشارك في فعاليات مجلس التعاون الخليجي القادم".

واختتم: "يؤكد الرئيس السيسي على استكمال اتصالاته المباشرة ولقاءه بالقادة العرب، من خلال زيارته للبحرين وعمان، خاصة أن الرئيس التقي بالشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية الاماراتي، مما يدل على انفتاح مصر على دول الخليج أيضا، ومصر حاضرة بقوة لأمن الخليج، وتبعث رسائل للعابثين بـ الأمن القومي العربي والتهديدات الإقليمية".

ومن ناحية أخرى، بلغت العلاقات البحرينية المصرية أسمى مراتب التضامن ووحدة الصف في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ويتميز عهده بأنه أكثر الفترات التاريخية ازدهارًا في علاقات مصر بالبحرين والخليج العربي.

زيارات متبادلة بهدف مواجهة التدخلات الخارجية

وفي ظل ما يشهده العالم العربي والمنطقة من تطور وتسارع في مجريات الأحداث، أصبحت العلاقات الإستراتيجية بين البلدين تعتمد على ثلاثة محاور رئيسية هي: التعاون الوثيق بين القيادتين، تأكيد البلدين دعمهما ومساندتهما للآخر في مواجهة مختلف التحديات، والتعاون المشترك في شتى المجالات".

وفي نهاية شهر يناير الماضي، شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في جلسة مباحثات رباعية في قصر الوطن بأبوظبي، مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي، والملك حمد بن عيسى ملك مملكة البحرين، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات أمير إمارة دبي، حيث تم التباحث بشأن تطورات القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المتبادل، وسبل تعزيز التنسيق والتعاون بين الأشقاء لدفع آليات العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات الراهنة التي تواجه المنطقة. 

كما قام الشيخ خالد بن أحمد مستشار ملك البحرين للشئون الدبلوماسية بزيارة لمصر، خلال شهر ديسمبر الماضي، واستقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي  بحضور سامح شكري وزير الخارجية، والسفير هشام الجودر سفير مملكة البحرين بالقاهرة، وأشار الرئيس حينها- إلى خصوصية العلاقات المصرية البحرينية، والتوافق فى وجهات النظر والرؤى بين مصر والبحرين تجاه كافة القضايا.

يجمع البلدين علاقة مستمرة وروابط مميزة

أما في نوفمبر 20197، قام جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين بزيارة لمصر، استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسى وبحث الجانبان آخر تطورات الأوضاع الإقليمية، كما تطرق اللقاء إلى عدد من الأزمات التي تمر بها بعض الدول العربية، بالإضافة إلى جهود مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف ومواجهة التدخلات الخارجية، حيث تم التوافق حول دعم جهود التوصل إلى حلول سياسية لمختلف الأزمات التي تعاني منها المنطقة.

والجدير بالذكر، أن كشف السفير بسام راضي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، تفاصيل زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لسلطنة عمان، قائلا: "الرئيس السيسي اجتمع مع السلطان هيثم بن طارق أل سعيد سلطان عمان، مضيفا أن مواقف عمان عبر التاريخ متزنة وجيدة".

وأضاف راضي، أن مصر وعمان علاقة مستمرة وتجمعهم روابط مميزة، متابعا أن غدا السيسي سيتوجه للمملكة البحرين، وهناك أيضا لقاء في دائرة مستديرة بين السيسي ورجال أعمال من عمان بشأن الاستثمار في مصر، هناك تركيز على الشق الاقتصادي والاستثماري في الزيارة، كما أنها ركزت على توطيد العلاقات بين البلدين وزيادة الاستثمارات.