الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خرجت لتشتري سندويتش كبدة فأصابتها رصاصة طائشة.. قصة مقتل شيماء ببولاق الدكرور

صدى البلد

استكمالا لمسلسل البلطجة واستخدام السلاح وسيلة للحوار بدلا من الكلام والعقل، فقدت أم طفلتها في لحظات بسبب مشاجرة لا ناقة لها فيها ولا جمل ببولاق الدكرور.

كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية بعد منتصف الليل، حينما شعرت الطفلة شيماء بالجوع أثناء متابعة التليفزيون، طلبت من والدتها الخرساء السماح لها بشراء سندوتشات كبدة من المحل الذي يبعد أمتارا عن المنزل، ورغم تأخر الوقت سمحت الأم لأبنتها حتى لا تنام حزينة، ولم تكن تعلم أنها أعطتها الإذن للنوم الأبدي وحرمانها منها.

رصاصة تحرم الطفلة من السندوتشات

اصطحبت الطفلة ذات الـ13 عاما، شقيقها وغادرت المنزل بهدوء وهي تداعب شقيقها، وما أن خرجت للشارع حتى فوجئت بحالة من الهرج والمرج في الشارع في هذا الوقت من الليل بسبب مشاجرة كبرى.

شعرت الطفلة أنها ليس لها نصيب في تناول سندوتشات الكبدة، حاولت العودة للمنزل، لتباغتها رصاصة طائشة في رقبتها تبعتها أخرى في صدرها، لتسقط عند قدمي شقيقها المذعور الذي لا يعرف ما يفعل لشقيقته، ليبدأ في الصراخ.

محاولة إسعاف شيماء

شاهد أحد الجيران سقوط الطفلة الصغيرة، فأسرع يحملها مهرولا بها إلى المستشفى في محاولة لإنقاذها، إلا أن جسدها الضئيل لم يستطع الصمود، وفارقت روحها الجسد قبل إسعافها، لتنطفئ شمعة براءتها بسبب مشاجرة ليست طرفا فيها.

صرخات أم مكلومة

صرخات عالية أطلقتها أم الطفلة بسنت، الشهيرة بـ"شيماء"، عقب إبلاغها بإصابة ابنتها بطلق ناري، صرخات وهمهمات لا يفهمها المحيطون، قلبها ينطق باللوعة والمرارة بدلا من لسانها الأبكم، تدور حول نفسها لا تعرف ماذا تصنع وقد شعرت بتثاقل أطرافها.

لم يستوعب الأب والأم في البداية ما حدث، كونهما من ذوي القدرات الخاصة "صم وبكم"، لكن الدماء التي تغرق الأرض أنبأت الأم أنها دماء فلذة كبدها، سقطت على الأرض تشم الدماء وتقبلها، لشعورها الداخلي أنها لن ترى ابنتها مرة أخرى، وسارعت الأم تبحث عن ابنتها التي تم نقلها للمستشفى، قبضة مؤلمة اصابت قلبها لتهرول إلى المستشفى إلا أن قضاء الله كان أسرع وصعدت روح الطفلة إلى بارئها.

ضبط طرفي المشاجرة

تلقت مديرية أمن الجيزة، إخطارًا من المستشفى بوصول فتاة مصابة بطلق ناري وفارقت الحياة قبل إسعافها، وانتقلت قوة أمنية إلى مسرح الواقعة وتبين أنه أثناء سير المجني عليها بالشارع بمنطقة بولاق الدكرور، كانت توجد مشاجرة تبادل طرفاها إطلاق الأعيرة النارية، فخرجت إحداها لتستقر بجسد الفتاة وتسقط غارقة في دمائها.

ونجحت مباحث الجيزة في ضبط طرفي المشاجرة وبحوزتهما السلاح الناري، وتم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وأحيل للنيابة العامة التي تولت التحقيق.

صرخات لوعة غير مفهومة 

أمام المنزل المتواضع، افترشت الأم الأرض وأحاطت بها سيدات الحي الشعبي، اللاتي اتشحن بالسواد حزنا على الطفلة الجميلة صاحبة الوجه المضيء، التي كانت تداعب الجميع كونها تفهم لغة الإشارة التي تتعامل بها مع والديها، وظهرت على الم حالات صمت تعقبها صرخات غير مفهومة، تكشف مدى ما تشعر به من لوعة ومرارة لفقدان زهرة عمرها بتلك السهولة.

وظلت والدة الطفلة شيماء، تشير بيديها بما يعني «بنتي ذنبها ايه خارجة تجيب أكل، رجعت ميتة، ليه قتلوها».

قبلت دم بنتها وحاولت تنتحر

أكدت خالة الطفلة شيماء، أن ابنة شقيقتها طفلة خرجت للحصول على طعام رغبت به، فما ذنبها لتدفع حياتها ثمنا لمشاجرة بين تجار مخدرات، اخذوا يتبادلون اطلاق الاعيرة النارية والتراشق بالزجاجات الفارغة. 

وقالت خالة الطفلة: «شيماء عندها 13 سنة ولسه طالعة أولى أعدادي، خرجت تشتري أكل لكن كان في خناقة بين تجار مخدرات، ولما كانت شيماء معدية أخدت رصاصة غلط وماتت، وأختى لما خرجت من البيت ملقتش شيماء كانت أتنقلت للمستشفى، وفضلت تبوس في الدم على الأرض مش متخيلة».

وتابعت: «شيماء واخدة أكثر من طلقة في جسمها، وأمها لما عرفت حاولت تنتحر وتدبح نفسها لأنها مش مصدقة»، خاصة أنها قبل ساعات خرجت مرتدية ملابس العيد، لتشاهدها خالتها معربة عن سعادتها بالفستان الذي تم استبداله بكفن قبل العيد بأيام قليلة.